يمضي اليوم عاملات وعمّال مصنع "كونسوماد" لصناعة المستلزمات الطبية بالقيروان يومهم الثامن في الحجر الصحّي في المصنع لضمان استمرارية انتاج هذه المستلزمات وتوفير حاجيات المستشفيات من الكمامات والواقيات والازياء الخاصة بالوقاية من فيروس كوفيد 19 (كورونا).
وكانت إدارة المصنع قد قررت يوم 20 مارس الماضي الدخول في حجر صحّي في المصنع ضمانا لاستمرارية الإنتاج وذلك قبل اعلان رئيس الجمهورية للاجراء الصحّي الشامل وعيا بدقّة المرحلة التي تمر بها تونس في مواجهتها لفيروس كورونا. وفي تصريح لموقع "الشروق اون لاين" أوضح حمزة العلويني صاحب مصنع كونسوماد ان الادراة اعلمت العملة بالقرار باعتبار وان وقف الإنتاج يعني غياب مستلزمات الوقاية عن الاطار الطبي وشبه الطبي جنود الصف الأول في مواجهة الفيروس وكذلك غياب مستلزمات الوقاية عن الجنود والامنيين باعتبار وان المصنع هو اكبر منتج لهذه المستلزمات في السوق التونسية. و"قد تجاوب 150 عاملة وعامل من مجموع 240 عاملة وعامل وقرروا الدخول في حجر صحي في المصنع". ويتواجد صاحب المصنع وشقيقه ووالدته في الحجر الصحي في المصنع أيضا. ويؤكد العلويني لـ"الشروق أون لاين" ان نقص اليد العاملة تسبب في نقص الإنتاج في المصنع بنسبة تناهز 30 بالمئة مضيفا "النقص بـ30 بالمئة افضل من توقّف الإنتاج نهائيا وقد قلنا للعاملات والعملة قبل الدخول في الحجر الصحّي إنّ القرار الذي نودّ اتخاذه هو فكرة يمكنها ان تنجح وتنقذ تونس بتوفير المستلزمات الطبية الوقائية". وحول كواليس الحجر الصحي في المصنع قال العلويني إن المصنع يتسع لـ6 آلاف متر مربع وتم تخصيص فضاءات في المصنع لتكون محل إقامة للعاملات والعملة كما تم دعوة طاهي ومساعدين اثنين له لتأمين إعداد الطعام وتوفير مكان مخصص للعمل وللإقامة لهم وهي عبارة عن منزل صغير يتكون من غرفتين ومطبخ ".
واكد العلويني أنه من دون العاملات والعملة ما كان للإنتاج ان يستمر مضيفا "الأجواء في المصنع وبعد أسبوع من الحجر تسودها الإيجابية والإنتاجية تتحسن يوما بعد آخر رغم أننا حافظنا على نفس توقيت العمل ولكن الروح الإيجابية للعاملات والعملة اضفت شجاعة وحماسة لتطوير الإنتاجية".
كما قال إنّ من الصعوبات التي يواجهها المصنع خلال هذه الفترة هي ارتفاع الضغط في الطلب من مختلف المؤسسات بما في ذلك المستشفيات ومختلف الوزارات وكذلك شركات تصنيع المواد الغذائية ويحاول "كونسوماد" الاستجابة لمجمل هذه الطلبات وفقا للاولويات وبمحاولة توزيع الكميات بين مختلف طالبيها. وفي رسالته لبقيّة المصنّعين الذين لم يغلقوا ابوابهم خلال هذه الفترة الاستثنائية التي تمر بها البلاد في حربها الصحيّة ضد فيروس كورونا قال حمزة العلويني "الم يقل رئيس الحكومة إنّ مليون ونصف تونسي سيواصلون عملهم من اجل بقية الشعب التونسي علينا ان نشعر بهذه القيمة الوطنية لعملنا وعلينا الانكباب على العمل بأقصى ما لدينا حتى لا نترك تونسي واحد يحتاج للغذاء او للدواء او لوسيلة وقاية من الفيروس". 
ويضم الفريق العامل في المصنع خلال فترة الحجر الصحي 98 عاملة و52 عاملا.