ابتكرها باحثون تونسيون.. جوارب تعيد الحركة لذوي الاحتياجات الخاصة
تاريخ النشر : 10:02 - 2025/08/17
تمكّن الشاب سَهْل بوغطاس، أصيل مدينة بني حسان من ولاية المنستير، من المشي لأول مرة في حياته بثقة وبدون خوف منذ سنة وأربعة أشهر، بفضل منتوجات طوّرها باحثون في مخبر هندسة النسيج بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقصر هلال. منتوجات غيّرت حياته وفتحت أمامه آفاقًا جديدة بعد سنوات من المعاناة مع الأطراف الاصطناعية.
بدا سهل متأثرًا وهو يتحدث بأريحية واعتزاز، خلال لقاء مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء داخل المخبر، وقد ارتسمت على ملامحه علامات السعادة والامتنان.
يقول : "أنا سعيد لأنني أتعامل مع باحثين تونسيين من بلادي، أشاركهم الملاحظات حول الجوارب التي طوروها وعدلوها مرارًا حتى صارت أفضل من نظيراتها المستوردة من ألمانيا أو تركيا."
هذه الجوارب والبطانات المبتكرة وفّرت له راحة غير مسبوقة، إذ كانت المنتجات المستوردة تتسبب له بجروح بعد ثلاثة أسابيع من الاستعمال، مما يضطره للتوقف عن المشي. أما الآن، فيؤكد: "استعدت صحتي بنسبة 100 بالمائة، وأصبحت أمشي يوميًا كيلومترات طويلة، أمارس الرياضة، أقود الدراجة والسيارة، والأهم أنّي استعدت ثقتي في نفسي."
تجربة سهل ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل هي ثمرة مسار بحثي انطلق منذ سنوات. فمنذ سنة 1999، سجّل مخبر هندسة النسيج بقصر هلال أكثر من 40 براءة اختراع لدى المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية، في إطار توجه علمي يربط البحث الأكاديمي بالتطبيق العملي لخدمة الإنسان وتطوير قطاع النسيج في تونس.
ويقول الأستاذ وليد الشاوش، عضو المخبر وصاحب براءة اختراع الجوارب والبطانة إلى جانب أستاذه فوزي الصكلي: "لدينا تجهيزات غير متوفرة لدى الصناعيين، وهو ما مكننا من تصنيع جوارب بدون خياطة بتقنية «سيملاس». المنتوجات التي طورناها فاقت المستوردة من حيث الجودة والراحة."
وتتميز البطانة الجديدة بمرونتها وموادها الداخلية التي تحافظ على راحة الطرف المبتور وتمنع الالتهابات، في حين تمثل الجوارب المطوَّرة ما يشبه "جلدًا ثانيًا" يوفر الحماية والمرونة. وقد تم تطوير هذه المنتوجات بالشراكة مع المستفيدين أنفسهم، ومن بينهم سهل بوغطاس، الذي ساهم بملاحظاته العملية في تحسينها.
ويضيف الشاوش: "الفكرة بدأت سنة 2017 بعد اقتراح تقدمت به طالبة مبتورة الأطراف. ومنذ ذلك الوقت، انطلقنا في تطويرها بالتعاون مع مركز صنع الآلات المقوّمة للأعضاء بسوسة وقسم الطب الفيزيائي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة."
ولا يقتصر المشروع على ذلك، إذ يعمل الباحثون حاليًا على تطوير منتوج ثالث يحمي الأطراف الاصطناعية من تسرب المياه عند الاستحمام أو السباحة، استجابة لاقتراح مباشر من سهل بوغطاس نفسه.
أما بخصوص مستقبل هذه الابتكارات، فيؤكد الشاوش أنّها لن تبقى حبيسة الرفوف، إذ يجري التفكير في بعث مؤسسة ناشئة بتونس لتصنيعها وتوفيرها لذوي الاحتياجات الخاصة، بما يعزز استقلاليتهم وجودة حياتهم.

تمكّن الشاب سَهْل بوغطاس، أصيل مدينة بني حسان من ولاية المنستير، من المشي لأول مرة في حياته بثقة وبدون خوف منذ سنة وأربعة أشهر، بفضل منتوجات طوّرها باحثون في مخبر هندسة النسيج بالمعهد العالي للدراسات التكنولوجية بقصر هلال. منتوجات غيّرت حياته وفتحت أمامه آفاقًا جديدة بعد سنوات من المعاناة مع الأطراف الاصطناعية.
بدا سهل متأثرًا وهو يتحدث بأريحية واعتزاز، خلال لقاء مع وكالة تونس إفريقيا للأنباء داخل المخبر، وقد ارتسمت على ملامحه علامات السعادة والامتنان.
يقول : "أنا سعيد لأنني أتعامل مع باحثين تونسيين من بلادي، أشاركهم الملاحظات حول الجوارب التي طوروها وعدلوها مرارًا حتى صارت أفضل من نظيراتها المستوردة من ألمانيا أو تركيا."
هذه الجوارب والبطانات المبتكرة وفّرت له راحة غير مسبوقة، إذ كانت المنتجات المستوردة تتسبب له بجروح بعد ثلاثة أسابيع من الاستعمال، مما يضطره للتوقف عن المشي. أما الآن، فيؤكد: "استعدت صحتي بنسبة 100 بالمائة، وأصبحت أمشي يوميًا كيلومترات طويلة، أمارس الرياضة، أقود الدراجة والسيارة، والأهم أنّي استعدت ثقتي في نفسي."
تجربة سهل ليست مجرد قصة نجاح فردية، بل هي ثمرة مسار بحثي انطلق منذ سنوات. فمنذ سنة 1999، سجّل مخبر هندسة النسيج بقصر هلال أكثر من 40 براءة اختراع لدى المعهد الوطني للمواصفات والملكية الصناعية، في إطار توجه علمي يربط البحث الأكاديمي بالتطبيق العملي لخدمة الإنسان وتطوير قطاع النسيج في تونس.
ويقول الأستاذ وليد الشاوش، عضو المخبر وصاحب براءة اختراع الجوارب والبطانة إلى جانب أستاذه فوزي الصكلي: "لدينا تجهيزات غير متوفرة لدى الصناعيين، وهو ما مكننا من تصنيع جوارب بدون خياطة بتقنية «سيملاس». المنتوجات التي طورناها فاقت المستوردة من حيث الجودة والراحة."
وتتميز البطانة الجديدة بمرونتها وموادها الداخلية التي تحافظ على راحة الطرف المبتور وتمنع الالتهابات، في حين تمثل الجوارب المطوَّرة ما يشبه "جلدًا ثانيًا" يوفر الحماية والمرونة. وقد تم تطوير هذه المنتوجات بالشراكة مع المستفيدين أنفسهم، ومن بينهم سهل بوغطاس، الذي ساهم بملاحظاته العملية في تحسينها.
ويضيف الشاوش: "الفكرة بدأت سنة 2017 بعد اقتراح تقدمت به طالبة مبتورة الأطراف. ومنذ ذلك الوقت، انطلقنا في تطويرها بالتعاون مع مركز صنع الآلات المقوّمة للأعضاء بسوسة وقسم الطب الفيزيائي بالمستشفى الجامعي فطومة بورقيبة."
ولا يقتصر المشروع على ذلك، إذ يعمل الباحثون حاليًا على تطوير منتوج ثالث يحمي الأطراف الاصطناعية من تسرب المياه عند الاستحمام أو السباحة، استجابة لاقتراح مباشر من سهل بوغطاس نفسه.
أما بخصوص مستقبل هذه الابتكارات، فيؤكد الشاوش أنّها لن تبقى حبيسة الرفوف، إذ يجري التفكير في بعث مؤسسة ناشئة بتونس لتصنيعها وتوفيرها لذوي الاحتياجات الخاصة، بما يعزز استقلاليتهم وجودة حياتهم.