أردوغان... الإخواني الغدّار
تاريخ النشر : 15:02 - 2024/09/16
قد لا يدرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لم يعد هناك غبي واحد في العالم يولي اهتماما لتصريحاته ومواقفه المعبرة عن التوبة.
فالرجل الذي نضب وجهه تماما من ماء الحياء كذب ثلاث مرات منذ قيام طوفان الأقصى بشأنالمقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني بل إنه لم يستح من التهديد بضرب إسرائيل وهو الذي يشارك في إمداد هذا الكيان بالأسلحة الفتاكة متضامنا مع نتنياهو وبايدن في جريمة الإبادة الجماعية للنساء والأطفال في قطاع غزة الصامد والأبي.
و بالنتيجة يمثل أردوغان ترجمة حرفية لوعد رئيسةحكومة الكيان الصهيوني السابقة «غولدا مايير» عندما خاطبت العرب قائلة في نهاية ستينات القرن الماضي «سنخلق فيكم نخبة تحكم لفائدتنا».
وتتقاطع فحوى هذا الوعد مع الحقيقة المرة التي نطق بها مؤسس حزب الفضيلة نجم الدين أربكان في إجتماع عام حين اتهم تلميذه أردوغان بالخيانة والإرتماء في أحضان الموساد الإسرائيلي.
ويكشف هذا التصريح بالذات أن الرئيس التركي مجرد عميل في الموساد الإسرائيلي بالإمكان فهم دوافعه واستشراف خطواته انطلاقا من هذا الدور الذي يحاول أردوغان التعتيم عليه بازدواجية الخطاب والممارسة المتأصلة في الحركتين الصهيونية والإخوانية وممارسة القمع داخليا حيث تكتظ سجون تركيا بأكثر من 60 ألف سياسي وإعلامي ومثقف ونحو 14 ألف نقابي فيما ترتع قوة «الحرس الخاص» التي أنشأها أردوغان وتضم 100 ألف مسلح في تركيا بالطول والعرض مثيرة مزيدا من الرعب في المجتمع التركي على شاكلة الأجهزة الخاصة التي يستخدمها زيلنسكي لترهيب المجتمع حتى لا ينتفض ضد سياسته التي دمرت أكرانيا وهجرت شعبها وسياسة تسليح المستوطنين الذي تنتهجها حكومة الكيان الصهيوني للإستقواء على الجيش والشعب وفرض خيار الهروب إلى الأمام.
وعلى هذا الأساس أيضا تستضيف تركيا أكبر قاعدة عسكرية لحلف الناتو الذي يشكل أكبر تنظيم إرهابي في التاريخ الحديث إلى جانب العشرات من مقرات الموساد الإسرائيلي المتخصصة في التجسس والإرهاب الإلكتروني.
والأخطر من ذلك هو الإندماج الفعلي للأجهزة الحيوية التركية في الأجهزة الصهيونية لاسيما من خلال منظمة «الذئاب الرمادية» التي تمثل منظمة شبه عسكرية تخضع لسلطة أردوغان بشكل مباشر وتتخصص في التخريب والإغتيال على شاكلة الموساد الإسرائيلي حيث نفذت إلى حدّ الآن أكثر من 580 عملية اغتيال في مناطق متفرقة من العالم ويرجح أن تكون اضطلعت بدور « الناقل» في تنفيذ جريمة تفجير مرفأ بيروت يوم 4 أوت 2020 لحساب الأجندا الصهيو أمريكية التي كان هدفها تفليس لبنان ووضع شعبها تحت ضغط مقايضة التطبيع برغيف الخبز في نطاق «المخطط ب» بعد فشل أجندا تركيع سوريا.
ومن سوريا بالذات تبدأ حكاية الغدر المتأصل في أردوغان حيث فتحت دمشق على غرار عواصم عربية أخرى منها تونس أبوابها على مصراعيها أمام تركيا توقا إلى شراكة قوية تحقق قدرا أدنى من التوازن مع الغرب فيما كان تلميذ الموساد يشحذ سكاكينه لذبح العرب من الوريد إلى الوريد في نطاق ترتيبيات الربيع العبري الذي كاد يعيد المنطقة العربية بأسرها إلى العصر الحجري استنساخا للمؤامرة الصهيونية التي أحرقت عراق العروبة بنار الإرهاب والفتنة.
وبالمحصلة لا يوجد دور قذر لم يتقمصه أردوغان الذي فاحت رائحة غدره وولائه الأعمى لأسياده الصهاينة أكثر ربما من أي عميل آخر حظيت بخدماته إسرائيل لدرجة أن كل خطوات صارت مكشوفة فهو على سبيل المثال يطنب منذ أشهر في استخدام الوساطات لعقد لقاء مع الزعيم الوطني والقومي بشار الأسد ليس بهدف طي صفحة الماضي السوداء وإنما بسبب ضغوطات تل أبيب التي تتطلع من وراء هذا اللقاء أن يحصل أردوغان على بصيص ضوء مما يدور في عقل بشار في هذه المرحلة الدقيقة التي تبدو خلالها سوريا بمثابة الصندوق الأسود لكل ما سيستجد من تطورات في الشرق الأوسط يرجح أنما ستفضي إلى اقتلاع كل التداعيات التي انبثقت عن مؤتمر برلين ( 1861) لتقاسم غنيمة ما يسمى الشرق الأوسط الكبير ولاسيما الإستيطان الصهيوني على أرض فلسطين والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة علما وأن سفير الإمبراطورية العثمانية في ألمانيا كان قد حضر فعاليات هذا المؤتمر وصادق على قراراته في نطاق صفقة تاريخية وراء الستار سلمت بمقتضاها تركيا رقبة العرب حتى تنجو برأسها.
والواضح في هذا الصدد أن الصحوة العربية الجديدة بدأت تخنق كل من خانوا العرب وتأمروا عليهم وعلى رأسهم النظام الإخواني في تركيا بقيادة أردوغان الذي احترقت كل أوراقه ويبدو مثل الثعلب الوحيد الذي تهرم ولم بعد قادرا على اصطياد الدجاج رغم استنفار منظومة العمالة والتطبيع لشد أزره وتأجيل انهياره المدوي إلى حين وإمعان منظومة التضليل الإعلامي الصهيوني في نفخ صورته حتى يظهر في عباءة «الديمقراطي الحكيم» وهو المستعد لوضع كل أبناء شعبه في المعتقل لحماية عرشه الملطخ بالدم .
لقد أقسم أردوغان بأغلظ الأيمان إثر الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالتفرغ الكامل لمكافحة التضخم المالي الذي احترق بناره الشعب بسبب تورط تركيا في أدوار وأجندات أكبر من حجمها بكثير وبالفعل صدقت وعود أردوغان حيث ارتفعت قيمة الدولار في ظرف ثلاثة أشهر من 17 إلى 31 ليرة فهل يوجد نفاق بعد هذا النفاق؟
قد لا يدرك الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لم يعد هناك غبي واحد في العالم يولي اهتماما لتصريحاته ومواقفه المعبرة عن التوبة.
فالرجل الذي نضب وجهه تماما من ماء الحياء كذب ثلاث مرات منذ قيام طوفان الأقصى بشأنالمقاطعة الاقتصادية للكيان الصهيوني بل إنه لم يستح من التهديد بضرب إسرائيل وهو الذي يشارك في إمداد هذا الكيان بالأسلحة الفتاكة متضامنا مع نتنياهو وبايدن في جريمة الإبادة الجماعية للنساء والأطفال في قطاع غزة الصامد والأبي.
و بالنتيجة يمثل أردوغان ترجمة حرفية لوعد رئيسةحكومة الكيان الصهيوني السابقة «غولدا مايير» عندما خاطبت العرب قائلة في نهاية ستينات القرن الماضي «سنخلق فيكم نخبة تحكم لفائدتنا».
وتتقاطع فحوى هذا الوعد مع الحقيقة المرة التي نطق بها مؤسس حزب الفضيلة نجم الدين أربكان في إجتماع عام حين اتهم تلميذه أردوغان بالخيانة والإرتماء في أحضان الموساد الإسرائيلي.
ويكشف هذا التصريح بالذات أن الرئيس التركي مجرد عميل في الموساد الإسرائيلي بالإمكان فهم دوافعه واستشراف خطواته انطلاقا من هذا الدور الذي يحاول أردوغان التعتيم عليه بازدواجية الخطاب والممارسة المتأصلة في الحركتين الصهيونية والإخوانية وممارسة القمع داخليا حيث تكتظ سجون تركيا بأكثر من 60 ألف سياسي وإعلامي ومثقف ونحو 14 ألف نقابي فيما ترتع قوة «الحرس الخاص» التي أنشأها أردوغان وتضم 100 ألف مسلح في تركيا بالطول والعرض مثيرة مزيدا من الرعب في المجتمع التركي على شاكلة الأجهزة الخاصة التي يستخدمها زيلنسكي لترهيب المجتمع حتى لا ينتفض ضد سياسته التي دمرت أكرانيا وهجرت شعبها وسياسة تسليح المستوطنين الذي تنتهجها حكومة الكيان الصهيوني للإستقواء على الجيش والشعب وفرض خيار الهروب إلى الأمام.
وعلى هذا الأساس أيضا تستضيف تركيا أكبر قاعدة عسكرية لحلف الناتو الذي يشكل أكبر تنظيم إرهابي في التاريخ الحديث إلى جانب العشرات من مقرات الموساد الإسرائيلي المتخصصة في التجسس والإرهاب الإلكتروني.
والأخطر من ذلك هو الإندماج الفعلي للأجهزة الحيوية التركية في الأجهزة الصهيونية لاسيما من خلال منظمة «الذئاب الرمادية» التي تمثل منظمة شبه عسكرية تخضع لسلطة أردوغان بشكل مباشر وتتخصص في التخريب والإغتيال على شاكلة الموساد الإسرائيلي حيث نفذت إلى حدّ الآن أكثر من 580 عملية اغتيال في مناطق متفرقة من العالم ويرجح أن تكون اضطلعت بدور « الناقل» في تنفيذ جريمة تفجير مرفأ بيروت يوم 4 أوت 2020 لحساب الأجندا الصهيو أمريكية التي كان هدفها تفليس لبنان ووضع شعبها تحت ضغط مقايضة التطبيع برغيف الخبز في نطاق «المخطط ب» بعد فشل أجندا تركيع سوريا.
ومن سوريا بالذات تبدأ حكاية الغدر المتأصل في أردوغان حيث فتحت دمشق على غرار عواصم عربية أخرى منها تونس أبوابها على مصراعيها أمام تركيا توقا إلى شراكة قوية تحقق قدرا أدنى من التوازن مع الغرب فيما كان تلميذ الموساد يشحذ سكاكينه لذبح العرب من الوريد إلى الوريد في نطاق ترتيبيات الربيع العبري الذي كاد يعيد المنطقة العربية بأسرها إلى العصر الحجري استنساخا للمؤامرة الصهيونية التي أحرقت عراق العروبة بنار الإرهاب والفتنة.
وبالمحصلة لا يوجد دور قذر لم يتقمصه أردوغان الذي فاحت رائحة غدره وولائه الأعمى لأسياده الصهاينة أكثر ربما من أي عميل آخر حظيت بخدماته إسرائيل لدرجة أن كل خطوات صارت مكشوفة فهو على سبيل المثال يطنب منذ أشهر في استخدام الوساطات لعقد لقاء مع الزعيم الوطني والقومي بشار الأسد ليس بهدف طي صفحة الماضي السوداء وإنما بسبب ضغوطات تل أبيب التي تتطلع من وراء هذا اللقاء أن يحصل أردوغان على بصيص ضوء مما يدور في عقل بشار في هذه المرحلة الدقيقة التي تبدو خلالها سوريا بمثابة الصندوق الأسود لكل ما سيستجد من تطورات في الشرق الأوسط يرجح أنما ستفضي إلى اقتلاع كل التداعيات التي انبثقت عن مؤتمر برلين ( 1861) لتقاسم غنيمة ما يسمى الشرق الأوسط الكبير ولاسيما الإستيطان الصهيوني على أرض فلسطين والوجود العسكري الأمريكي في المنطقة علما وأن سفير الإمبراطورية العثمانية في ألمانيا كان قد حضر فعاليات هذا المؤتمر وصادق على قراراته في نطاق صفقة تاريخية وراء الستار سلمت بمقتضاها تركيا رقبة العرب حتى تنجو برأسها.
والواضح في هذا الصدد أن الصحوة العربية الجديدة بدأت تخنق كل من خانوا العرب وتأمروا عليهم وعلى رأسهم النظام الإخواني في تركيا بقيادة أردوغان الذي احترقت كل أوراقه ويبدو مثل الثعلب الوحيد الذي تهرم ولم بعد قادرا على اصطياد الدجاج رغم استنفار منظومة العمالة والتطبيع لشد أزره وتأجيل انهياره المدوي إلى حين وإمعان منظومة التضليل الإعلامي الصهيوني في نفخ صورته حتى يظهر في عباءة «الديمقراطي الحكيم» وهو المستعد لوضع كل أبناء شعبه في المعتقل لحماية عرشه الملطخ بالدم .
لقد أقسم أردوغان بأغلظ الأيمان إثر الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالتفرغ الكامل لمكافحة التضخم المالي الذي احترق بناره الشعب بسبب تورط تركيا في أدوار وأجندات أكبر من حجمها بكثير وبالفعل صدقت وعود أردوغان حيث ارتفعت قيمة الدولار في ظرف ثلاثة أشهر من 17 إلى 31 ليرة فهل يوجد نفاق بعد هذا النفاق؟