الأب نوّال والتوانسة

الأب نوّال والتوانسة

تاريخ النشر : 11:38 - 2021/12/21


ليس الهدف من هذا المقال هو اللوم أو فَضْح الذين من التوانسة يحتفلون ب"أبيهم نوّال" فأنا لا ألومهم إذ أعرفُ أنّ أطفالهم سواء الذين يدرسون في بعض المدارس الخاصة  أو عن طرق الأنترنات أو المحطّات التلفزييّة الأجنبيّة هم في خضّم ما نشاهده هذه الأيام من احتفالات بنوّال لذلك فهم يطلبون من عائلاتهم أن يحتفلوا مثل غيرهم من الأطفال بهذه المناسبة وهم خالين الذهن من الرمزيّة الدينّة التي تحيل إليها هذه الاحتفالات. كما أنّي لا أقصد فضحهم إذْ هذا ليس من أخلاقي ولا من ممارساتي زيادة أنّهم ليسوا في حاجة لمن يفضحهم إذ هم يجاهرون بالاحتفال به وأشجار نوّال تباع في كلّ مكان لكن ما أردته هو-على الأقلّ- أن يعرف هؤلاء ما هو" بابا نوّال" ولماذا اختلقته الديانة المسيحيّة  ؟ونظرا لتشعّب هذا الموضوع سأكتفي بالانطلاق من قصّة متعلّقة بالمسيح حيث يقال أنّه بمجرّد أن  عُمِّدَ فُتِحَتْ له السماوات ورأى روح  الله ينزل كأنّه "حمامة سلام" وانطلق صوت من السماء يقول :"هذا هو ابني المحبوب وهو الذي أعجبني اختياره" عندها قاد الروح المسيح للصحراء ليحاول الشطان إغْوائه وبعد أن صام 40يوما و40 ليلة جاع فاقْترب منه الشيطان وقال له:"إن كنت حقّا ابن الربّ  أؤمُر لتصير هذه الحجارة خبزا فأجاب المسيح :" لقد كُتِب أنّه ليس فقط بالخبر يعيش الإنسان لكن من كلّ كلمة تخرج من فمّ الله" هذا النصّ هو أساس للعقيدة المسيحيّة وهو حيلة كبيرة لكن المسيحييّن يعتقدون فيه وهو من وضع الإنجيلييّن الذين أخذوها من أصل واحد و قد لعب "بول" دورا فاصلا في تثبيت هذا الأصل. وبول هذا أصيب بهلوسة وهو واضع فكرة رجوع المسيح "النازوريان" الذي مات على الصليب وليس المسيح الحقيقي  وكان وراء انتعاش كثير من القصص الشعبيّة ومنها قصّة المسيح والشيطان في الصحراء فإذا أضفنا لهذه الخرافة مسألة الثلاثيّة "الربّ والابن وروح القدس " فالأناجيل التي نجد منها لكلّ الأذواق لا يمكن استثنائها من الأدبيات الخياليّة  بل علينا أن نعدّها من هذه الأدبيات لنفهم تأثيرها على الناس وتغلغلها في كلّ الأوساط. والمسيحيّة مثل كلّ الديانات التي يأخذ فيها الآلهة أشكالا بشريّة هي خرافة مثل كلّ الخرافات  التي تنمو في أذهان الأطفال في مقتبل العمر والتي يعتقد فيها الأطفال بكلّ براءة وكأنّها حقائق مسلّم بها وغير قابلة للنقاش لذلك فالمسيحيون يعوّدون أطفالهم على الاعتقاد في ال"أبّ نوّال" لتعويدهم على الاعتقاد في خرافة" المسيح المحبوب" التي ذكرناها وهي من بين المعتقدات المسيحيّة التي يراد ترسيخها في أذهان المسيحييّن منذ الصغر فجاءت خرافة "أبي نوّال" الذي يدخل في الليل من المدخنة لا من الباب ويأت باللعب و الحلاويات للأطفال فهو المسيح المحبوب وهذه الحيلة والخرافة هي التي بها يرسّخون سخافات الديانة  المَسيحيّة-وهي كثيرة ولا يمكن ذكرها في هذا المقام- في ذهن المسيحي منذ الصغر.
أقول هذا لمجرّد تفسير هذا الاحتفال الديني المسيحي مع احترامي لمعتقدات إخوتنا المسيحييّن مع دعوتهم لاحترام معتقداتنا وعدم التجنّي على ديننا ونبيّنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم .
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

كشف الخطاب الاسرائيلي الذي وجه بالأمس للعقل المجتمعي الإسرائيلي و ربما الدولي بشكل عام عن بعد متج
09:00 - 2024/10/29
خلال حفل تنصيبه رئيسا لعهدة رئاسية ثانية بمجلس نواب الشعب و بحضور نواب المجلسين ( أي نواب  مجلس ا
07:00 - 2024/10/28
سررت جدا بالدعوة الرسمية وزيارة الدولة التي وجهت من قبل الرئيس عبد المجيد تبون رئيس الجمهورية الج
07:00 - 2024/10/28
ألهب البطل المغوار يحيى السنوار مشاعر جماهير الأمة العربية والإسلامية ببطولته في قيادة حركة المقا
07:00 - 2024/10/28
من تونس إلى مسافة النصر:
20:01 - 2024/10/25
في بعض الأحيان أتساءل، على الأقل من باب التكهن أو التخمين فأقول: أليس وجود إسرائيل في منطقة الشرق
07:00 - 2024/10/21
لكل هذا أعاد الشعب التونسي انتخاب الرئيس قيس سعيد 
07:00 - 2024/10/21