فيما الإرهاب والإجرام يرتع في العالم: تونس آمنة برجالها

فيما الإرهاب والإجرام يرتع في العالم: تونس آمنة برجالها

تاريخ النشر : 15:10 - 2025/01/03
في غمرة صعود منسوب الإرهاب والإجرام بشكل غير مسبوق حتى في أعتى الدول يندفع الدعاء «اللهم احفظ تونس وشعبها». إنه بالفعل عالم مخيف يعيش على وقع ارتدادات الانهيار الحضاري للغرب الجماعي واستتباعاته في دول الجنوب التي فشلت في بناء مشروع وطني يخلصها من الإرث الاستعماري فقد أطل العالم الجديد بمذابح في قلب أوروبا والولايات المتحدة وتصادم مخيف بين المؤسسات السيادية في كوريا الجنوبية وهجوم إرهابي في الصومال العالقة في قلب الصراع المحتدم بين العالمين القديم والجديد. وبالنتيجة يبدو الإقليم والعالم بمثابة برميل بارود في حالة انفجار لدرجة أن الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب أطلق مؤخرا صيحة فزع إزاء ارتفاع منسوب الجريمة بشكل غير مسبوق في تاريخ الولايات المتحدة التي تعيش أوضاعا داخلية مشابهة لمرحلة التأسيس التي تأثرت بالصراع على «الأرض والذهب» بين المستوطنين الوافدين من القارة العجوز. والواضح أن حيّزا هاما من الإرهاب والإجرام الذي يرتع في مواقع متفرّقة من العالم يهدف إلى الإلهاء وإشاعة الخوف باعتباره ركيزة هيمنة ما يسمى «الماسونية العالمية» وذلك بهدف كبت الاحتقان الداخلي المتفاقم الناجم عن الخوف من فقدان المكتسبات وكسر التيار التحرري الجديد في بلدان الجنوب التي تتطلع إلى نظام عالمي جديد يضع حدا لمنطق الغاب الذي وسم مرحلة الشرطي الأوحد التي عاشت خلالها البشرية على وقع انحطاط أخلاقي غير مسبوق في التاريخ لدرجة أن الإرهاب أصبح ديمقراطية وذلك في خضم اهتراء منظومة التحكيم الدولي التي وصلت إلى مرحلة العجز التام عن صون حرمة الشعوب وسلطة القانون الدولي. وفي خضم هذه المعادلة المخيفة يعيش الشارع التونسي على وقع عودة الاحساس بالأمن الذي يعكس مدى ثبات ويقظة المؤسستين العسكرية والأمنية في حماية بلادنا من كل الشرور وصون حق المواطن في حياة آمنة فقد استقبلت تونس في العام المنقضي ما يربو عن 10 ملايين سائح كما مرت المواعيد الكبرى مثل العطلة المدرسية ورأس السنة الإدارية بسلام مما دعّم ثقة التونسيين في المستقبل فالاستقرار الأمني هو أساس كل شيء إذا توفر سهل رفع سائر التحديات. والأهم من ذلك أن الشعب التونسي بدأ يتخلص من موروث العشرية السوداء التي كثر خلالها تقييد الجرائم «ضد مجهول» في خضم التحوّل الكبير الحاصل على مستوى ردة الفعل الأمنية La réactivité. فالملاحظ في الآونة الأخيرة أن الجرائم بكل أشكالها صارت تتفكك في وقت وجيز. إن ميراث العشرية السوداء هو بالفعل حمل ثقيل ومعقد لكن المقياس الأمني يشير بكل وضوح إلى أن المؤسسات الحيوية السيادية المتشبعة بواعز الفداء حريصة كل الحرص على تكريس الإرادة الحرة للشعب التونسي من خلال إعادة ترسيخ قيمتي العدل والأمن وكلاهما متلازمتان لاكتساب المناعة الذاتية واجتثاث جذور الارتداد إلى التخلف. وبالنتيجة تتحمّل كل من المؤسستين العسكرية والأمنية مسؤولية وطنية شريفة لإسناد توق الشعب التونسي إلى ملحمة بناء جديدة تضمن استدامة ثنائية الأمن والرخاء وتحقق له المكانة التي تليق به في ركب الحضارة الانسانية. وعلى هذا الأساس يتحمّل المواطن بدوره واجب صون مكتسبات بلاده من خلال التشبع بروح الالتزام ومعايير التحضّر والتفاني في عمله وتنشئة أبنائه فالمواطنة هي أساس دولة المؤسسات ومجتمع القانون.

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

 شهدت مختلف معتمديات ولاية القيروان منذ الليلة  الفاصلة بين يومي الخميس والجمعة 18 و 19 ديسمبر 20
12:20 - 2025/12/19
أصدر المرصد الوطني لسلامة المرور، اليوم الجمعة، بلاغا بمناسبة انطلاق عطلة الثلاثي الأول للسنة الد
12:02 - 2025/12/19
يتواصل الوضع الجوي خلال  اليوم الجمعة 19 ديسمبر 2025 ملائما لنزول الأمطار بأغلب الجهات وتكون مؤقت
11:40 - 2025/12/19
 قامت وحدات الحماية المدنية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية بـ 522 تدخلا، من بينها 158 تدخلا لل
11:38 - 2025/12/19
 أمطار بأغلب الجهات وتكون مؤقتا رعدية ومحليا غزيرة بالجنوب والوسط الغربي ثم بعد الظهر و أثناء الل
08:32 - 2025/12/19
يشرف والي تونس عماد بوخريص غدا السبت 20 ديسمبر الجاري على يوم اعلامي بقصر البلدية بالقصبة يخصص لع
07:00 - 2025/12/19
أفاد وزير التشغيل والتكوين المهني، رياض شوّد، امس الخميس، بأنّ «أكثر من 250 شركة أهلية منتصبة الي
07:00 - 2025/12/19
أوضح المكلف بتسيير الادارة العامة للحج والعمرة أنيس المزوغي أنّ وزارة الصحة ستصدر قريبا بلاغا لإع
07:00 - 2025/12/19