كعادته في البحث عن درر الأرشيف التونسي والسير المجهولة كشف الأستاذ أنس الشابي في كتابه الجديد أحمد أديب المكي حجازي في تونس 1876-1933عن سيرة  أحمد أديب المكي الذي قدم إلى تونس سنة 1876واختلط بنخبتها  وقد قدم من الحجاز التي ولد فيها لذلك لقب بالحجازي
هذا الكتاب الصادر ضمن سلسلة كتاب الشهر في عددها 56التي  تصدرها دار سحر يكشف عن شخصية هذا الرحالة الذي عاش فيها في تونس  وذلك بعد تدخل من شخصين كما يذكر أنس الشابي وهما محمد بن عثمان السنوسي (1851-1900)وشيخ الإسلام أحمد بن الخوجة (1830-1896)
وقد حظي المكي بتقدير خاص وتمكن من الحصول على وظيفة وقد نشر المكي قصائده في بعض الصحف  منها الرائد التونسي وكانت اول قصيدة في مدح خيرالدين باشا الوزير الأكبر في 21 مارس 1877ثم تتالت نصوصه في الزهرة والبصيرة والقيروان والصواب والتقدم والحاضرة.
وأخر ما نشر حسب ما ذكره الأستاذ انس الشابي سنة 1934في جريدة الزهرة التي حيا فيها محمد سعدالله مدير الاوقاف عند زيارته إلى سوسة كما نشرت قبلها جريدة الزهرة تهنئة لأحمد باي بمناسبة عيد الأضحى سنة 1931 وهي آخر مدحية لأحمد باي.
ويذكر الشابي ان احمد المكي مدح خمس بايات تونسيين وهم علي باي الثالث ومحمد الهادي باي ومحمد الناصر باي ومحمد الحبيب باي واحمد باي الثاني ويشير إلى أنه لم يمدح الصادق باي لانه كان يحمل موقفا معاديا للاستعمار الفرنسي واتفاقية الحماية التي وقعها محمد الصادق باي.
الكتاب تضمن فهرسا في القصائد والمقالات المنشورة في الصحافة التونسية أثناء أقامته في تونس ومجموعة من الصور النادرة وتعريفا بالصحف التي نشر فيها فيها أعماله كما نشر نعي جريدة الزهرة له عندما توفي في 6نوفمبر 1933في مدينة سوسة وقد أنهى حياته في ظروف أقرب إلى التسول والفقر المدقع في مدينة سوسة معلما للصبيان.
هذا الكتاب على صغر حجمه يكشف لنا سيرة مجهولة لاديب وباحث ومثقف عربي عاش في تونس وأختلط بنخبتها وتنقل في التدريس بين الحاضرة وسوسة وتوزر.