في سهرة افتتاح أيام قرطاج المسرحية 2025:
جمهور غفير يُتابع مسرحية "الملك لير" وتكريم للفنان الكبير يحيى الفخراني
تاريخ النشر : 14:20 - 2025/11/23
في سهرة افتتاح أيام قرطاج المسرحية في دورتها السادسة والعشرين التي تنتظم من 22 إلى 29 نوفمبر 2025، تم مساء أمس السبت عرض مسرحية "الملك لير" التي سجلت عودة الفنان الكبير يحيى الفخراني إلى المسرح في عمل تجاوزت مدته ثلاث ساعات وحضره جمهور غفير من مختلف الفئات العمرية.
ورغبة في اكتشاف العرض وخاصة ملاقاة الفنان الكبير يحيى الفخراني، الذي لعب أدوار البطولة في عديد الأعمال والمُسلسلات التي تابعها التونسيون على مدى عقود، توافد الجمهور على مدينة الثقافة الشاذلي القليبي، وأمضى وقتا طويلا في طوابير الانتظار أمام قاعة الأوبرا التي احتضنت العرض، علما وأن المسرحية قُدمت أمام شبابيك مغلقة.
هذه المسرحية التي أخرجها شادي سرور، هي من إنتاج المسرح القومي المصري، عن نص أصلي لويليام شكسبير ترجمته فاطمة موسى، وأدى أدوار البطولة فيه كل من يحيى الفخراني وطارق دسوقي وحسن يوسف وأحمد عثمان وثامر الكاشف وأمل عبد الله و إيمان رجائي وبسمة دويدار وطارق شرف ومحمد العزايزي وعادل خلف ومحمد حسن.
وتطرح المسرحية قصة الملك "لير" الذي قرر أن يوزع ملكه على بناته الثلاثة قبل وفاته، ويقوم هذا التوزيع على مدى حب كل منهن له، والذي تُطالب كل واحدة بالتعبير عنه من خلال الكلمات. وفي هذا السياق يمنح "لير" ملكه بالتناصف بين البنتين الكبرى والوسطى بعد أن أغدقتا عليه بعبارات الحب والثناء الزائف، في حين يحرم الصغرى حقها لأنها عبرت عن موقفها بصدق ودون تنميق للكلمات بما أزعج والدها وجعله يحرمها كل حقوقها.
وبمجرد تولي الأختين للحكم تشرعان في إذلال والدهما ومعاملته بقسوة والتآمر عليه من أجل التخلص منه، في حين تسعى البنت الصغرى "كورديليا" إلى دعمه من خلال اصطحاب جنود زوجها "ملك فرنسا" للذود عنه.
تفتتح المسرحية بلوحة راقصة تجسد السعادة ورفاه الملك والحب بين أفراد الأسرة الحاكمة وحاشيتها ثم تنقلب هذه السعادة بسبب مطامع الإنسان وشروره والحب الزائف، فتسود المؤامرات والخيانة، ويتجسد انقلاب الإنسان على أبيه وأخيه من أجل تحصيل امتيازات فردية، وينقلب الأب على ابنه من أجل المحافظة على قوته ومنصبه، حتى أن الملك انقلب على ابنته لرفضها التزلف وتمسُكها بالصدق والأمانة فصنع منها عدوة له ليكتشف أن العدو الحقيقي هو من يخفي عكس ما يُظهر.
تميز العرض على مستوى السينوغرافيا ومختلف جوانب الإخراج الفني، فكانت المؤثرات الصوتية والبصرية الجمالية مكملة لأداء الممثلين الذين تألق كل واحد منهم في أداء دوره وخاصة الفنان الكبير يحيى الفخراني فرغم كبر سنه وثقل حركته الجسدية، إلا أنه كان كتلة متقدة من الطاقة في الأداء الذي طغت عليه الخطابات الفلسفية.
لم ينتصر العمل للخير ولا للشر بل كشف الشرور الكامنة في الإنسان والطمع الذي لا يترك مجالا للقناعة وفي المقابل كشف أيضا الصدق والوفاء الذي يتحلى به البعض الآخر وكيف يُمكن أن يُقابل بالسُخط إذا تعودت أذن المرء على النفاق والتزلف.
"كورديليا" الصادقة، تفقد حياتها بسبب حبها لوالدها حيث يتم شنقها، وأختاها تقتُلان بعضهما البعض بسبب علاقة عاطفية والملك لير يموت حزنا على ابنته التي ظلمها ولم يؤازره في النهاية غيرها وغير مجموعة من الصادقين الذين عاشروه خلال فترة حكمه، ومع ذلك يلتقي الملك "لير" بابنته المُفضلة في عالم آخر لا مجال فيه للأحقاد والأطماع.
هذه المسرحية التي كتب نصها ويليام شكسبير في سنة 1605، هي من النصوص الخالدة في المسرح العالمي وقد تم تجسيدها في حقبات تاريخية مختلفة وبلُغات مختلفة وبطرق تنهل من روح ثقافة كل بلد، فالعرض المصري وإن كان من نص أصلي لشكسبير إلا أن روح الثقافة المصرية كانت طاغية عليه، خاصة وأنه شهد مُشاركة وجوه فنية تربطها علاقة خاصة بالجمهور العربي الذي شاهد أعمالها في الدراما والسينما والمسرح على مدى عقود.
وقد تم في نهاية العرض تكريم الفنان الكبير يحيى الفخراني من قبل إدارة أيام قرطاج المسرحية ممثلة في مديرها الفني منير العرقي، وقد صرح الفخراني بالمناسبة بفخره واعتزازه بهذا التكريم خاصة وأنه تلقاه في تونس، التي منحته أول جائزة في تاريخه خارج مصر خلال فعاليات أيام قرطاج السينمائية سنة 1984 عن دوره في فيلم "خرج ولم يعد" الذي حاز آنذاك التانيت الفضي للدورة.
في سهرة افتتاح أيام قرطاج المسرحية في دورتها السادسة والعشرين التي تنتظم من 22 إلى 29 نوفمبر 2025، تم مساء أمس السبت عرض مسرحية "الملك لير" التي سجلت عودة الفنان الكبير يحيى الفخراني إلى المسرح في عمل تجاوزت مدته ثلاث ساعات وحضره جمهور غفير من مختلف الفئات العمرية.
ورغبة في اكتشاف العرض وخاصة ملاقاة الفنان الكبير يحيى الفخراني، الذي لعب أدوار البطولة في عديد الأعمال والمُسلسلات التي تابعها التونسيون على مدى عقود، توافد الجمهور على مدينة الثقافة الشاذلي القليبي، وأمضى وقتا طويلا في طوابير الانتظار أمام قاعة الأوبرا التي احتضنت العرض، علما وأن المسرحية قُدمت أمام شبابيك مغلقة.
هذه المسرحية التي أخرجها شادي سرور، هي من إنتاج المسرح القومي المصري، عن نص أصلي لويليام شكسبير ترجمته فاطمة موسى، وأدى أدوار البطولة فيه كل من يحيى الفخراني وطارق دسوقي وحسن يوسف وأحمد عثمان وثامر الكاشف وأمل عبد الله و إيمان رجائي وبسمة دويدار وطارق شرف ومحمد العزايزي وعادل خلف ومحمد حسن.
وتطرح المسرحية قصة الملك "لير" الذي قرر أن يوزع ملكه على بناته الثلاثة قبل وفاته، ويقوم هذا التوزيع على مدى حب كل منهن له، والذي تُطالب كل واحدة بالتعبير عنه من خلال الكلمات. وفي هذا السياق يمنح "لير" ملكه بالتناصف بين البنتين الكبرى والوسطى بعد أن أغدقتا عليه بعبارات الحب والثناء الزائف، في حين يحرم الصغرى حقها لأنها عبرت عن موقفها بصدق ودون تنميق للكلمات بما أزعج والدها وجعله يحرمها كل حقوقها.
وبمجرد تولي الأختين للحكم تشرعان في إذلال والدهما ومعاملته بقسوة والتآمر عليه من أجل التخلص منه، في حين تسعى البنت الصغرى "كورديليا" إلى دعمه من خلال اصطحاب جنود زوجها "ملك فرنسا" للذود عنه.
تفتتح المسرحية بلوحة راقصة تجسد السعادة ورفاه الملك والحب بين أفراد الأسرة الحاكمة وحاشيتها ثم تنقلب هذه السعادة بسبب مطامع الإنسان وشروره والحب الزائف، فتسود المؤامرات والخيانة، ويتجسد انقلاب الإنسان على أبيه وأخيه من أجل تحصيل امتيازات فردية، وينقلب الأب على ابنه من أجل المحافظة على قوته ومنصبه، حتى أن الملك انقلب على ابنته لرفضها التزلف وتمسُكها بالصدق والأمانة فصنع منها عدوة له ليكتشف أن العدو الحقيقي هو من يخفي عكس ما يُظهر.
تميز العرض على مستوى السينوغرافيا ومختلف جوانب الإخراج الفني، فكانت المؤثرات الصوتية والبصرية الجمالية مكملة لأداء الممثلين الذين تألق كل واحد منهم في أداء دوره وخاصة الفنان الكبير يحيى الفخراني فرغم كبر سنه وثقل حركته الجسدية، إلا أنه كان كتلة متقدة من الطاقة في الأداء الذي طغت عليه الخطابات الفلسفية.
لم ينتصر العمل للخير ولا للشر بل كشف الشرور الكامنة في الإنسان والطمع الذي لا يترك مجالا للقناعة وفي المقابل كشف أيضا الصدق والوفاء الذي يتحلى به البعض الآخر وكيف يُمكن أن يُقابل بالسُخط إذا تعودت أذن المرء على النفاق والتزلف.
"كورديليا" الصادقة، تفقد حياتها بسبب حبها لوالدها حيث يتم شنقها، وأختاها تقتُلان بعضهما البعض بسبب علاقة عاطفية والملك لير يموت حزنا على ابنته التي ظلمها ولم يؤازره في النهاية غيرها وغير مجموعة من الصادقين الذين عاشروه خلال فترة حكمه، ومع ذلك يلتقي الملك "لير" بابنته المُفضلة في عالم آخر لا مجال فيه للأحقاد والأطماع.
هذه المسرحية التي كتب نصها ويليام شكسبير في سنة 1605، هي من النصوص الخالدة في المسرح العالمي وقد تم تجسيدها في حقبات تاريخية مختلفة وبلُغات مختلفة وبطرق تنهل من روح ثقافة كل بلد، فالعرض المصري وإن كان من نص أصلي لشكسبير إلا أن روح الثقافة المصرية كانت طاغية عليه، خاصة وأنه شهد مُشاركة وجوه فنية تربطها علاقة خاصة بالجمهور العربي الذي شاهد أعمالها في الدراما والسينما والمسرح على مدى عقود.
وقد تم في نهاية العرض تكريم الفنان الكبير يحيى الفخراني من قبل إدارة أيام قرطاج المسرحية ممثلة في مديرها الفني منير العرقي، وقد صرح الفخراني بالمناسبة بفخره واعتزازه بهذا التكريم خاصة وأنه تلقاه في تونس، التي منحته أول جائزة في تاريخه خارج مصر خلال فعاليات أيام قرطاج السينمائية سنة 1984 عن دوره في فيلم "خرج ولم يعد" الذي حاز آنذاك التانيت الفضي للدورة.