شارل ديغول لم يعد موجوداً في غرب أفريقيا.. حملة لمحو إرث فرنسا
تاريخ النشر : 12:33 - 2025/05/24
أصبح تغيير أسماء الشوارع في غرب أفريقيا أحدث حلقة في الصراع الدائر بين هذه الدول ومستعمرتها السابقة فرنسا، خصوصا أنها تحاول التخلي عن الإرث الاستعماري ومنح التكريم المستحق لشخصيات تاريخية ووطنية.
فمن تجديد الطبقة السياسية وتغيير الأنظمة، إلى إلغاء الاتفاقيات العسكرية والأمنية مع فرنسا، وعقدها مع حلفاء وشركاء جدد، مرورا بالشراكات الاقتصادية والتنموية، وانتهاء بالعلاقات الثقافية بالبحث عن بديل ومنافس للغة موليير، حتى جاء دور الشوارع والأحياء لتختار من جديد أسماء تحتفي بالذاكرة الوطنية بعيدا عن الإرث الاستعماري.
أسماء نقشتها فرنسا
فقد وضعت الحكومة في بوركينافاسو خطة لتغيير أسماء جميع الشوارع التي تحمل دلالات من الثقافة الفرنسية، واستبدلتها بأخرى وطنية أو أفريقية.
وبدأت بأسماء الجنرالات وشخصيات ذات باع في تاريخ الاستعمار الفرنسي لأفريقيا حيث أزالتها من المباني والشوارع العامة، واختارت بدلا منها أسماء الشخصيات الأفريقية.
كما تشمل الخطة تغيير أسماء المعالم والنصب التذكارية والاستدلالات وحتى الاقتباسات التاريخية وأسماء المنظمات والأماكن والأعمال الفنية والمعمارية والأحياء.
كذلك اتخذ الأمر في اختيار الأسماء شكل التحدي، حيث اختارت حكومة بوركينافاسو بقيادة زعيمها الجديد إبراهيم تراوري، أسماء شخصيات عادت لفرنسا وحاربت نفوذها، فبدلاً من أسماء مثل ديغول وفايدربي ومونتين، اختارت أسماء الثوار كجان أندريه سومدا، وبابو بولين باموني، وسيبيري باتريس زاجري، وهم جميعا رفاق توماس سانكارا قائد ثورة بوركينافاسو الذي اغتالته فرنسا.
إنهاء الاستعمار الرمزي
وتكرر ما حدث في بوركينافاسو في مالي، والنيجر، وأفريقيا الوسطى، حيث لم تتردد السلطات العسكرية في تغيير أسماء الشوارع التي تحمل أسماء شخصيات فرنسية.
أما في تشاد والسينغال وساحل العاج، فأقدمت السلطات على إحداث التغيير في أسماء عدة شوارع خاصة الرئيسية، وأبقت على بعضها على حاله.
عن هذا، رأى الباحث السينغالي ممادو كاي، أن قضية إضفاء الطابع الأفريقي على الأسماء والرموز والمواقع والمباني العامة بالمدن في غرب أفريقيا تتجاوز الأنظمة السياسية وخلافها مع فرنسا، فهي من منظور الهوية والانتماء الثقافي أمر أساسي وضروري لحفظ الذاكرة وللفخر الوطني.
وأوضح أن الفارق في الأنظمة الحالية أنه كان لديها شجاعة كافية لاتخاذ القرار.
كما تابع في حديثه لـ"العربية/.نت"، أن من حق هذه الشعوب أن تفخر بهويتها الأفريقية، وأن تزيل أي وجود للقوة الاستعمارية السابقة.
وشدد على أن هذا التكريم "يصحح ظلما تاريخيا دام طويلا، ويُعيد للمناضلين مكانتهم المستحقة في الذاكرة الجماعية، ويعلم الأجيال الحالية والمستقبلية أن الالتزام بخدمة الوطن لا يذهب سدى، وأن من ضحوا بحياتهم من أجل العدالة والنزاهة والاستقلال يظلون أبطالا".
شارل ديغول لم يعد موجوداً
يذكر أن شارل ديغول ذلك الاسم الرنان لم يعد موجوداً في شوارع مدن غرب أفريقيا.
وفي نيامي المدينة النائمة في حضن الصحراء، استبدل اسم شارع شارل ديغول باسم جيبو باكاري، أحد أشهر دعاة الاستقلال في النيجر.
كما تم تغيير اسم الشارع الرئيسي في واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، الذي كان يحمل اسم شارل ديغول إلى توماس سانكارا، الزعيم الثوري والشخصية الرمزية للوحدة الأفريقية.
وفي ساحل العاج أصبح شارع فرنسا يحمل اسم ماري تيريز هوفويه بوانيي، أول امرأة تحمل لقب السيدة الأولى لساحل العاج، فيما سُمي شارع مرسيليا على اسم الرئيس السابق للجمعية الوطنية، فيليب جريجوار ياسي.
وفي مالي، اختفت جميع الأسماء الفرنسية في شوارع المدن الرئيسية، وأصبحت الآن تحمل أسماء شخصيات مالية وأفريقية.

أصبح تغيير أسماء الشوارع في غرب أفريقيا أحدث حلقة في الصراع الدائر بين هذه الدول ومستعمرتها السابقة فرنسا، خصوصا أنها تحاول التخلي عن الإرث الاستعماري ومنح التكريم المستحق لشخصيات تاريخية ووطنية.
فمن تجديد الطبقة السياسية وتغيير الأنظمة، إلى إلغاء الاتفاقيات العسكرية والأمنية مع فرنسا، وعقدها مع حلفاء وشركاء جدد، مرورا بالشراكات الاقتصادية والتنموية، وانتهاء بالعلاقات الثقافية بالبحث عن بديل ومنافس للغة موليير، حتى جاء دور الشوارع والأحياء لتختار من جديد أسماء تحتفي بالذاكرة الوطنية بعيدا عن الإرث الاستعماري.
أسماء نقشتها فرنسا
فقد وضعت الحكومة في بوركينافاسو خطة لتغيير أسماء جميع الشوارع التي تحمل دلالات من الثقافة الفرنسية، واستبدلتها بأخرى وطنية أو أفريقية.
وبدأت بأسماء الجنرالات وشخصيات ذات باع في تاريخ الاستعمار الفرنسي لأفريقيا حيث أزالتها من المباني والشوارع العامة، واختارت بدلا منها أسماء الشخصيات الأفريقية.
كما تشمل الخطة تغيير أسماء المعالم والنصب التذكارية والاستدلالات وحتى الاقتباسات التاريخية وأسماء المنظمات والأماكن والأعمال الفنية والمعمارية والأحياء.
كذلك اتخذ الأمر في اختيار الأسماء شكل التحدي، حيث اختارت حكومة بوركينافاسو بقيادة زعيمها الجديد إبراهيم تراوري، أسماء شخصيات عادت لفرنسا وحاربت نفوذها، فبدلاً من أسماء مثل ديغول وفايدربي ومونتين، اختارت أسماء الثوار كجان أندريه سومدا، وبابو بولين باموني، وسيبيري باتريس زاجري، وهم جميعا رفاق توماس سانكارا قائد ثورة بوركينافاسو الذي اغتالته فرنسا.
إنهاء الاستعمار الرمزي
وتكرر ما حدث في بوركينافاسو في مالي، والنيجر، وأفريقيا الوسطى، حيث لم تتردد السلطات العسكرية في تغيير أسماء الشوارع التي تحمل أسماء شخصيات فرنسية.
أما في تشاد والسينغال وساحل العاج، فأقدمت السلطات على إحداث التغيير في أسماء عدة شوارع خاصة الرئيسية، وأبقت على بعضها على حاله.
عن هذا، رأى الباحث السينغالي ممادو كاي، أن قضية إضفاء الطابع الأفريقي على الأسماء والرموز والمواقع والمباني العامة بالمدن في غرب أفريقيا تتجاوز الأنظمة السياسية وخلافها مع فرنسا، فهي من منظور الهوية والانتماء الثقافي أمر أساسي وضروري لحفظ الذاكرة وللفخر الوطني.
وأوضح أن الفارق في الأنظمة الحالية أنه كان لديها شجاعة كافية لاتخاذ القرار.
كما تابع في حديثه لـ"العربية/.نت"، أن من حق هذه الشعوب أن تفخر بهويتها الأفريقية، وأن تزيل أي وجود للقوة الاستعمارية السابقة.
وشدد على أن هذا التكريم "يصحح ظلما تاريخيا دام طويلا، ويُعيد للمناضلين مكانتهم المستحقة في الذاكرة الجماعية، ويعلم الأجيال الحالية والمستقبلية أن الالتزام بخدمة الوطن لا يذهب سدى، وأن من ضحوا بحياتهم من أجل العدالة والنزاهة والاستقلال يظلون أبطالا".
شارل ديغول لم يعد موجوداً
يذكر أن شارل ديغول ذلك الاسم الرنان لم يعد موجوداً في شوارع مدن غرب أفريقيا.
وفي نيامي المدينة النائمة في حضن الصحراء، استبدل اسم شارع شارل ديغول باسم جيبو باكاري، أحد أشهر دعاة الاستقلال في النيجر.
كما تم تغيير اسم الشارع الرئيسي في واغادوغو، عاصمة بوركينا فاسو، الذي كان يحمل اسم شارل ديغول إلى توماس سانكارا، الزعيم الثوري والشخصية الرمزية للوحدة الأفريقية.
وفي ساحل العاج أصبح شارع فرنسا يحمل اسم ماري تيريز هوفويه بوانيي، أول امرأة تحمل لقب السيدة الأولى لساحل العاج، فيما سُمي شارع مرسيليا على اسم الرئيس السابق للجمعية الوطنية، فيليب جريجوار ياسي.
وفي مالي، اختفت جميع الأسماء الفرنسية في شوارع المدن الرئيسية، وأصبحت الآن تحمل أسماء شخصيات مالية وأفريقية.