ما لم يحسمه السلاح بوضوح، لن تحسمه أيّ لغة أخرى
تاريخ النشر : 20:11 - 2025/09/29
يُحكَى عن صفقة ترامبية جديدة بلغة أشبه بالموت ما بعد الموت وليس بالحياة ما بعد الموت ولا بالحياة ما بعد الحياة. وبمفهوم أشبه بإبادة المصير ذاته بعد إبادة البشر. إبادة المصير أي إبادة الوجود المحرّر على الهيئة التي يقررها وينفذها شعبنا المقاوم في فلسطين المقاومة، وليس فقط إبادة تقرير المصير.
يُحكَى عن صفقة ابادية موضوعها شعبنا الأبيّ الصامد في أراضينا المحتلة؛ صفقة ابادية يريدونها وكأنهم حيال مجموعة بشر سُلبت منهم مقوّمات الشعب ومقوّمات الوطن ومقوّمات الدولة. هكذا يريد المحتلّ والمختلّ. والمختل أحرص على الخبل من المحتل. كيف لصفقة ابادية أن تكون على جثث يراد لها أن تكون دون وطنها ودون أرضها ودون شعبها ودون سلاحها ودون مقدساتها ودون وجودها المستقبلي البشري في دولة حرّة محرّرة موحّدة؟
ماذا لو نُترجم ذلك في أيّ منطق؟ ما الذي سوف نحصل عليه؟ تقول هذه الصفقة الابادية المزعومة: قِفُوا على ركام التاريخ. ولكننا نعرف ان الواقف على ركام التاريخ تبتلعه الأرض. قِفُوا على ركام الجغرافيا. ولكننا نعرف ان الواقف على ركام الجغرافيا يبتلعه الأمد. فالوجود لا يحتمل الجمود. والحدود حركة لا مرئيّة لا تقبل القعود. وقود الركام الركام. وقود القيام القيام. فإما المقاومة وإما الفناء. لا مكان للواقفين على الخواء.
إن زمن التحرير المنشود، بعد الإبادة يليها الإفناء، زمن جيوسياسي وجودي جديد، لا يمكن أن يظهر إلى الحياة إلا بانقلاب جِيُوُجودي كامل حتى يندثر ونستمر. لا يوجد خيار آخر بحسب ما نرى. لا خيار سوى طوفان جماعي لتفادي الركام الجماعي الذي يُعِدّونه لنا.
ما الذي يعنيه تخطيطهم لنقل المعركة خارج الأرض؟ وما الذي يعنيه اجتثاث جوهر الحرب وأهدافها ونتائجها وتصوراتها؟ وما الذي يعنيه اقتلاع مركز المحور؟ وما الذي يعنيه الإحتلال على الإحتلال: احتلال الأرض واحتلال القرار والحكم من خارج المعركة! أليس هذا حكما بالفناء؟
إن نقل مركز المعركة خارج الأرض يعني الحكم بالهزيمة دون هزيمة والحكم بالنهاية بلا نهاية. وتبرئة العدو وتأثيم الصديق وتجريد الشهداء والضحايا وتحييد صاحب الحق وفصله عن روحه حتى يصير بلا قضية. وإضافة التزييف على التزييف: من تزييف القضية من إنهاء للاحتلال ووقف للحرب إلى إنهاء للمقاومة ووقف للمصير وتدمير للنصير. ثم تزييف القضية من وجودية إلى معيشية. ليس ذلك إلا حكما على المستقبل بالتصفية. دحرٌ للمسافة لا دحرا للمحتل. نحرٌ لصاحب الحق لا ردعا للمعتدي. افقاد الإنسانية الأمل حتى تصبح في حالة هامدة.
لا نرى فائدة في الإشارة إلى ما يسمى خطة ولا رجاء من تحليل مضامينها، فهي إما ميّتة تماما سواء ولدت أو لم تولد وإما مطلوبها الإفناء الكلّي للوجود والحق والقضية. ما سيٌدرس وما سيٌقال وما سيٌفعل سنعرفه ونراه، غير أن وجهتنا كل من هو معنيّ بالمقاومة ولا شيء آخر.
دون وعي مزيّف ودون تزييف للوعي، تحرير فلسطين لن يكون إلا بمفهوم تحرير متناسب مع طبيعة الإحتلال. فلسطين نقطة فقط ونواة فقط. تحرير فلسطين لن يكون إلا من المتوسط إلى باب المندب إلى ما بعد الفرات. لن يكون إلا من رأس الناقورة إلى أم الرشراش ومن سيناء إلى الجولان. وكما كان احتلال فلسطين جماعيا لن يكون تحريرها إلا جماعيّا، لن يكون تحرير فلسطين إلا بمفهوم تحريريّ مقاوم.
لا يمكن إزالة الاحتلال بمفاهيم الاحتلال بل بإزالة فكرية وعمليّة لمفاهيم الإحتلال. التحریر المطلوب لیس تحریرا جغرافیّا لفلسطین المقاومة وإنما تحریر جیوسیاسيّ ووجودي لكل المنطقة ولكل الأرض والإنسان والمقدسات والمقدّرات والمصير.
لا وحدة إلا على أساس الفكرة: فكرة التحرِيرَين معا ولا تحرير إلاّ على أساس الوحدة: وحدة التحرِيرَين معا. لا تحرير لفلسطين دون تحرير كل الأراضي العربية المحتلة، 48 و67 وما بعد، ولا تحرير للأراضي العربية المحتلة دون تحرير فلسطين: وحدة تحرير ووحدة وجود ووحدة مصير.
إنه ضوء أخضر اجرامي جديد من أجل تقاسم غنائم الاحتلال على انه احتلال "استثماري" مربح لكل مجرم مشارك من كل الأطراف.
الاستشهاد ولا الخيانة الأعظم: تسليم العتاد والأرض والعباد والبلاد.
"الوطن أو الموت".
ما لم يحسمه السلاح بوضوح، لن تحسمه أيّ لغة أخرى. و"الجنة تحت ظلال السيوف". فإما صناعة مصير فيه النصر وفيه الشهادة وإما المصير بنصره وشهادته.

يُحكَى عن صفقة ترامبية جديدة بلغة أشبه بالموت ما بعد الموت وليس بالحياة ما بعد الموت ولا بالحياة ما بعد الحياة. وبمفهوم أشبه بإبادة المصير ذاته بعد إبادة البشر. إبادة المصير أي إبادة الوجود المحرّر على الهيئة التي يقررها وينفذها شعبنا المقاوم في فلسطين المقاومة، وليس فقط إبادة تقرير المصير.
يُحكَى عن صفقة ابادية موضوعها شعبنا الأبيّ الصامد في أراضينا المحتلة؛ صفقة ابادية يريدونها وكأنهم حيال مجموعة بشر سُلبت منهم مقوّمات الشعب ومقوّمات الوطن ومقوّمات الدولة. هكذا يريد المحتلّ والمختلّ. والمختل أحرص على الخبل من المحتل. كيف لصفقة ابادية أن تكون على جثث يراد لها أن تكون دون وطنها ودون أرضها ودون شعبها ودون سلاحها ودون مقدساتها ودون وجودها المستقبلي البشري في دولة حرّة محرّرة موحّدة؟
ماذا لو نُترجم ذلك في أيّ منطق؟ ما الذي سوف نحصل عليه؟ تقول هذه الصفقة الابادية المزعومة: قِفُوا على ركام التاريخ. ولكننا نعرف ان الواقف على ركام التاريخ تبتلعه الأرض. قِفُوا على ركام الجغرافيا. ولكننا نعرف ان الواقف على ركام الجغرافيا يبتلعه الأمد. فالوجود لا يحتمل الجمود. والحدود حركة لا مرئيّة لا تقبل القعود. وقود الركام الركام. وقود القيام القيام. فإما المقاومة وإما الفناء. لا مكان للواقفين على الخواء.
إن زمن التحرير المنشود، بعد الإبادة يليها الإفناء، زمن جيوسياسي وجودي جديد، لا يمكن أن يظهر إلى الحياة إلا بانقلاب جِيُوُجودي كامل حتى يندثر ونستمر. لا يوجد خيار آخر بحسب ما نرى. لا خيار سوى طوفان جماعي لتفادي الركام الجماعي الذي يُعِدّونه لنا.
ما الذي يعنيه تخطيطهم لنقل المعركة خارج الأرض؟ وما الذي يعنيه اجتثاث جوهر الحرب وأهدافها ونتائجها وتصوراتها؟ وما الذي يعنيه اقتلاع مركز المحور؟ وما الذي يعنيه الإحتلال على الإحتلال: احتلال الأرض واحتلال القرار والحكم من خارج المعركة! أليس هذا حكما بالفناء؟
إن نقل مركز المعركة خارج الأرض يعني الحكم بالهزيمة دون هزيمة والحكم بالنهاية بلا نهاية. وتبرئة العدو وتأثيم الصديق وتجريد الشهداء والضحايا وتحييد صاحب الحق وفصله عن روحه حتى يصير بلا قضية. وإضافة التزييف على التزييف: من تزييف القضية من إنهاء للاحتلال ووقف للحرب إلى إنهاء للمقاومة ووقف للمصير وتدمير للنصير. ثم تزييف القضية من وجودية إلى معيشية. ليس ذلك إلا حكما على المستقبل بالتصفية. دحرٌ للمسافة لا دحرا للمحتل. نحرٌ لصاحب الحق لا ردعا للمعتدي. افقاد الإنسانية الأمل حتى تصبح في حالة هامدة.
لا نرى فائدة في الإشارة إلى ما يسمى خطة ولا رجاء من تحليل مضامينها، فهي إما ميّتة تماما سواء ولدت أو لم تولد وإما مطلوبها الإفناء الكلّي للوجود والحق والقضية. ما سيٌدرس وما سيٌقال وما سيٌفعل سنعرفه ونراه، غير أن وجهتنا كل من هو معنيّ بالمقاومة ولا شيء آخر.
دون وعي مزيّف ودون تزييف للوعي، تحرير فلسطين لن يكون إلا بمفهوم تحرير متناسب مع طبيعة الإحتلال. فلسطين نقطة فقط ونواة فقط. تحرير فلسطين لن يكون إلا من المتوسط إلى باب المندب إلى ما بعد الفرات. لن يكون إلا من رأس الناقورة إلى أم الرشراش ومن سيناء إلى الجولان. وكما كان احتلال فلسطين جماعيا لن يكون تحريرها إلا جماعيّا، لن يكون تحرير فلسطين إلا بمفهوم تحريريّ مقاوم.
لا يمكن إزالة الاحتلال بمفاهيم الاحتلال بل بإزالة فكرية وعمليّة لمفاهيم الإحتلال. التحریر المطلوب لیس تحریرا جغرافیّا لفلسطین المقاومة وإنما تحریر جیوسیاسيّ ووجودي لكل المنطقة ولكل الأرض والإنسان والمقدسات والمقدّرات والمصير.
لا وحدة إلا على أساس الفكرة: فكرة التحرِيرَين معا ولا تحرير إلاّ على أساس الوحدة: وحدة التحرِيرَين معا. لا تحرير لفلسطين دون تحرير كل الأراضي العربية المحتلة، 48 و67 وما بعد، ولا تحرير للأراضي العربية المحتلة دون تحرير فلسطين: وحدة تحرير ووحدة وجود ووحدة مصير.
إنه ضوء أخضر اجرامي جديد من أجل تقاسم غنائم الاحتلال على انه احتلال "استثماري" مربح لكل مجرم مشارك من كل الأطراف.
الاستشهاد ولا الخيانة الأعظم: تسليم العتاد والأرض والعباد والبلاد.
"الوطن أو الموت".
ما لم يحسمه السلاح بوضوح، لن تحسمه أيّ لغة أخرى. و"الجنة تحت ظلال السيوف". فإما صناعة مصير فيه النصر وفيه الشهادة وإما المصير بنصره وشهادته.