مع الشروق .. طوفان الأقصى يعرّي نفاق المطبّعين

مع الشروق .. طوفان الأقصى يعرّي نفاق المطبّعين

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/03/23

على وقع عدوان صهيوني غير مسبوق على غزة ، مرت يوم امس الذكرى التاسعة والسبعين لتأسيس جامعة الدول العربية وسط تساؤلات عن دور هذه المنظمة ، التي تدخل عقدها الثامن ، في التعامل مع هذه الحرب وفي تحقيق الشعارات المتعلقة بتطلعات الشارع العربي التواق الى الوحدة طوال العقود الماضية.
وبعد مرور كل هذه العقود ، يبدو ان كل تلك الاحلام العربية لم تتحقق وبقيت مجرد حبر على ورق بسبب عجز الانظمة العربية عن تقرير مصيرها وارتهان قرارها السيادي للقوى الدولية ، وعوض تحقيق الوحدة والارتقاء بالمصالح المشتركة ، شهدت الاسرة العربية طوال العقود الماضية أزمات وخلافات حادة وصلت حد قطع العلاقات واعلان الحروب بين هذه الدول الشقيقة.
والمريب والغريب خلال هذه الفترة هو بلوغ حالة الهوان والخذلان العربي الى أبعد مداه ، حيث اصطفت بعض الانظمة العربية خلف الكيان الصهيوني وباتت بعض العواصم حليفا موثوقا للصهاينة ، وعوض اغاثة غزة المنكوبة ، بات هؤلاء المطبعون يغيثون المحتل ويدعمون هذا الكيان المارق عن القانون  بالدواء والمساعدات الغذائية والنفط ..وما خفي أعظم.
فقد اسقطت معركة طوفان الاقصى المباركة جميع الاقنعة عن بعض الانظمة العميلة للكيان المحتل ، وكشفت ان الشعارات التي يرفعها بعض الزعماء العرب مجرد اكاذيب ومزايدات سياسية لان الواقع كشف عكس ذلك والتاريخ فضح هؤلاء العملاء الذين حرضوا طوال السنوات والعقود على تدمير عدد من الدول العربية . فالجامعة العربية هي من اعطت الضوء الاخضر للأمريكان لتدمير ليبيا كما مولت بعض الانظمة العربية العمليات العسكرية الغربية لإشعال الحرب الاهلية في سوريا وتحويلها إلى مرتع للإرهاب ومسرحا للصراع بين القوى الدولية على النفط وعلى مقدرات الشعب السوري ، هذا اضافة الى الدور العربي المخزي من الاحتلال الامريكي للعراق وغيرها من الخيانات العربية الاخرى.
وفي ذكرى تأسيس جامعة الدول العربية يستحضر البعض الشعارات الرنانة التي تطلقها هذه المنظمة كشعار العمل العربي المشترك والدفاع العربي المشترك الذي ينص على  ان أي اعتداء على أي دولة عربية يتطلب ردا موحدا ، لكن طوفان الاقصى اثبت ان هذه الشعارات مجرد خدعة  لأن التضامن العربي لم يصبح مع غزة التي تتعرض الى حصار وعدوان سافر ادى الى  استشهاد وجرح اكثر من 100 ألف شخص ، بل اصبح العمل العربي المشترك مع الكيان المحتل وأصبح تضامن بعض الأنظمة مع الصهاينة وليس مع أهلنا في عزة الذين قدموا انفسهم فداء لوطنهم وللمسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين ، وهم بذلك يخوضون حربا نيابة عن ملايين العرب واكثر من ملياري مسلم .
فالمنظومة العربية بقيت عاجزة وخيبت آمال شعوبها في التوصل الى حلول عملية لإنهاء الحرب الهمجية على غزة ، بل كانت قراراتها ومواقفها معيبة ومخزية خاصة بعد ان ساوت في بياناتها بين الجلاد الصهيوني والضحية الفلسطينية . فالمطلوب اليوم هو إصلاح الجامعة العربية لأنها باتت جسما ميتا لا يرجى منه خيرا ، وغير قادرة على استيعاب المتغيرات الاقليمية والدولية ، والدليل على ذلك وقوف النظام العربي الرسمي اليوم عاجزا ومرتبكا ومتفرجا على الفظائع التي  يرتكبها الصهاينة منذ 6 أشهر في غزّة التي يتعرض أهلها الى حرب إبادة غير مسبوقة في التاريخ الحديث.
ناجح بن جدو 
 

تعليقات الفيسبوك