رئيس الدولة يبرق برسائل قوية: أجندا الربيع العبري 2 لن تمرّ

رئيس الدولة يبرق برسائل قوية: أجندا الربيع العبري 2 لن تمرّ

تاريخ النشر : 12:40 - 2024/12/19

جاءت زيارة رئيس الدولة إلى العمق التونسي لتوصل منسوب الثقة بالذات إلى مداه في ظرفية تاريخية دقيقة يخيّم عليها الخوف من الارتدادات الآنية لانتكاسة سوريا.
وربما أراد رئيس الدولة القول من خلال التوجه إلى مدينة «بنقردان» التي أسقطت مشروع الإمارة في ربيع 2016 وسيدي بوزيد التي تمثل رمزا لمناهضة كل أشكال الظلم والاستعلاء أن تونس التي أسقطت أجندا الربيع العبري قد اكتسبت المناعة ضد كل المؤامرات التي تستهدف إرادتها الوطنية الحرّة.
والواضح في هذا الصدد أنه من خلال تذكير الشعب التونسي بانتصاراته السابقة أراد رئيس الدولة أن يشحن العزيمة الوطنية لتحصين مجمل الثوابت التي قام عليها مسار 25 جويلية بوصفه ثورة عارمة تقطع مع عقود من التخلف والفوضى وتكرّس التناغم بين الشعب ومؤسساته السيادية على أساس الالتزام المتبادل.
وبهذه الرسائل القوية التي يحتاجها الشعب التونسي وربما كل أحرار العالم كسر رئيس الدولة خط التضليل الصهيوني الذي يوحي أنه بانتكاسة سوريا انتهى كل شيء وعاد التحالف الإخواني الداعشي ليرتع كما يشاء على امتداد الهلال الخصيب كما ستسقط كل المكتسبات التي راكمتها الشعوب الحرّة لتشكيل عالم جديد يقطع مع عالم الأسياد والعبيد.
وفي الحقيقة انبثقت هذه الرسائل عن الخصوصية التونسية حيث أنه من خلال نهج التعويل على الذات وتجذير قيمة العدل في المجتمع تمثل تونس البلد الوحيد من بين بلدان الربيع الذي عاود الوقوف على قدميه من جديد ويمضي قدما بخطى ثابتة على درب تحويل القدرات الخامدة إلى فعل مشترك يغيّر واقع المواطن ويعيد تونس إلى موقعها الطبيعي بين الأمم بوصفها نموذجا للانعتاق ومثريا لمنظومة القيم والمعارف الانسانية.
والواضح أنه بفضل هذه الثوابت الوطنية وما تطلبته من تصميم وتضحيات مسترسلة أغلقت تونس منافذ الوصاية الخارجية لكنها تعي جيدا دقة المرحلة التي يمرّ بها الإقليم والعالم الذي يشهد ارتفاعا غير مسبوق لمنسوب التهديد بالإرهاب بوصفه أداة لكسر إرادة الشعوب الحرة والهيمنة على خياراتها وهو ما يقتضي تعبئة وطنية شاملة لتحصين البناء الجديد إزاء كل المخاطر ولا سيما أجندات التحالف الصهيوإخواني.
وبالمحصلة يبدو «النصر المبين» الذي يلوح به هذا التحالف مستغلا حالة الرعب التي تجثم على المنطقة العربية بعد انتكاسة سوريا مجرّد سراب فالنصر المبين حققته تونس منذ سنوات عندما أطردت الدواعش من بنقردان وأسقطت حكم الإخوان والمافيا في جويلية 2021.
كما أن المواقف التونسية وفي مقدمتها نصرة الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني تتأسس على ثوابت غير قابلة للمساومة وهو ما يمنح تونس خصوصيتها باعتبارها دولة حرة مناهضة لمنطق الاصطفاف والمحاور وتبني علاقاتها مع كل الدول على أساس مبادئ واضحة لا تتغير.
وبهذه الثوابت تبرق تونس برسائل قوية مفادها أن الدول تسقط عندما ترضخ لمنطق الاصطفاف وتتحوّل بذلك إلى ساحات للصراع.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

 أكّد رئيس الجمهورية قيس سعيّد مجدّدا في اللقاء الذي جمعه يوم أمس، الأربعاء 20 أوت الجاري بقصر قر
08:24 - 2025/08/21
تسلّم رئيس الجمهورية قيس سعيّد عصر يوم أمس، الأربعاء 20 أوت الجاري بقصر قرطاج، من محافظ البنك الم
08:00 - 2025/08/21
قالت رئيسة الحكومة،سارة الزعفراني الزنزري اليوم الخميس في الجلسة الخاصة بمحور الاقتصاد التي انتظم
07:40 - 2025/08/21
تناول رئيس الجمهورية قيس سعيّد في اللّقاء الذي جمعه ظهر يوم أمس، الأربعاء 20 أوت الجاري بقصر قرطا
07:22 - 2025/08/21
تعهّدت لجنة الصناعة والتجارة والثروات الطبيعية والبيئة بمجلس نواب الشعب يوم 16 جويلية الماضي بمقت
07:00 - 2025/08/21
عندما ننظر إلى مشهد مئات آلاف البشر في كبريات مدن العالم من شرقه إلى غربه وهم ينتفضون ويهتفون بال
07:00 - 2025/08/21
استقبل محمد بن عيّاد، كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، مؤخرا عبد
07:00 - 2025/08/21
حضرت رئيسة الحكومة سارة الزعفراني الزنزري أمس الاربعاء بمركز المؤتمرات بيوكوهاما افتتاح أشغال الد
07:00 - 2025/08/21