تعرف تطبيقات خدمات النقل في تونس تطورا ملحوظا لا سيما بالنسبة للتطبيقات التي يعمل بها بعض سواق التاكسي الفردي. وفي الأثناء، كثر الجدل في تونس حول هذه التطبيقات تخلله تذمر بعض الحرفاء من ارتفاع تكاليف هذه الخدمات ومطالبة نقابات التاكسي بمنع هذه التطبيقات في تونس في حين يعتبرها عدد من التونسيين ضرورية من اجل تطوير خدمات النقل وربح الوقت كما هو الحال في كل دول العالم. 
وحول هذا الملف أفاد مصدر من الشركة المستغلة لتطبيق inDrive   في تونس، وهو أحد أبرز التطبيقات المعمول بها في تونس وفي العالم في مجال النقل، بان هذه الخدمة تندرج ضمن النقل الذكي التي انتشرت في كل انحاء العالم شانها شان الخدمات الذكية الأخرى، وان تونس ليست استثناء. وأضاف أن inDrive    تُقدم في تونس خدمات السفر داخل المدينة وهي تتبع نفس نهج الرحلات العادية مؤكدا ان التطبيق يحظى بشعبية كبيرة في تونس ويُعدّ أحد التطبيقات الرائدة في مجال النقل الذكي بتونس، وحقق توافقًا كبيرًا مع السوق والمستخدم التونسي ويسعى لمزيد التوسع في كل المدن بخدمات جديدة ووصل اليوم إلى 69 مدينة تونسية. 
حرية الاختيار والتفاوض
قال المصدر المتحدث ان تطبيق inDriveيُمكّن المستعملين من أكثر حرية وشفافية من خلال وضع تسعيرة الرحلة المناسبة بشكل تفاوضي بين السائق والحريف ويقع الاتفاق فيما بينهما بشكل مباشر على سعر الرحلة والطريق. فالراكب يقترح سعر الرحلة ويختار السائق وفقاً لتقييمه على التطبيق وموعد وصوله ونوع السيارة، وللسائق ايضا حرية اختيار طلب الرحلة المريح والمناسب إليه، لأنه يرى جميع تفاصيل الرحلة من حيث المسافة والوجهة المقصودة وايضاً سعرها. وفي حال عدم الاتفاق لا يحصل على مقابل بينما تعتمد شركات النقل الذكي الأخرى في تسعير الرحلات على الخوارزميات.
وإجابة على سؤال حول المؤشرات والأرقام التي تعكس نجاح تجربة inDrive في العالم يقول المصدر المذكور إنه إلى اليوم، تم تحميل التطبيق أكثر من 150 مليون مرة وهو ثاني تطبيق النقل الذكي تحميلاً والأسرع نموا في العالم كما انه مثال نادر لخدمات النقل التي أصبحت مربحة منذ اليوم الاول لانطلاقها لأن نموذج العمل يتسم بالثبات حيث يعطي التطبيق أقصى معايير الحرية للمستخدمين بأقل رسوم والتي تصل إلى 10% فقط.
مزايا 
وحول ميزات هذه الخدمة، ذكرت مصادر الشركة بان أبرزها هو تمكين السائقين من العمل بأمان وفقًا لظروفهم الخاصة وتمكين الركاب من السفر بطريقة أكثر ملاءمة وبسعر معقول من خلال خدمة تتميز بأنها تصطحب الحريف من مكان تواجده حتى الوجهة المقصودة في رحلة خاصة دون اصطحاب أشخاص آخرين وهو نفس نموذج الرحلات داخل المدينة. 
وهناك مزايا أخرى وهي الرحلات المشتركة التي تسمح للركاب باصطحاب اشخاص آخرين في الرحلة وهذا يعطيهم فرصة لدفع مبلغ اقل من الرحلات الخاصة، وللسائق كسب المزيد من المال. كما أن هذه الخدمة توفر المزيد من الوقت لأن الراكب ليس بحاجة للذهاب إلى محطة الحافلة او القطار لأن السائق يذهب للراكب اينما يتواجد ويصطحبه الى الوجهة المقصودة.
ولا تتوقف مزايا سفر inDrive عند هذا الحد وفق المتحدث، فهي تعطي فرصة ومساحة للأشخاص في السفر باصطحاب الأفراد الذين يريدونهم، كما أن السفر سيكون امناً لأن فقط الحرفاء المسجلين في التطبيق يمكنهم استخدام الخدمة وبالنسبة للسائقين يتم التحقق من جميع مستنداتهم.
جدل في تونس حول تطبيقات النقل
وبالعودة إلى ما يحصل في تونس من جدل واحتجاجات وانتقادات لمثل هذه الخدمات من قبل أصحاب سيارات الأجرة والمواطنين وإن كان التطبيق يهدد فعلا قطاعات النقل المنظم، أفاد المصدر المذكور أن خدمات النقل الذكي لا تؤثر سلبا على قطاع سيارات الأجرة، بل على العكس من ذلك   تطوره. ويتضح هذا من التجارب في جميع دول العالم، حيث تعد رقمنة قطاع سيارات الأجرة مفيدة للسائقين أنفسهم لأنه أصبح من الأسهل البحث عن الركاب، والكثير من سائقي سيارات الأجرة سجلوا على التطبيق وحصلوا على أرباح إضافية، اضافة الى ذلك معايير أمنية اضافية (لأن جميع الركاب مسجلين على التطبيق)، وزيادة تحصيل الضرائب للدولة، وتحسين جودة الخدمات، وهنا يصبح قطاع سيارات الأجرة وفق المتحدث أكثر شفافية. وبالنسبة للركاب أيضًا، فإن المزايا واضحة، فتطبيقات النقل الذكي لا تتنافس مع النقل التقليدي بل تكلمها من خلال جعل خيارات النقل المتواجدة أكثر تنوعًا.. 
فخدمات النقل الذكي وفق المتحدث تتطور اليوم في جميع أنحاء العالم، وتعد منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا واحدة من الأسواق المهمة لشركة inDrive ، ويمكن اعتبار أن مصر هو أكبر سوق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وفقًا لعدد السكان والسوق الذي يتميز السوق بالتنافسية. اما أكبر أسواق inDrive   في جميع أنحاء العالم فهي المكسيك وكازاخستان والبرازيل وكولومبيا ومصر. وبالتالي لا يمكن لبلد مثل تونس الابتعاد عن الاتجاه العالمي، وكل ما هو مطلوب او نأمل إليه هو وضع تشريعات قانونية للنقل والبدء في تنظيم القطاع بشكل صحيح.. وشدد المتحدث على ان الشركة المستغلة للتطبيق تتبع وتلتزم بالقوانين واللوائح التونسية التي تسمح بالعمل مع سيارات الأجرة الرسمية – ذات اللون الأصفر-  فقط.