تونس صوت الحق في بيكين: انتصار فلسطين... انتصار لأحرار العالـم

تونس صوت الحق في بيكين: انتصار فلسطين... انتصار لأحرار العالـم

تاريخ النشر : 15:16 - 2024/05/31

 جاء الخطاب التاريخي  للرئيس  قيس سعيد أمام المنتدى العربي الصيني في بيكين انعكاسا للنموذج  التونسي المتحرر من كل القيود. 
 وربما أدرك العالم بأسره أن تونس التي واجهت القمع الأطلسي بكل أشكاله التعسفية والخبيثة وتحملت في صمت الميراث الثقيل للعشرية السوداء في سبيل استرداد  سيادتها الكاملة على قرارها هي اليوم مصدر إلهام للبشرية بأسرها في هذه المعركة التاريخية الدائرة  على أشدها بين أحرار العالم والمنظومة الصهيونية . 

لقد بشر الرئيس قيس  سعيد  في هذا الخطاب التاريخي بقيام عالم حر جديد ليس من باب   استباق التطورات ولكن من  منطلق الإيمان بالحق لأن الهيمنة الجائرة للمنظومة الصهيونية التي كانت تجثم  على صدر البشرية هي في آخر المطاف  مجرد وهم قام على التحريف والتدليس   والتضليل تماما كالفارق  بين أصل الدين وفوائده   المنبثقة   عن ممارسة الربى التي تمثل اختراعا   صهيونيا حصريا تسبب  في انزلاقات  حادة منذ القرن السادس عشر  حيث ظلت  الثوابت الإنسانية تتفكك  لدرجة  أن  الإبادة الجماعية  التي افتتحها الغزاة الأوروبيون للساحل الشرفي الأمريكي صارت رسالة حضارية تقاس عليها معايير الحق والباطل. 
  والواضح أن العالم بأسره   قد تابع بكل دقة ما قاله الرئيس قيس سعيد  في بيكين  وهو الذي بشر بطرد فرنسا من افريقيا عندما قال للرئيس  إمانويل ماكرون «إن   الشعوب  الصغيرة   لم تعد صغيرة» كما حذر أنظمة التطبيع من مأزقهم الراهن عندما دعا العرب في قمة الرياض   إلى الإسهام الفاعل في بناء العالم الجديد حتى لا يكونوا  ضحايا  للقديم والجديد . 
 والواضح أيضا أن هذه الرؤيا الثاقبة  التي تعبر عن فكر متحرر من القيود ورافض لكل أشكال الوصاية هي في الواقع انعكاس للمصالحة بين تونس وإرثها  التاريخي الذي يحملها رسالة حضارية كواحدة من أهم منصات إثراء القيم والمعارف الإنسانية تماما كما كانت  في حقبة «قرطاج»  حيث لم يكن  حنبعل ليحظى  بكل  تلك العبقرية العسكرية التي قهرت روما في عقر بيتها لو لم يكن إنسانا ومفكرا في المقام الأول. 
 وبالمحصلة  تستعيد  تونس   بعد الحقبة الاستعمارية العثمانية والفرنسية التي طالت أكثر من اللزوم وارتبطت  عضويا بمسار تشكل الصهيونية العالمية رسالتها الحضارية المنبثقة عن التمازج الطبيعي بين الجغرافيا والتاريخ وهو ما يؤهلها لهذا الالتزام الدقيق والقوي بثابتة   «الحق» في التعاطي مع ما  يحدث على أرض فلسطين ويشكل  بكل المعايير المحرار الذي تقاس  عليه الثورة الإنسانية الراهنة. 
 إن  رفض تونس لأي تجزئة  للحق  الفلسطيني  من خلال  حل الدولتين الذي تتدثر  به المنظومة الصهيونية بما في ذلك أنظمة التطبيع  هو التزام بمنطق الثوابت وموقف واقعي   يختزله   بكل وضوح   الإرهاب الصهيوني غير المسبوق في التاريخ البشري والذي يؤكد بكل وضوح أن معايير   السلام والعيش المشترك  غير موجودة في قاموس  الصهاينة وهو ما يفسر الثورة الإنسانية  العارمة والمتصاعدة ضد الكيان الصهيوني  حتى في أوروبا والولايات المتحدة. 
 بالمحصلة زادت  تونس من خلال  خطاب رئيس الدولة في تحريك ضمير الإنسانية لتلوح نموذجا متفردا  للإنعتاق يشبع  حاجة الشعب   التونسي لإسترداد الدافع   الحضاري بقدر ما يسلط ضغوطات شديدة على المنظومة الصهيونية التي تخوض اليوم حرب وجود خاسرة بكل المقاييس. 
  وربما انبثقت من خطاب رئيس الدولة رسائل قوية  للداخل  وأساسا لمكونات النخبة الكئيبة  المتشبثة  بأغلال الاستعمار  والراضخة للنظرية الصهيونية الفتاكة «أنا أستهلك  إذن أنا موجود»   التي حولت الإنسان إلى كتلة  لحم وعظام ودماء  عاجزة عن التفكير. 
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

على وقع إبادة جماعية مستمرة منذ قرابة العامين في قطاع غزّة، وعدوان صهيوني متواصل على أكثر من 5 دو
07:00 - 2025/09/16
كشف النائب علي زغدود أن لجنة التعاون البرلماني مع البلدان الامريكية اجتمعت أمس لتباحث المستجدات ا
07:00 - 2025/09/16
افتتاح السنة الدراسية
07:00 - 2025/09/16
غادرت مجموعة من السفن الموانئ التونسية بين يوم أمس وأول أمس، في اتجاه الالتقاء بنظيراتها القادمة
07:00 - 2025/09/16
احتضنت العاصمة القطرية الدوحة، يوم أمس الاثنين، قمّة عربية إسلامية طارئة بمشاركة عدد من القادة وا
07:00 - 2025/09/16
بتكليف من رئيس الجمهورية قيس سعيد برئاسة الوفد التونسي المشارك في أشغال القمة العربية والإسلامية
18:29 - 2025/09/15