نبيهة كراولي تختتم مهرجان الحمامات الدولي: صوت المرأة وفلسطين يصدح في سهرة استثنائية

نبيهة كراولي تختتم مهرجان الحمامات الدولي: صوت المرأة وفلسطين يصدح في سهرة استثنائية

تاريخ النشر : 11:25 - 2025/08/14

في ليلة فنية بامتياز، اختتمت الفنانة التونسية القديرة نبيهة كراولي الدورة 59 من مهرجان الحمامات الدولي، مقدمةً سهرة لا تُنسى امتزج فيها الفن بالالتزام، والغناء بالقضايا الإنسانية، تزامن الحفل، الذي أقيم مساء الأربعاء 13 أوت2025، مع العيد الوطني للمرأة التونسية، مما أضفى عليه بعدًا رمزيًا عميقًا وجعله منصة قوية للاحتفاء بالمرأة ودعم قضاياها إلى جانب التعبير عن التضامن مع القضية الفلسطينية.
 لقد كانت خاتمة أنيقة ومؤثرة لمهرجان عريق، حملت توقيع فنانة متجذرة في أصالتها الموسيقية، وتعرف كيف تلامس شغف القلوب وتوقظ الضمائر.

***احتفاء بالمرأة وصوت ضد العنف. 

 لم تكن هذه السهرة مجرد عرض فني عادي، بل كانت احتفالاً بالمرأة والوطن وتأكيدًا على دور الفن في حمل قيم الحرية والكرامة، جاء ذلك بالتزامن مع انطلاق حملة وطنية لمناهضة العنف ضد النساء، مما جعل من حفل نبيهة كراولي منبرًا قويًا لإطلاق صرخة جماعية ضد الصمت والخوف والتهميش الذي تتعرض له المرأة. لقد استغلت الفنانة هذا المنبر لتسليط الضوء على قضية مجتمعية بالغة الأهمية، مؤكدة على أن الفن رسالة يمكن أن تحدث فرقًا حقيقيًا في حياة الناس.

استهلت نبيهة كراولي عرضها بأغنية "متشوقة"، التي حملت في طياتها معاني عميقة، عكست شوقها للعودة إلى خشبة مسرح الحمامات العريق، وشوقها لجمهورها الذي وصفته بـ"الصادق"، بالإضافة إلى شغفها الدائم بالفن الذي لا يفقد جوهره مهما تغيرت الظروف. 
كانت هذه الأغنية بمثابة تحية مؤثرة للحضور، ومدخل شعري لرحلة موسيقية فريدة، تنقلت فيها الفنانة ببراعة بين العاطفي والاجتماعي، وبين الحب والاحتجاج، مقدمةً بذلك رسالة فنية إنسانية شاملة.
تنوعت أغاني الحفل، حيث قدمت نبيهة كراولي مجموعة من الأغاني العاطفية والشعبية مثل "كان قلبي يطاوعني" و"محلاها" و"إذا حبوك ارتاح". لكن السهرة شهدت أيضًا لحظات عميقة ومؤثرة، عندما قدمت الفنانة أغاني تتناول قضايا إنسانية واجتماعية أعمق، مثل "مقواه هواك" و"ليام والمكتوب" و"الممرضة."

***مبروكة تتبرى": صرخة ضد العنف وتضامن مع فلسطين. 

كانت اللحظة الأكثر تأثيرًا في السهرة هي عندما غنت نبيهة كراولي بإحساس صادق أغنية "مبروكة تتبرى". هذه الأغنية، التي رافقت انطلاق الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد النساء، تحولت إلى نشيد للشجاعة والاعتراف بصرخة المرأة التي اخترقت صمت المجتمع. لقد تحولت كلمات الأغنية من "مبروكة تتبرى" إلى "مبروكة تتجلى"، في إشارة إلى المرأة التي تتجلى وتخرج من الظلام إلى النور، لتصرخ بأعلى صوتها "كفى".بكلماتها النابعة من جرح جماعي وذاكرة نسوية مقاومة، روت نبيهة للجمهور قصة الأغنية، موضحة أن "مبروكة هي امرأة تعرضت للعنف لكنها لم ترضخ للواقع الذي فرض عليها، فتمردت وثارت على واقعها العنيف".

 ودعت الفنانة كل امرأة كانت حبيسة الصمت والخوف إلى أن تتحرر وتكسر هذا القيد وتتوجه نحو النور. وتزامنًا مع الأغنية، ظهر الرقم الأخضر 1899 على الشاشة العملاقة خلف المسرح، ليكون بصيص أمل ووسيلة دعم لكل امرأة تتعرض للعنف.لم يغب الالتزام الوطني والقومي عن هذه السهرة أيضًا. فقد غنت نبيهة كراولي لفلسطين والأرض المحتلة والكرامة المغتصبة، من خلال أغنية "أصبح عندي الآن بندقية". بدا صوتها في هذا المقطع المؤثر دعوة للمواجهة واسترجاع الأرض المسلوبة بقوة السلاح ورفض الصمت.

وعن دوافع اختيار هذه الأغنية، أوضحت الفنانة في الندوة الصحفية حيرتها في اختيار الأغنية المناسبة لتحية فلسطين، قبل أن تستقر على هذه القصيدة المغناة التي رأت فيها تماثلاً مع موجة "الظلام والتيه والضياع" التي يعيشها العالم.وقالت: "كنت حائرة هل أغني 'إذا الشمس غرقت في بحر الغمام' أم أختار 'أصبح عندي الآن بندقية'؟

وبعد تفكير طويل وجدت أن هذه القصيدة هي الأقرب لما أود قوله ولما نحسه جميعًا اليوم. فالعالم يمر بموجات من الظلم والتشتيت والقضية الفلسطينية تمثل ضمير هذا العالم. لذلك، حملت الكلمة كما لو كانت سلاحًا ووقفت لأغني بكل صدق وإيمان."

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

أختتم في مدينة دوز مساء أمس مهرجان نوّارة الذي تنظّمه جمعيّة نساء من أجل التنمية والمساواة بعرض ل
12:28 - 2025/08/14
     رواية «أيام الفاطمي المقتول» هي من إصدارات 2025 للروائي التونسي نزار شقرون وهي رواية ذات طاب
07:00 - 2025/08/14
1 لِيسْتريحَ منْ حمَّى الشّمْسِ  يتّكئُ النّهارُ علَى كتفِ
07:00 - 2025/08/14
تعتبر مدينة قرمبالية، الواقعة في ولاية نابل ، موطنًا لأحد أقدم وأعرق المهرجانات في البلاد الا وهو
07:00 - 2025/08/14
هي امرأة تحمل في داخلها غابة ، وتنبت في ذاكرتها شجرة رمان و أزهار الجلّنار.
07:00 - 2025/08/14
افادت وكالة إحياء التّراث والتّنمية الثّقافية أنّ الدخول لجميع المواقع الأثريّة والمعالم التاريخي
07:58 - 2025/08/13