يوسف الجويني يكتب: كلكم مسؤولون لما يحدث الآن وما سيحدث مستقبلا

يوسف الجويني يكتب: كلكم مسؤولون لما يحدث الآن وما سيحدث مستقبلا

تاريخ النشر : 11:37 - 2021/11/29

ونحن نقترب من مرور إحدى عشرة سنة على تاريخ اندلاع الشرارة الأولى لثورة الشعب التونسي انطلاقا من جهة سيدي بوزيد الصمود توسعت بعدها الهبة والانتفاضة الشعبية في تحركاتها اليومية ليلا نهارا بكامل جهات الجمهورية تحت وابل من الرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع "الكريموجان" خاصة لما اشتد الوطيس وساد الإنفلات الأمني وانتشرت موجة عمليات السلب والنهب وسقوط مئات من المواطنين شهداء وجرحى برصاص قناصة مجهولي الهوية ظلت هويتهم مطموسة وغير معلومة إلى الآن ولكن يبقى السؤال المطروح بإستمرار وبإطناب ماذا تحقق للشعب التونسي من أهداف ثورة مشبوهة قد تبين بمضي الوقت انها انقلاب مدبر من الخارج للاطاحة بنظام الراحل بن علي وقد خلفت دمارا وخرابا زاد في معاناة الدولة وكذلك السؤال لكافة الشعوب العربية التي ثارت على حكامها في مصر واليمن وليبيا وسوريا وغيرها بإستثناء الحريات الفردية وحقوق الإنسان التي ظلت نسبية، أمام النسق التصاعدي والماكوكي لإرتفاع الأسعار وغلاء المعيشة وتدهور كبير للمقدرة الشرائية للمواطن وارتفاع نسبة الدين الخارجي ليصبح نصيب كل مواطن تونسي من الصغير حتى الكبير بمقدار سبعة آلاف وخمسمائة دينار من المديونية واختلال مفزع للميزان التجاري بما يدعو للانشغال والريبة فيما وقع انفاق كل هذه الأموال المقترضة اذا علمنا أن التنمية معطلة ونسبة البطالة ارتفعت بالتوازي مع ارتفاع في نسبة الفقر والاحتياج والخصاصة ذلك أنه طيلة فترة الانتقال الديمقراطي حكم تونس في بحر عشر سنوات تسعه رؤساء حكومة بتشكيلات حكومية تعدت الإحدى عشرة حكومة بما معناه أن قصر الحكومة بالقصبة أصبح مخبر تجارب للحكومات ومع هذا إلى الآن مازال الشعب المغلوب على أمره يعيش الاحساس بالضيم وانعدام الثقة في جميع الساسة والأحزاب والحكام وقد أصبح في حالة احتقان وغضب كبير دفعه للعودة مجددا بعد أن نفذ صبره إلى الحراك الاجتماعي والاعتصامات في بعض الجهات وهذا يعد مؤشرا خطيرا قد يعصف بالاستقرار ويهدد سلامة الوطن وزعزعزة أمنها بعد موجة من العمليات الإرهابية والتهديدات القائمة والذي يبقى المكسب الايجابي الذي تحقق بفضل الوطنية السامية والارادة و العزيمة للمؤسستين الأمنية والعسكرية. 
وإني إذ أعبر عن أسفي وحزني الكبير على وطني الذي تتلاعب به أمواج عاتية ونحن نرى مركبه يغرق وربانه يقف شاهدا غير عابئا بدون أن يبادر بعملية إنقاذ تعيد الثقة والأمل المفقودين لدى عامة الشعب إني أطلق صيحة فزع للوطنيين بدون استثناء قائلا لهم كلكم مسؤولون لما يحدث الآن وسيحدث وأدعوكَم بكل لطف بأن تكونوا ك قلب رجل واحد صمام الأماني صائن للأمانة التي منحكم اياها الشعب والا ستكتوون بنارها آجلا ام عاجلا لأن الوضع الاقتصادي والاجتماعي محرج للغاية وإلى حد قد أصبح مترديا وحملا ثقيلا يتطلب رباطة جأش من كل مسؤول وطني يتسم بالارادة القوية لإنقاذ مركبة تونس ويرسي بها إلى بر الأمان بمنوال تنموي ومناخ أعمال مشجع على الاستثمار وتحريك الدورة الاقتصادية بما تقتضيه دقة المرحلة بدون وصاية او تدخلات خارجية والدعوة إلى إجراء حوار وطني جاد ومسؤول مع المنظمات الوطنيه وفي مقدمتها الاتحاد العام التونسي للشغل لإرساء مناخ اجتماعي يشجع على عودة قيمة العمل وفق اتفاق على هدنة اجتماعية لمدة محددة مع تفعيل دور المجلس الأعلى للحوار الاجتماعي حتى تحقيق السلامة والمناعة المطلوبة لإقتصادنا الوطني وتغيير نظام الحكم والقانون الإنتخابي والدعوة إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

الإهداء: إلى الشهداء أكرم ما في الدنيا وأنبل بني البشر،وإلى الشرفاء الأحرار وزينة الحياة،وبناة ال
07:00 - 2024/03/24
لا شك أن المقاومة في #فلسطين بتاريخها الضخم على مدى قرن، وبتعدد تجاربها وأنماطها ومشاربها ومرجعيا
08:34 - 2024/03/18
  الحلقة الأولى: طوفان الأقصى يعرّي إدارة التوحّش الجديدة
08:34 - 2024/03/18
الإعلام كما هو معلوم له عدة أهداف، منها أهداف أخبارية، تثقيفية، ترفيهية وتوجيهية، وجميع هذه الأهد
08:34 - 2024/03/18
تنتهي الابادة الجماعية المادية بالشهادة، فبم يا ترى تنتهي الإبادة الروحية!
22:13 - 2024/03/14
للمتوسط أهميته العظمى من جميع النواحي، الإقتصادية، والإستراتيجية، ومن خلال ذلك أصبح الإهتمام السي
08:59 - 2024/03/11