مع الشروق .. معركة نتنياهو وبايدن

مع الشروق .. معركة نتنياهو وبايدن

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/03/26

حرص الرئيس الأمريكي جو بادين على تقديم الدعم الكامل للكيان الصهيوني بعد هجوم "طوفان الاقصى"، حيث لم يقتصر الأمر على الدعم العسكري فحسب بل تعدّاه الى الدعم السياسي والقانوني وغيره .
هذا "الصك على بياض" من الدعم الأمريكي للكيان الصهيوني، شجّع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وزمرته المتطرّفة على ارتكاب ابادة وحملة تطهير واسعة بلا حسيب او رقيب ضدّ الفلسطينيين في قطاع غزة.
طبعا كل ما يصبّ في مصلحة الكيان الصهيوني تقوم به واشنطن مهما كانت الادارة الموجودة في البيت الأبيض وخلاف الطرفين هو خلاف شكلي وليس جوهريا، لكن الاختلاف الحاصل الآن في حرب غزة هو أن أمريكا تريد وتعرف مصلحة الاحتلال أكثر ممّن يقودونه الآن.
كما أن نتنياهو يلعب بمصالح الجميع حتى واشنطن نفسها من أجل مصلحته الخاصة، وهو الأمر الذي جعل بايدن يشدّ قبضته قليلا تجاهه وليس تجاه المصالح الصهيونية، فالإدارة الأمريكية الحالية ترى أن نتنياهو يقود الامور الآن وفق مصلحته وليس مصلحة الكيان المحتل.
ولعلّ التخوّف الأمريكي الأبرز، اضافة الى اقتناعها باستحالة هزيمة "حماس" وفشل مخطّط التهجير، هو  خطة "اليوم التالي" في غزة والهجوم على مدينة رفح الذي بدأ يتشكّل كخط أحمر بالنسبة للإدارة الامريكية الحالية.
وقد ضاق الرئيس الأمريكي ذرعا في الفترة الأخيرة من تعنّت نتنياهو وعدم انصياعه للمواقف والترتيبات الأمريكية، لذلك بدا تمرير قرار وقف فوري للحرب في مجلس الأمن دون اعتراض أمريكي ، كأول "قرصة أذن" لنتنياهو.
لكن الأكيد الآن ونتنياهو بمثابة "ثور جريح" مخضّب بالهزائم في غزة ، و بـ"العار" الذي يلاحق مسيرته السياسية بسبب هجوم "طوفان الاقصى" والقضايا التي تلاحقه، بات خارجا عن السيطرة وكل سهم جديد يستهدف هذا "الثور" سيزيد من بطشه ومن جرائمه.
وبالفعل ردّ نتنياهو على القرار بإلغاء زيارة وفد صهيوني مقرّرة لواشنطن لبحث مسألة رفح، وهو ما يعني كما قال سابقا إنه سيشنّ عملية في رفح بموافقة الولايات المتحدة أو من دونها.
الهجوم على رفح، سيكون بالتأكيد منعرجا حاسما في معركة الإرادات هذه بين نتنياهو وبايدن، كما أنه سيكون حاسما في مسار الحرب والمنطقة التي تقف على برميل بارود في انتظار شرارة صغيرة.
وقد تتطوّر هذه المواجهة والمصارعة الشخصية بين الطرفين خلال الأيام والأسابيع المقبلة، وقد تصل الى مرحلة القطيعة باعتبار أن بايدن أدرك تماما أنه خاسر للانتخابات  الرئاسية لحد الآن ويريد تغيير هذا الواقع.
كما أن نتنياهو والاحتلال بصفة عامة أضرّ بصورة أمريكا والغرب بسبب حرب غزة، ولم يفهم أو يتراجع خطوة واحدة في سبيل وقف هذا النزيف، بل الأكثر من ذلك أنه مستعدّ للتضحية بالجميع من أجل معركته الشخصية مدعوما بغلاة الحرب المتطرفين الذين يريدون ابادة القطاع وإشعال حرب دينية في القدس والمسجد الأقصى وبالتالي في الشرق الأوسط ككل.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك