صلاح الداودي للشروق اون لاين.. الاستشارة الوطنية حول التربية والتعليم فاتحة معركة وطنية كبرى ومقدسة
تاريخ النشر : 19:45 - 2023/09/13
قبل يومين من بداية الاستشارة الوطنية حول التربية والتعليم بحسب التاريخ الرسمي المعلن عنه والتي تعتبر حدثا وطنيا فارقا، إلتقت الشروق أون لاين الأستاذ صلاح الداودي ووجهت إليه حول هذا الحدث الأسئلة التالية:
استمعنا إليكم على موجات احدى الإذاعات وأنتم تشيرون إلى تحرير التربية والتعليم فماذا تقصدون بذلك؟
تتجه الدولة بوجه عام نحو بناء نظام تربوي وتعليمي وتكويني جديد. ولكنني أحدثكم فقط بطبيعة الحال عن موقفي الشخصي و عن المأمول في كون هذا النظام يجب أن يقوم على حركة تحرير وطني تربوي والتأسيس لبيداغوجيا ديكولونيالية نازعة لبنى الاستعمار أو حركة تحرير تربوي وتعليمي من خلال التأسيس لتحرير بيداغوجي أو نزع أساسات الاستعمار البيداغوجي هذا. فكما كانت حركة الهيمنة على الأذهان واغتيال الإبداع ومراقبة واحتلال الفكر وتركيز التبعية الفكرية والإلحاق الحضاري والقهر الثقافي والذل الروحي والإنسحاق النفسي واستعباد وقنص الأدمغة واصطياد وقرصنة وسرقة العقول فضلا عن اغتصابها واستدراجها والسيطرة عليها، كما كانت تقوم على مفتاح الاستعمار المعرفي وتفريخ العمالة والجهل والتخلف فإن ديكلنة أو نزع بنى الاستعمار من الثقافة بصورة عامة هو مفتاح الانعتاق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
ماذا تتوقعون من هذه الاستشارة الوطنية وماهي انتظاراتكم من مسار الإصلاح أو إعادة البناء لاحقا؟
لا يمكن أن نغامر منذ الآن بإجابات متسرعة ولكنني يمكن أن أذهب معكم إلى أبعد حد وهو انه سوف يكون لهذه العملية عدة نتائج تدريجية وانعكاسات على كل المستويات: على الإنسان والوطن والمجتمع والشعب والدولة وعلى مستويات الصحة والنقل والبيئة... وإلخ. أنتم تعلمون انه ثمة في كل العالم مفاهيم متعددة لجيوسياسة المعرفة حتى ان كل المستقبل وعلاقاته وتوازناته وتوتراته وسلمه وحربه وفرصه ومخاطره مرتبط بهذا وأنتم تعرفون ان القاتل الخفي لأي شعب هو نظامه التربوي والتعليمي والتكويني وكل ذلك يدخل في الحروب المعرفية وفي الاستراتيجيات المعرفية وصراعات مفاهيمها. ولذا فإن المناهج الديكولونيالية المنظومية هي أوكد وأهم مفاتيح المستقبل وهي رهان السنوات الجديدة في العمر التربوي والتعليمي لأبناء كل التونسيين مستقبلا إذا آمنوا فعلا وقلبا وقالبا بأنفسهم وبالانخراط في كسب هذه المعركة الوطنية الكبرى والمقدسة وآمنوا بضرورات الواقع وتحديات تحرير المصير الذي يتطلب بالمقام الأول والأهم نوعا من الإنقاذ التربوي والانتقال التعليمي الاستراتيجي.
بماذا تتوجهون إلى كل التونسيين المعنيين بالمشاركة الواسعة في هذه الاستشارة قبل كل شيء وبوصفكم مربيا واستاذا قبل أي صفة أخرى وبوصفكم من أشد المتمسكين بإنجاح مسار 17 ديسمبر - 25 جويلية كما تسمونه؟
أولا العفو، لا نفعل إلا ما نستطيع ووفق قناعاتنا. ثانيا أظن انه من بين أهم الأسئلة التي يجب أن يجتهد كل التونسيين في المستقبل للتعود عليها ومعالجتها كل كما يستطيع، إضافة إلى مسائل البيئة التربوية والمحيط المدرسي والبنى التحتية وجودة التعليم وتوظيف التكنولوجيا والزمن المدرسي والكلفة المادية والاجتماعية لكل ذلك، هي الأسئلة المتعلقة بالنظرة والرؤية وأهم شيء هنا هو النظرة النقدية لواقعنا التربوي ومن هذه المشاكل والاشكاليات ما هو من نوع أي مقاربة في التعلمات وفي المناهج؟ أي فلسفة وأية بحوث وأي مسارات وأي تقويمات وأي تحصيل وأي غايات؟ أي تكوين وأي تدريب وأي مهارات وأي إبداعات وأي تطبيقات وأي أدوات وأي لغات وأي أفعال وأي أعمال وأي روح وأية قيم... وصولا حتى إلى الأسئلة المتعلقة بالتمويلات الوطنية الخالصة المتحررة من كل الكوابح والمكبلات والمعيقات الخارجية؟ وأسئلة من نوع العلاقة بالسياسات التربوية والتعليمية والتكوينية التونسية السابقة والعلاقة بالتربية والتعليم المقارن في العالم وأي انفتاح على عالم متعدد الحضارات وأي تاريخ وأي علاقة بالذات والآخر وأي ريادة حضارية وأي استقلال حضاري وأية استقلالية ثقافية وعلمية وأي اقتدار فكري وتكنولوجي؟ وأي تربية وأي تعليم في نهاية الأمر؟(وهذه ليست أسئلة الاستشارة الحالية بالطبع وانما الاستشارة تعنى بالمحاور الكبرى المذكورة اعلاه ) المسألة ليست سهلة بل هي قضية وجودية أكثر من كونها قضية نظرية وعملية وتقنية فهي يقينا متعلقة بإعادة استكشاف وإعادة ابتكار لتونس الجديدة بقدر ماهي حركة استئناف حضاري تاريخي ومصيري.
التربية الجديدة المنشودة سيدي الكريم في المبدأ والغايات مسألة عدالة تربوية بل انصاف تعليمي وتفوق مجتمعي بل تفوق حضاري بالمعنى الإيجابي طبعا. إنها تنطلق من المساواة أمام العقل وتمر إلى عدالة إبستيمية أو عدالة معرفية وعدالة ذهنية ادراكية أو عدالة معرفة على معنى ثان تنتهي إلى عدالة منهجية في المسارات والمهارات وفي المضامين والغايات ونحن هنا أمام ثلاث عدالات كل كيف يسميها بالانغليزية والسواحلية والإسبانية وغيرهم من اللغات وأما بالفرنسية المفهومة فنحن حيال:
Justice épistémique
Justice curriculaire
Justice cognitive
وقبل ذلك في الحقوق والفرص والواجبات وبعد ذلك تصير عدالة ديكولونيالية منظومية وعدالة تنموية وتوزيعية وحياتية متكاملة. وما ذلك على تونس والتونسيين بعزيز بالجهد والاجتهاد مهما أخذ ذلك من وقت وتضحيات.

قبل يومين من بداية الاستشارة الوطنية حول التربية والتعليم بحسب التاريخ الرسمي المعلن عنه والتي تعتبر حدثا وطنيا فارقا، إلتقت الشروق أون لاين الأستاذ صلاح الداودي ووجهت إليه حول هذا الحدث الأسئلة التالية:
استمعنا إليكم على موجات احدى الإذاعات وأنتم تشيرون إلى تحرير التربية والتعليم فماذا تقصدون بذلك؟
تتجه الدولة بوجه عام نحو بناء نظام تربوي وتعليمي وتكويني جديد. ولكنني أحدثكم فقط بطبيعة الحال عن موقفي الشخصي و عن المأمول في كون هذا النظام يجب أن يقوم على حركة تحرير وطني تربوي والتأسيس لبيداغوجيا ديكولونيالية نازعة لبنى الاستعمار أو حركة تحرير تربوي وتعليمي من خلال التأسيس لتحرير بيداغوجي أو نزع أساسات الاستعمار البيداغوجي هذا. فكما كانت حركة الهيمنة على الأذهان واغتيال الإبداع ومراقبة واحتلال الفكر وتركيز التبعية الفكرية والإلحاق الحضاري والقهر الثقافي والذل الروحي والإنسحاق النفسي واستعباد وقنص الأدمغة واصطياد وقرصنة وسرقة العقول فضلا عن اغتصابها واستدراجها والسيطرة عليها، كما كانت تقوم على مفتاح الاستعمار المعرفي وتفريخ العمالة والجهل والتخلف فإن ديكلنة أو نزع بنى الاستعمار من الثقافة بصورة عامة هو مفتاح الانعتاق الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
ماذا تتوقعون من هذه الاستشارة الوطنية وماهي انتظاراتكم من مسار الإصلاح أو إعادة البناء لاحقا؟
لا يمكن أن نغامر منذ الآن بإجابات متسرعة ولكنني يمكن أن أذهب معكم إلى أبعد حد وهو انه سوف يكون لهذه العملية عدة نتائج تدريجية وانعكاسات على كل المستويات: على الإنسان والوطن والمجتمع والشعب والدولة وعلى مستويات الصحة والنقل والبيئة... وإلخ. أنتم تعلمون انه ثمة في كل العالم مفاهيم متعددة لجيوسياسة المعرفة حتى ان كل المستقبل وعلاقاته وتوازناته وتوتراته وسلمه وحربه وفرصه ومخاطره مرتبط بهذا وأنتم تعرفون ان القاتل الخفي لأي شعب هو نظامه التربوي والتعليمي والتكويني وكل ذلك يدخل في الحروب المعرفية وفي الاستراتيجيات المعرفية وصراعات مفاهيمها. ولذا فإن المناهج الديكولونيالية المنظومية هي أوكد وأهم مفاتيح المستقبل وهي رهان السنوات الجديدة في العمر التربوي والتعليمي لأبناء كل التونسيين مستقبلا إذا آمنوا فعلا وقلبا وقالبا بأنفسهم وبالانخراط في كسب هذه المعركة الوطنية الكبرى والمقدسة وآمنوا بضرورات الواقع وتحديات تحرير المصير الذي يتطلب بالمقام الأول والأهم نوعا من الإنقاذ التربوي والانتقال التعليمي الاستراتيجي.
بماذا تتوجهون إلى كل التونسيين المعنيين بالمشاركة الواسعة في هذه الاستشارة قبل كل شيء وبوصفكم مربيا واستاذا قبل أي صفة أخرى وبوصفكم من أشد المتمسكين بإنجاح مسار 17 ديسمبر - 25 جويلية كما تسمونه؟
أولا العفو، لا نفعل إلا ما نستطيع ووفق قناعاتنا. ثانيا أظن انه من بين أهم الأسئلة التي يجب أن يجتهد كل التونسيين في المستقبل للتعود عليها ومعالجتها كل كما يستطيع، إضافة إلى مسائل البيئة التربوية والمحيط المدرسي والبنى التحتية وجودة التعليم وتوظيف التكنولوجيا والزمن المدرسي والكلفة المادية والاجتماعية لكل ذلك، هي الأسئلة المتعلقة بالنظرة والرؤية وأهم شيء هنا هو النظرة النقدية لواقعنا التربوي ومن هذه المشاكل والاشكاليات ما هو من نوع أي مقاربة في التعلمات وفي المناهج؟ أي فلسفة وأية بحوث وأي مسارات وأي تقويمات وأي تحصيل وأي غايات؟ أي تكوين وأي تدريب وأي مهارات وأي إبداعات وأي تطبيقات وأي أدوات وأي لغات وأي أفعال وأي أعمال وأي روح وأية قيم... وصولا حتى إلى الأسئلة المتعلقة بالتمويلات الوطنية الخالصة المتحررة من كل الكوابح والمكبلات والمعيقات الخارجية؟ وأسئلة من نوع العلاقة بالسياسات التربوية والتعليمية والتكوينية التونسية السابقة والعلاقة بالتربية والتعليم المقارن في العالم وأي انفتاح على عالم متعدد الحضارات وأي تاريخ وأي علاقة بالذات والآخر وأي ريادة حضارية وأي استقلال حضاري وأية استقلالية ثقافية وعلمية وأي اقتدار فكري وتكنولوجي؟ وأي تربية وأي تعليم في نهاية الأمر؟(وهذه ليست أسئلة الاستشارة الحالية بالطبع وانما الاستشارة تعنى بالمحاور الكبرى المذكورة اعلاه ) المسألة ليست سهلة بل هي قضية وجودية أكثر من كونها قضية نظرية وعملية وتقنية فهي يقينا متعلقة بإعادة استكشاف وإعادة ابتكار لتونس الجديدة بقدر ماهي حركة استئناف حضاري تاريخي ومصيري.
التربية الجديدة المنشودة سيدي الكريم في المبدأ والغايات مسألة عدالة تربوية بل انصاف تعليمي وتفوق مجتمعي بل تفوق حضاري بالمعنى الإيجابي طبعا. إنها تنطلق من المساواة أمام العقل وتمر إلى عدالة إبستيمية أو عدالة معرفية وعدالة ذهنية ادراكية أو عدالة معرفة على معنى ثان تنتهي إلى عدالة منهجية في المسارات والمهارات وفي المضامين والغايات ونحن هنا أمام ثلاث عدالات كل كيف يسميها بالانغليزية والسواحلية والإسبانية وغيرهم من اللغات وأما بالفرنسية المفهومة فنحن حيال:
Justice épistémique
Justice curriculaire
Justice cognitive
وقبل ذلك في الحقوق والفرص والواجبات وبعد ذلك تصير عدالة ديكولونيالية منظومية وعدالة تنموية وتوزيعية وحياتية متكاملة. وما ذلك على تونس والتونسيين بعزيز بالجهد والاجتهاد مهما أخذ ذلك من وقت وتضحيات.