الرحالة التونسي خالد الشعيبي يصل بواسطة دراجته الهوائية إلى أقصى نقطة في قارة إفريقيا (صور)
تاريخ النشر : 20:52 - 2023/12/22
الرحالة التونسي خالد الشعيبي، يبلغ من العمر 27 عاما، بدأ رحلته في ديسمبر 2022 من مدينة المحرس السياحية، قاطعا أكثر من 10 ألاف كيلو متر، زار فيها 21 دولة إفريقية على متن دراجته الهوائية، وصل مساء اليوم الجمعة 22 ديسمبر 2023 بعد رحلة استغرقت سنة كاملة إلى آخر نقطة بالقارة السمراء "راس الابر".
هذا وقد حصد الرحالة التونسي خالد الشعيبي، اعجابا منقطع النظير ونسبة مشاهدات بالآلاف ومن بلدان عربية وأوروبية وأفريقية، انتزعها عن جدارة واستحقاق بفعل مغامراته المثيرة والممتعة في زياراته الطويلة الإستكشافية للقارة الأفريقية ودولها العديدة بتنوع عرقها ولغتها وتقاليدها وطبيعتها، بوسائل بسيطة تتمثل في دراجة هوائية ومايلزم من ملابس وخيمة صغيرة تتسع لجسمه وتأوي أحلامه الكبيرة وحبه الصادق للإنسان.
بداية الرحلة
كانت الانطلاقة من مدينة المحرس من ولاية صفاقس في ديسمبر 2022 والتي شكلت نقطة بداية لخالد، ليخوض غمار السفر بدراجة هوائية ومبلغا بسيطا من المال وحقيبة ظهر بها أمتعته الضرورية، قاطعا أكثر من 10 آلاف كلم، زار فيها 21 دولة إفريقية، بداية من الجزائر ثم موريتانيا وغمبيا، والسينيغال، وغينيا بيساو، وغينيا كوناكري، وسيراليون، وليبيريا، وساحل العاج، وغانا، ودولة الطوڨو (غرب إفريقيا)، والبنين، والنيجر، والكامرون، وغينيا الاستوائية، والغابون، وجمهورية الكونغو، وأنغولا، وناميبيا، وصولا، مساء اليوم الجمعة 22 ديسمبر 2023 إلى جنوب أفريقيا، تحديدا إلى آخر نقطة بالقارة السمراء "راس الابر".
صعوبات.. وتجارب فريدة
استطاع خالد الشعيبي المرور من دول وأراضي ومسالك مختلفة الوعورة ولقاء قبائل ومواطنين أفارقة بسطاء استضافوه وقدموا له المساعدة والإيواء بمساكنهم البدائية وقلوبهم الكبيرة. يحكي خالد الشعيبي لـ"الشروق"، أنه عاش تجارب فريدة بمعظم الدول التي زارها. ويعلق ضاحكا "لكن الحمد لله لم أصادف متاعب كبيرة على غرار ما يحدث عادة مع معظم الرحالة".
أما بالنسبة للتحديات التي وجهها خالد في رحلته، هي مشكلة التمويل وكذلك الطرق الوعرة والمنعرجات، وعبور البراري الموحشة، ولدغات الحشرات السامة، والاصابة بـ(الملاريا) في إفريقيا الغربية وهو أمر عادي نظرًا لاختلاف المناخ والطقس والمناعة ضد الأمراض..قائلا :" لا يوجد طريق خال من العقبات، ولكن الاهم كيف نتعامل معها، فأهم العراقيل التي واجهتني فهي مشكلة التمويل.. فجميع رحلاتي هي تمويل ذاتي ومن بعض المساعدات قدمت لي من أهالي المحرس، وذلك فقد أرهقني قليلا ولكن لن يثنيني عن إكمال مشواري.
إعجاب بالعادات والتقاليد
في حديثه لنا، اكد الرحالة خالد الشعيبي ان ما يجعل استكشاف إفريقيا رائعا للغاية، هو تنوع ثقافتها، ولغتها، وطبخها، ومناظرها الطبيعية الخلابة التي تبهر الأعين من شدة سحرها. معتبرا، أفريقيا بلدا متنوعا للغاية، لكونها تمتاز بطعام متنوع، إذ يختلف طعام شمال إفريقيا عن الجنوب. ومشيرا، ان جل رحلاته لمس فيها طابع كرم الضيافة الأفريقية وسط القرى المحلية، وهذا ما يجعل سفره إلى إفريقيا مرتكزا على خاصية استكشاف الثقافة والتقاليد والتعايش مع شعبها في جميع حالاته. كما أعجب خالد، بأهل الدول التي زارها وطيبوبتهم، التي كان يلمسها طيلة جولاته في استكشاف بلدان القارة السمراء، وفي معظم رحلاته كان يقابل أغنياء وفقراء من مختلف الجنسيات، لكن معظم الناس كانوا لطيفين وكريمين معه، بحيث ساعدوه عدة مرات، كما تشاركوا معه مسكنهم ومشربهم ووفروا له الرعاية أيضا، فيما اعتبره البعض ابنهم وأصبحوا مفتونين بما يفعله.
دروس السفر
كما تعلم الرحالة خالد الشعيبي، أن يفتح ذهنه على تجارب وثقافات جديدة، فقد تطلب منه الصبر وعدم الاستسلام ليصل إلى تحقيق أحلامه، التي اعتبرها منفذا لكي يعيش في خضم التجارب الفريدة التي طبعت لديه روح الاعتزاز والفخر والشجاعة، كما تعلم أيضا أن يحترم جميع العناصر البشرية من مختلف أنواع الشعوب، مؤكدا، أن أشياء كثيرة تغيرت في شخصيته خلال الاشهر المنقضية التي قضاها في رحلته المتواصلة، ويشير إلى أنه استخلص عبر جولته في أفريقيا مجموعة من الدروس والعبر، أهمها قيمة التسامح واحترام الاختلاف في الأفكار والتقاليد.
توثيق الرحلة
بابتسامته الجميلة العفوية القاهرة للتعب المصاعب، أعتبر الشعيبي أن توثيق رحلاته عن طريق أخذ الصور ومقاطع الفيديو التي يلتقطها من عدسة الكاميرا الخاصة به أثناء استكشافاته الفريدة، تعد الأكثر تنوعا في نظره، لما تحمله من دلالات ومعاني ملموسة، طبعت بصمة متنوعة لمعالم إفريقيا.
حلم مستمر بدراجة هوائية
واختتم بالقول أن حلمه مستمر يوما بعد يوم، ولا يمكنه أن يعيش بدون حلم، لأنه مدرك بقيمة التجربة التي أخذها على عاتقه بغاية استكمالها، والتي يعتز بها، ويفتخر بكونه يكتسب دروسا جديدة فيها، ومازالت هناك عشرات الدول يطمح خالد لزيارتها والتعرف عن قرب على حضارة شعوبها.








الرحالة التونسي خالد الشعيبي، يبلغ من العمر 27 عاما، بدأ رحلته في ديسمبر 2022 من مدينة المحرس السياحية، قاطعا أكثر من 10 ألاف كيلو متر، زار فيها 21 دولة إفريقية على متن دراجته الهوائية، وصل مساء اليوم الجمعة 22 ديسمبر 2023 بعد رحلة استغرقت سنة كاملة إلى آخر نقطة بالقارة السمراء "راس الابر".
هذا وقد حصد الرحالة التونسي خالد الشعيبي، اعجابا منقطع النظير ونسبة مشاهدات بالآلاف ومن بلدان عربية وأوروبية وأفريقية، انتزعها عن جدارة واستحقاق بفعل مغامراته المثيرة والممتعة في زياراته الطويلة الإستكشافية للقارة الأفريقية ودولها العديدة بتنوع عرقها ولغتها وتقاليدها وطبيعتها، بوسائل بسيطة تتمثل في دراجة هوائية ومايلزم من ملابس وخيمة صغيرة تتسع لجسمه وتأوي أحلامه الكبيرة وحبه الصادق للإنسان.
بداية الرحلة
كانت الانطلاقة من مدينة المحرس من ولاية صفاقس في ديسمبر 2022 والتي شكلت نقطة بداية لخالد، ليخوض غمار السفر بدراجة هوائية ومبلغا بسيطا من المال وحقيبة ظهر بها أمتعته الضرورية، قاطعا أكثر من 10 آلاف كلم، زار فيها 21 دولة إفريقية، بداية من الجزائر ثم موريتانيا وغمبيا، والسينيغال، وغينيا بيساو، وغينيا كوناكري، وسيراليون، وليبيريا، وساحل العاج، وغانا، ودولة الطوڨو (غرب إفريقيا)، والبنين، والنيجر، والكامرون، وغينيا الاستوائية، والغابون، وجمهورية الكونغو، وأنغولا، وناميبيا، وصولا، مساء اليوم الجمعة 22 ديسمبر 2023 إلى جنوب أفريقيا، تحديدا إلى آخر نقطة بالقارة السمراء "راس الابر".
صعوبات.. وتجارب فريدة
استطاع خالد الشعيبي المرور من دول وأراضي ومسالك مختلفة الوعورة ولقاء قبائل ومواطنين أفارقة بسطاء استضافوه وقدموا له المساعدة والإيواء بمساكنهم البدائية وقلوبهم الكبيرة. يحكي خالد الشعيبي لـ"الشروق"، أنه عاش تجارب فريدة بمعظم الدول التي زارها. ويعلق ضاحكا "لكن الحمد لله لم أصادف متاعب كبيرة على غرار ما يحدث عادة مع معظم الرحالة".
أما بالنسبة للتحديات التي وجهها خالد في رحلته، هي مشكلة التمويل وكذلك الطرق الوعرة والمنعرجات، وعبور البراري الموحشة، ولدغات الحشرات السامة، والاصابة بـ(الملاريا) في إفريقيا الغربية وهو أمر عادي نظرًا لاختلاف المناخ والطقس والمناعة ضد الأمراض..قائلا :" لا يوجد طريق خال من العقبات، ولكن الاهم كيف نتعامل معها، فأهم العراقيل التي واجهتني فهي مشكلة التمويل.. فجميع رحلاتي هي تمويل ذاتي ومن بعض المساعدات قدمت لي من أهالي المحرس، وذلك فقد أرهقني قليلا ولكن لن يثنيني عن إكمال مشواري.
إعجاب بالعادات والتقاليد
في حديثه لنا، اكد الرحالة خالد الشعيبي ان ما يجعل استكشاف إفريقيا رائعا للغاية، هو تنوع ثقافتها، ولغتها، وطبخها، ومناظرها الطبيعية الخلابة التي تبهر الأعين من شدة سحرها. معتبرا، أفريقيا بلدا متنوعا للغاية، لكونها تمتاز بطعام متنوع، إذ يختلف طعام شمال إفريقيا عن الجنوب. ومشيرا، ان جل رحلاته لمس فيها طابع كرم الضيافة الأفريقية وسط القرى المحلية، وهذا ما يجعل سفره إلى إفريقيا مرتكزا على خاصية استكشاف الثقافة والتقاليد والتعايش مع شعبها في جميع حالاته. كما أعجب خالد، بأهل الدول التي زارها وطيبوبتهم، التي كان يلمسها طيلة جولاته في استكشاف بلدان القارة السمراء، وفي معظم رحلاته كان يقابل أغنياء وفقراء من مختلف الجنسيات، لكن معظم الناس كانوا لطيفين وكريمين معه، بحيث ساعدوه عدة مرات، كما تشاركوا معه مسكنهم ومشربهم ووفروا له الرعاية أيضا، فيما اعتبره البعض ابنهم وأصبحوا مفتونين بما يفعله.
دروس السفر
كما تعلم الرحالة خالد الشعيبي، أن يفتح ذهنه على تجارب وثقافات جديدة، فقد تطلب منه الصبر وعدم الاستسلام ليصل إلى تحقيق أحلامه، التي اعتبرها منفذا لكي يعيش في خضم التجارب الفريدة التي طبعت لديه روح الاعتزاز والفخر والشجاعة، كما تعلم أيضا أن يحترم جميع العناصر البشرية من مختلف أنواع الشعوب، مؤكدا، أن أشياء كثيرة تغيرت في شخصيته خلال الاشهر المنقضية التي قضاها في رحلته المتواصلة، ويشير إلى أنه استخلص عبر جولته في أفريقيا مجموعة من الدروس والعبر، أهمها قيمة التسامح واحترام الاختلاف في الأفكار والتقاليد.
توثيق الرحلة
بابتسامته الجميلة العفوية القاهرة للتعب المصاعب، أعتبر الشعيبي أن توثيق رحلاته عن طريق أخذ الصور ومقاطع الفيديو التي يلتقطها من عدسة الكاميرا الخاصة به أثناء استكشافاته الفريدة، تعد الأكثر تنوعا في نظره، لما تحمله من دلالات ومعاني ملموسة، طبعت بصمة متنوعة لمعالم إفريقيا.
حلم مستمر بدراجة هوائية
واختتم بالقول أن حلمه مستمر يوما بعد يوم، ولا يمكنه أن يعيش بدون حلم، لأنه مدرك بقيمة التجربة التي أخذها على عاتقه بغاية استكمالها، والتي يعتز بها، ويفتخر بكونه يكتسب دروسا جديدة فيها، ومازالت هناك عشرات الدول يطمح خالد لزيارتها والتعرف عن قرب على حضارة شعوبها.