تونس تحتضن ملتقى الشارقة للسرد حول القصة القصيرة الجديدة
تاريخ النشر : 09:19 - 2024/09/11
مثّلت تحوّلات الشكل والبناء في القصة القصيرة الجديدة محور ملتقى الشارقة للسرد في دورته العشرين وقد احتضن "قصر النجمة الزهراء " على امتداد أمس الثلاثاء فعاليات التظاهرة وتتواصل إلى اليوم .
افتتح الملتقى السيد خالد كشير مدير عام المكتبة الوطنية ممثلا لوزارة الشؤون الثقافية ، أثنى في كلمته على تجدّد التعاون الثقافي بين تونس والإمارات المتحدة و على منح الثقة لبلادنا لاحتضان التظاهرة ، مثمّنا تواصل مدّ جسور الثقافة والفنون بين البلدين في أكثر من تظاهرة. واعتبر تنظيم ملتقى حول القصة في مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بسيدي بوسعيد يعكس الوعي بأنّ القصّ موسيقى تعزف على أوتار الواقع . وأشار في كلمة الافتتاح إلى أنّ الملتقى يحيي ذكرى روّاد القصة القصيرة مع جماعة تحت السور ممن أبدعوا منذ الثلاثينات في تصوير المجتمع التونسي وجعلوا القصة مرآة عاكسة له سواء بالفصحى أو العامية مثل علي الدوعاجي، عبد الرزاق كرباكة محمد العريبي و بيرم التونسي وغيرهم.
على هامش الافتتاح قدّم الأستاذ عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة كلمة أشاد فيها باستمرار التعاون الثقافي بين الدائرة ووزارة الثقافة التونسيّة مما أسفر عديد التظاهرات و الفعاليات من تونس العاصمة إلى القيروان . مؤكدا أنّ القيادة الرّشيدة للبلدين ترعى هذا الانفتاح والتبادل الثقافيّ وتدعم التشاركيّة الثنائيّة الفاعلة . وقال في المجال نفسه إنّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة جدّد من خلال تنظيم ملتقى السّرد في تونس حرصه على تشبيك العلاقات بين البلدين ، و تواصل انفتاح الملتقى على محيطه العربي من خلال تنظيمه كلّ دورة في إحدى الدول العربية ليكون أكثر نفعا للكاتب و الناقد وخدمة للإبداع .
حضر الافتتاح محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، وانطلقت الجلسات العلمية بالقصة القصيرة التونسية في جلسة أولى ترأسّها الدكتور حاتم الفطناسي . قدّم الدكتور محمد القاضي خلالها مداخلة تناول فيها القصة القصيرة كجنس أدبيّ نسائيّ، وفكرة "الحلم " في نماذج من الأدب النسائي . ثمّ قدّم الباحث والكاتب محمّد المي مداخلة في شكل عمل توثيقيّ شمل الجانب السياسي و الاجتماعي و الاديولوجي الذي حفّ بتاريخ القصة منذ نشأتها و الجدل التاريخي حولها في الستينات و الانطلاقة الحقيقية لنادي القصة.
ترأس الجلسة الثانية وكانت بعنوان " تبدلات البنية السردية في القصة القصيرة الجديدة" الدكتور عبد الرزاق الحيدري . إذ قدّم الدكتور محمّد الخبو مداخلة حول " التحوّل الذهني للأقصوصة التونسية " من خلال نماذج للكاتبين ساسي حمام وفوزي الدينار. واهتمّ الدكتور العادل خضر بتحوّلات الأشكال في أربعة نماذج من قصص تونسية تناولت الجوع وتجلى فيها بنوعيه الصامت والصارخ. واعتبر الدكتور عبد العزيز شبيل فنّ الأقصوصة في مداخلته " فن المدينة بامتياز" ،معتبرا المدينة قد غيّرت من أفق الأجناس الأدبية وصورة الكاتب المتقاطعة مع صورة المتسكّع بين شوارعها . منبّها إلى أنّ مدينة السرد ليست هي مدينة الإسمنت بل مدينة الضمائر والمشاعر .
كانت الجلسة الثالثة حول تحوّلات الشخصية القصصية في القصة الجديدة برئاسة الروائي عبّاس سليمان . قدّم الدكتور نور الدين بن خُود مداخلة اشتغل فيها على قصص للكاتب عيسى الجابلي وبحث في دلالات نأويلها و شخصياتها وأسلوبها وفواتحها النصية، و ثنائية المألوف والغرائبي فيها . من جهتها تحدّثت الدكتورة جليلة طريطر عن ماهية السرد، وتحوّلات الشخصية الواقعية في الكتابة الذاتية وكيف يتحوّل الشخص وهو يكتب عن ذاته في يومياته أو مذكّراته أو سيرته إلى شخصية ، وعلاقة الخطاب السردي بالهوية ، مشيرة إلى أنّ أجمل الأقاصيص كتبها أبي القاسم الشابي في يومياته.
كانت المداخلة الأخيرة مع الدكتور معز الوهايبي حول ( الحَميم والجٓميم في مدن الحذر للكاتبة نبيهة العيسي ) متناولا مكونات بناء وإنشائية النص وخلص إلى أن "الحميم" في السرد يصير الشيئ على غير ما كان عليه في" الجميم". مشيرا إلى أنّ الكتابة ليست تسجيلا للواقع وأنّ ما تكتبه المرأة القاصة يختلف عمّا تكتبه المرأة الشّاعرة.
أختتم اليوم الأول لملتقى السرد بجلسة رابعة ترأسها الكاتب عبد المجيد فرحات شملت شهادات لبعض كتاب القصة القصيرة وهم عميدة القصة في تونس نافلة ذهب، ساسي حمام ، آمال مختار ، ومحمّد منصف الحميدي.
مثّلت تحوّلات الشكل والبناء في القصة القصيرة الجديدة محور ملتقى الشارقة للسرد في دورته العشرين وقد احتضن "قصر النجمة الزهراء " على امتداد أمس الثلاثاء فعاليات التظاهرة وتتواصل إلى اليوم .
افتتح الملتقى السيد خالد كشير مدير عام المكتبة الوطنية ممثلا لوزارة الشؤون الثقافية ، أثنى في كلمته على تجدّد التعاون الثقافي بين تونس والإمارات المتحدة و على منح الثقة لبلادنا لاحتضان التظاهرة ، مثمّنا تواصل مدّ جسور الثقافة والفنون بين البلدين في أكثر من تظاهرة. واعتبر تنظيم ملتقى حول القصة في مركز الموسيقى العربية والمتوسطية بسيدي بوسعيد يعكس الوعي بأنّ القصّ موسيقى تعزف على أوتار الواقع . وأشار في كلمة الافتتاح إلى أنّ الملتقى يحيي ذكرى روّاد القصة القصيرة مع جماعة تحت السور ممن أبدعوا منذ الثلاثينات في تصوير المجتمع التونسي وجعلوا القصة مرآة عاكسة له سواء بالفصحى أو العامية مثل علي الدوعاجي، عبد الرزاق كرباكة محمد العريبي و بيرم التونسي وغيرهم.
على هامش الافتتاح قدّم الأستاذ عبد الله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة كلمة أشاد فيها باستمرار التعاون الثقافي بين الدائرة ووزارة الثقافة التونسيّة مما أسفر عديد التظاهرات و الفعاليات من تونس العاصمة إلى القيروان . مؤكدا أنّ القيادة الرّشيدة للبلدين ترعى هذا الانفتاح والتبادل الثقافيّ وتدعم التشاركيّة الثنائيّة الفاعلة . وقال في المجال نفسه إنّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة جدّد من خلال تنظيم ملتقى السّرد في تونس حرصه على تشبيك العلاقات بين البلدين ، و تواصل انفتاح الملتقى على محيطه العربي من خلال تنظيمه كلّ دورة في إحدى الدول العربية ليكون أكثر نفعا للكاتب و الناقد وخدمة للإبداع .
حضر الافتتاح محمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في دائرة الثقافة في الشارقة، وانطلقت الجلسات العلمية بالقصة القصيرة التونسية في جلسة أولى ترأسّها الدكتور حاتم الفطناسي . قدّم الدكتور محمد القاضي خلالها مداخلة تناول فيها القصة القصيرة كجنس أدبيّ نسائيّ، وفكرة "الحلم " في نماذج من الأدب النسائي . ثمّ قدّم الباحث والكاتب محمّد المي مداخلة في شكل عمل توثيقيّ شمل الجانب السياسي و الاجتماعي و الاديولوجي الذي حفّ بتاريخ القصة منذ نشأتها و الجدل التاريخي حولها في الستينات و الانطلاقة الحقيقية لنادي القصة.
ترأس الجلسة الثانية وكانت بعنوان " تبدلات البنية السردية في القصة القصيرة الجديدة" الدكتور عبد الرزاق الحيدري . إذ قدّم الدكتور محمّد الخبو مداخلة حول " التحوّل الذهني للأقصوصة التونسية " من خلال نماذج للكاتبين ساسي حمام وفوزي الدينار. واهتمّ الدكتور العادل خضر بتحوّلات الأشكال في أربعة نماذج من قصص تونسية تناولت الجوع وتجلى فيها بنوعيه الصامت والصارخ. واعتبر الدكتور عبد العزيز شبيل فنّ الأقصوصة في مداخلته " فن المدينة بامتياز" ،معتبرا المدينة قد غيّرت من أفق الأجناس الأدبية وصورة الكاتب المتقاطعة مع صورة المتسكّع بين شوارعها . منبّها إلى أنّ مدينة السرد ليست هي مدينة الإسمنت بل مدينة الضمائر والمشاعر .
كانت الجلسة الثالثة حول تحوّلات الشخصية القصصية في القصة الجديدة برئاسة الروائي عبّاس سليمان . قدّم الدكتور نور الدين بن خُود مداخلة اشتغل فيها على قصص للكاتب عيسى الجابلي وبحث في دلالات نأويلها و شخصياتها وأسلوبها وفواتحها النصية، و ثنائية المألوف والغرائبي فيها . من جهتها تحدّثت الدكتورة جليلة طريطر عن ماهية السرد، وتحوّلات الشخصية الواقعية في الكتابة الذاتية وكيف يتحوّل الشخص وهو يكتب عن ذاته في يومياته أو مذكّراته أو سيرته إلى شخصية ، وعلاقة الخطاب السردي بالهوية ، مشيرة إلى أنّ أجمل الأقاصيص كتبها أبي القاسم الشابي في يومياته.
كانت المداخلة الأخيرة مع الدكتور معز الوهايبي حول ( الحَميم والجٓميم في مدن الحذر للكاتبة نبيهة العيسي ) متناولا مكونات بناء وإنشائية النص وخلص إلى أن "الحميم" في السرد يصير الشيئ على غير ما كان عليه في" الجميم". مشيرا إلى أنّ الكتابة ليست تسجيلا للواقع وأنّ ما تكتبه المرأة القاصة يختلف عمّا تكتبه المرأة الشّاعرة.
أختتم اليوم الأول لملتقى السرد بجلسة رابعة ترأسها الكاتب عبد المجيد فرحات شملت شهادات لبعض كتاب القصة القصيرة وهم عميدة القصة في تونس نافلة ذهب، ساسي حمام ، آمال مختار ، ومحمّد منصف الحميدي.