سجلت أسعار الذهب في الأسواق العالمية اليوم الأربعاء 3 أفريل 2024 ارتفاعا قياسيا، إذ عززت المخاوف من الضغوط التضخمية الطلب على المعدن الأصفر كوسيلة للتوقي، فضلا عن تجاهل المتعاملين للشكوك بشأن تخفضي وشيك لأسعار الفائدة الأميركية وارتفاع عائدات سندات الخزانة.
في هذا الإطار، ارتفع الذهب في المعاملات الفورية 0.2 بالمائة ليصل إلى 2283.76 دولار للأونصة (31.1 غرام)، بعد أن سجل مستوى قياسيا مرتفعا عند 2288.09 دولار في وقت سابق.  وزادت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة واحدا بالمائة إلى 2304.20 دولار.
بين خبراء ان الذهب يستمر في تلقي تدفقات الملاذ الآمن مع استمرار مهاجمة أوكرانيا للبنية التحتية النفطية في روسيا، إلى درجة أنه يتجاهل ارتفاع عائدات سندات الخزانة الأميركية واحتمالات عدم خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) أسعار الفائدة في جوان القادم.
وارتفع الذهب، الذي يستخدم للتوقي ضد التضخم وملاذا آمنا خلال أوقات الغموض السياسي والاقتصادي، أكثر من 10.8 بالمائة حتى الآن هذا العام ويتجه للارتفاع لليوم السابع على التوالي.
في تونس، أكد رئيس الغرفة الوطنية لتجار المصوغ حاتم بن يوسف، يوم أمس الثلاثاء ان أسعار الذهب في البلاد ارتفعت، خلال هذه الفترة من شهر رمضان وقُبيل عيد الفطر، التي تشهد عادة إقبالًا أكبر من التونسيين لكثرة المواسم والمناسبات الاحتفالية مبرزا أن سعر الغرام الواحد من الذهب من عيار 24 ارتفع إلى قيمة 72.600 دولارًا، أي ما يناهز 226 دينارًا، بينما ارتفع سعر الغرام الواحد من الذهب المستعمل إلى 170 دينارًا.
كما بين رئيس غرفة تجار المصوغ أنّ أسعار الذهب في تونس ترتفع بشكل يوميّ تقريبًا، لافتًا إلى أنّ سعر الغرام من الذهب ارتفع بحوالي 50 دينارًا في ظرف عام واحد.
في جانب اخر، انحسرت عادات اكتناز الذهب الذي كان يشكل واحداً من أهم وسائل الادخار والتحوط الأسري في تونس، وسط ارتفاع سعر المعدن الأصفر إلى مستويات قياسية خلال السنوات الأخيرة، ما تسبب في ركود أسواق الصاغة.
واكتناز الذهب كأداة ادخار عادة ضاربة في القدم، حيث كانت الأسر تتحوط بالمعدن الأصفر الذي يستعمل للزينة ويجري اللجوء إليه في زمن الأزمات لتمويل مشاريع عائلية على غرار اقتناء العقارات السكنية أو الفلاحية، غير أن الحال تبدل كثيراً في السنوات الأخيرة.
يقول رئيس غرفة تجار المصوغ إن معاملات سوق الذهب سجلت تراجعاً لافتاً في الآونة الأخيرة، لتصل نسبة الهبوط إلى أكثر من 50 بالمائة خلال السنوات العشر الماضية مشددا على حصول تغيرات كبيرة في علاقة التونسيين بالمعدن النفيس، حيث تلاشت عادات التحوط والادخار عبر اكتنازه رغم ارتفاع سعره بما يزيد عن 60 بالمائة خلال تلك السنوات، إذ لم تسجل السوق أي تحسن في تداول المعادن الثمينة، بينما تهاوت المبيعات إلى أدنى مستوياتها في فترة ما بعد جائحة كورونا.