أزمة الزيوت النباتية تستنزف ميزانية الدولة: أكثر من 300 مليار للدعم والحكومة "تتغافل" عن الحل

أزمة الزيوت النباتية تستنزف ميزانية الدولة: أكثر من 300 مليار للدعم والحكومة "تتغافل" عن الحل

تاريخ النشر : 08:53 - 2022/07/30

برزت الان بشكل كبير أزمة الزيت النباتي في تونس وهي المعظلة التي كان مسكوت عنها قبل تشتد أزمة الاستهلاك حيث تعرف الأسواق حالة من الإضراب لم تعرفها من قبل ولم تنجح تطمينات وزارة التجارة في الحد من أزمة التزويد.

بعد الحرب الروسية الأكرانية ظهرت الأزمة وإكتشف التونسيون أن أزمة الزيوت النباتية وخاصة ما يعرف بزيت الحاكم تخفي أزمات أخرى وتخفي الكثير من الفساد والتفاصيل التي لا يدركها المستهلك التونسي حتى أننا اكتشفنا الان أن كميات كبيرة جدا من الزيت المدعم كانت مخصصة لأغراض أخرى لا علاقة لها بإستهلاك الفقراء المحرومين من الزيت المدعم.

منظومة..

ستضطر الدولة في الأيام القادمة الى تخصيص موارد كبيرة من أجل توريد المواد الغذائية وخاصة الزيوت النباتية في الوقت الذي تعرف فيه أسواق العالم ارتفاعا غير مسبوقا في الأسعار وفقدان للمواد الحساسة في المقابل تهدر الفرص في تونس ويتم ضرب كل منظومات الإنتاج رغم أن تونس قادرة اليوم على إعداد برامج وخطط لزراعة المنتوجات الجديدة وتجاوز أزمة الزيت النباتي الذي تحول الى منتوج استراتيجية.

اليوم الدولة التونسية مطالبة بإعادة النظر في منظومات الإنتاج والقطع مع الزراعة الأحادية التي أضرت بالقطاع الفلاحي لقد نجحت مبادرة زراعة السلجم الزيتي في تونس والتي لابد من اعتمادها اليوم كمنظومة انتاجية قائمة الذات وتقديم الدعم والتشجيعات للفلاح التونسي حيث أن منظومة انتاج السلجم الزيتي قادرة على تحقيق حاجيات تونس من الزيوت النباتية وأيضا من الأعلاف الحيوانية التي تعاني الدولة من توريدها ونقصها بهدد منظومات إنتاج اللحوم والألبان.

وقلت الان أن زراعة السلجم الزيتي يتماشى بشكل جيد مع الظروف الطبيعية والمناخ في بلادنا كما أنه يؤمن مداخيل قارة ومحترمة للفرح التونسي الذي تدهور وضعه المادي خلال السنوات الإخيرة بشكل كبير.

دعم ..

مئات المليارات التي تخصصها الدولة لدعم زيت الحاكم وتوريد الزيوت النباتية في الوقت الذي كان من الأفضل توجيه هذا الدعم وكل تلك المليارات لدعم الفلاح التونسي وتطوير منظومات الإنتاج الجديدة وفي مقدمتها زراعة السلجم الزيتي لتوفير الزيوت النباتية والأعلاف الحيوانية وخلق مواطن شغل جديدة والحد من إهدار موارد الدولة من العملة الصعبة.

تحتاج تونس اليوم الى ارادة حقيقية وجبارة للقطع مع كل منظومات الإنتاج الفلاحي التقليدية وخاصة منظومة الزراعة الأحادية التي أضرت بالقطاع الزراعي وكانت سببا مباشرا في تدهوره وجعله عاجزا عن تحقيق الأمن الغذائي في وقت تشهد فيه الأسواق العالمية تقلبات كبيرة وفقدان للمواد وارتفاع غير مسبوق للاسعار.

أمام الحكومة اليوم النظر في الإمر بجدية كبيرة والأتحاه بقوة نحو الزراعات الجديدة وفي مقدمتها دعم زراعة السلجم الزيتي لتحقيق الإكتفاء الذاتي في الزيوت النباتية وتوفير الأعلاف لإنقاذ باقي منظومات الإنتاج عوضًا عن تخصيص مئات المليارات للتوريد وتوفير الأرباح للوسطاء والسماسرة. 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

نفّذ عدد من أصحاب "تاكسي موتور" اليوم الجمعة ، وقفة احتجاجية أمام مقر ولاية تونس للمطالبة بوضع قا
11:53 - 2024/04/26
قامت وحدات الحرس البحري، أمس الخميس، بنجدة مركب صيد بحري قبالة شاطئ هرقلة (سوسة) كان على متنه 11
11:40 - 2024/04/26
نظمت الهيئة الوطنية لدعم المقاومة العربية ومناهضة التطبيع والصهيونية وقفة احتجاجية صباح اليوم اما
11:38 - 2024/04/26
تتميز حالة الطقس الجمعة، بظهور غيوم جزئيا فأحيانا كثيف السحب بالمناطق الغربية مع بعض الأمطار المت
08:29 - 2024/04/26
قال المدير العام للبحث العلمي بوزارة التعليم العالي والبحث العلمي مراد بالأسود أن بلادنا تحتلّ ال
07:00 - 2024/04/26
أفادت المكلفة بالإعلام بشركة نقل تونس حياة الشمطوري، أمس الخميس، أن الشركة منكبة على القيام بعملي
07:00 - 2024/04/26
أكدت وزيرة التربية سلوى العباسي أمس الخميس، ضرورة وضع استراتيجية ناجعة لتأمين الامتحانات الوطنية
07:00 - 2024/04/26
تفاعلا مع ما نشرته الشروق من مقالات حول ندوة تستضيف منظمة صهيونية أكدت وزارة التعليم العالي أنه ل
07:00 - 2024/04/26