التقليديّة في السرديّة المألوفة في مستوى متن النصّ ومخرجات قضاياه ..هذه الثّورة في الكتابة هي إعلان صريح من الكاتبة بحياكة نسيج نصّيّ مختلف يطمح بجرأة وإصرار على الولوج إلى تخوم الواقع والغوص في منعطفاته لإنطاق الصّوامت واستفزاز الثوابت ونبش المسكوت عنه من خلا تعرية المجتمع الذي يتوسّل بالتقيّة والنّواميس ،ويرفع راية الحظر والمنع والسّكوت والتّسكيت والتخفّي والإخفاء ..إذن نحن مع نصوص جادّة الطرح ، عفويّة الحضور، صادقة الموقع ، جريئة الإفصاح ، لا تروم التّلميح بل تنتـهج التّصريح والمجاهرة ..
 سيزيف الأخير ايذان عن ميلاد كتابة سرديّة تجترئ القول وتطمح إلى نيل موطئ قدم في الكتابة السرديّة الحداثيّة .. والأديبة التونسيّة وداد الحبيب تضعنا في سيزيف الأخير أمام مرآة تتشظّى لتُبين زلا تُخفي، تجمع ولا تُفرّق، مرآة تنطق بحقائق مجتمعيّة وقيم إنسانيّة وقضايا وجوديّة..والمتأمّل الجادّ المتبصّر في نصوص المجموعة القصصية سيزيف الأخير لا شكّ أنّه سيظفر بمخزون غزير يحتدم أحيانا ويتفجّر أحيانا أخرى في وجه الذّات الكاتبة تارة وفي عمق القارئ تارة أخرى.. إنّه  نصّ ينوء بثقل الوجود وأحمال الواقع المتلوّن المتقلّب ..إنّه يمنح أفق الإحساس سقفا أعلى ومساحة أرحب ..  إحساس الذّات الكتابة بالضّيم والقهر وهي تستقرئ مواطن اضّعف والتّيه وتسبر بواطن الشخصيّات وتُعتقها من قيودها ، لتُفصح وتثور وتُزمجر بما يعتمل بداخلها من هواجس ورؤى وفلسفة وخيالات جامحة واعية تروم أ، تمتلكها لنفسها بعيدا أحيانا حتّى عن مخطّطات الكاتبة وتوجيهها ..تتقاسمه مع ظلالها .
 سيزيف الأخير قلق وجودي وجدانيّ ..دفق واعد بكتابة سرديّة جريئة صادقة ..