صلاح الداودي للشروق أون لاين.. "في هذه الحالة سيزول كيان العدو من الوجود نهائيا.."

صلاح الداودي للشروق أون لاين.. "في هذه الحالة سيزول كيان العدو من الوجود نهائيا.."

تاريخ النشر : 17:52 - 2023/11/20

حول ارض المعركة والصلابة الجبارة التي ابدتها المقاومة في غزة رغم الدمار الذي اقترفه العدو في كل المجالات والذي كبده خسائر ميدانية والحق به هزيمة نكراء راكمت نجاحات 7 اكتوبر التاريخي وماذا يمكن ان نستشرف من هكذا وضع في دقة المرحلة ومفصليتها في تاريخ فلسطين وتا ثيرها على احرار العالم الشروق اون لاين التقت المحلل السياسي صلاح الداودي وكان الحوار التالي:
لاحظنا انك في حالة صمت هذه الأيام ولا تواظب على تحليل سير المعارك في غزة، ما الأمر؟
لا يوجد أي أمر خاص. صحيح انني لم أعد أكتب بالوتيرة المعهودة وصحيح انني اعتذرت عدة مرات عن المشاركة في عدة برامج تحليلية ولكن لثقل حجم التأثير الوجودي لمصير الحرب التحريرية ضد العدو على حياتي برمتها بكل صراحة. وفي الحقيقة الأمر لم يعد يحتاج أغلبية صنوف التحليل فهذا متاح بكثافة لكل من يبحث ويتابع. وربما بتنا في ما هو أهم من التحليل وهو الاستشراف المستقبلي وربما حتى ما هو أبعد ولكنني لا يمكن أن أتمادى في الحديث على هذا النمط. المهم في كل هذا المحافظة على الروح المعنوية العالية لشعبنا وأمتنا ويمكن أن نستمدها من المعركة وأهلها ومن الإنسانية وليس بالضرورة من أحداث تونسية داخلية خالصة هنا وهناك قد يضرب بعضها القوة المعنوية لشعبنا وهو العامل الأهم في المرحلة وكل مساس بهذه الروح هو خطيئة كبرى لا تغتفر. 
هل هذا انشغال أم تأثر أم تفكير؟ 
تستطيع أن تقول كل هذا معا غير انه ليس تأثرا سلبيا ولا سطحيا وعموما شخصيا لا أتأثر مطلقا بالأحداث السياسية اليومية في شؤوني اليقينية وفي قناعاتي الايمانية المصيرية التي أفنيت فيها عمري. 
وسائر الخزعبلات السياسية العابرة لا تنفع معها إلا الصلابة النضالية المبدئية بصرف النظر عن كل شيء، بل أكثر من ذلك اليقين والتوكل والتسليم فأهل طوفان الأقصى أينما كانوا أعدوا ويعدون ومستعدون وبما استطاعوا وما سيضاف لوسعهم ومستطاعهم الذي سيتصاعد ولن ينضب وعلى المدى البعيد وبروح النصر أو الاستشهاد ونحن على هذه الروح "الطوفان حتى يسقط العدوان"، "الطوفان حتى إزالة الكيان" و "القتال حتى يفنى الاحتلال". 
ماذا تقصد بكل هذا وكيف تتوقع نهاية المعركة؟ 
يا سيدي لا شيء سينتهي سوى العدو. ولا توجد نهاية لهذه المعركة اذا كانت معركة ولا نهاية لهذه الحرب اذا كانت حربا إلا بنهاية العدوان والإحتلال أي بنهاية العدو حتى إذا توقف القتال لأيام أو حتى لأشهر. وعلى ذلك لا يمكنني أن أتوقع بل لم أعد أتعامل مع الأمور بلغة التوقع. أستطيع أن أقول لك بكل بساطة ان العدو لن ينتصر أبدا ولن يحقق أي هدف ولن يثبت أي واقع ولن يستقر له أي أمر ولن يحلم حقيقة لا بانتصار عسكري ولا سياسي ولا أخلاقي ولا معنوي وهو مهزوم استراتيجيا بشكل مؤكد وحاصل وغير قابل للرد. ثم ان طوفان الأقصى بالذات استراتيجي بكل الأبعاد وما يقوم به العدو لا يتعدى كله التكتيكي بكل الأبعاد وكل شيء سيزيده على التخبط تخبطا. 
نسبة كبيرة من الناس تشاركك هذا الاعتقاد ولكن الحاجة إلى الاستشراف الذي تتحدث عنه تتطلب تقديم أفكار وقراءة؟ 
كل ما بوسعي في الوقت الحاضر هو قول ما يلي:  كما يقال إذا أردت أن تروج لكذبة فاجعل الصحافة تروجها لك، طبعا مع طلب العفو فلا قصد مباشر من وراء هذا القول، وإنما قياسا على ذلك أردت أن أقول: إذا أرادت هذه الأمة أن تنتصر فعليها يقينا أن توقن بالنصر وأن تعمل عليه وخاصة أن تجعل العدو يستسلم لقناعة انه زال من النفوس والعقول (زال وليس زائل أو سيزول) ولا بقاء له ولا قبول به وان كل المسألة مسألة وقت. فإن كل خطوة إلى القدس خطوة إلى النفس وإن الخطوة إلى المقدس هي الخطوة الأقدس وإن أقصر الطرق إلى النصر طريق القدس. وأذكر انني كتبت ذلك قبل سنوات في مقال ما.
واليوم أقول لك كل شيء أصبح حتميا في سيناريو وحقيقة النصر فقط. كان يمكن أن أتحدث عن الممكن لأنه في العادة لا يجوز الجزم في الشؤون العسكرية ولا حتى من زاوية دراسات الحرب لم أعد أعتمد كثيرا على أية مقاييس. والأمر مرهون في عدة أمور من بينها زيادة عدد أسرى العدو وقتلاه وتفككه الداخلي ومعه أمريكا ومن بينها أن يتكرر النموذج اليمني أو ما شابه في مضيق هرمز أو في أروقة أخرى ومن بينها استحالة عودة مئات الآلاف من المغتصبين المستعمرين إلى عدة مناطق في الشمال وفي الجنوب على أراضينا المحتلة وعدة أمور أخرى جيواستراتيجية. ولكن أيضا عامل اقدام العدو على أي حماقة تهدد أهلنا في جنوب غزة مثل شمالها في إطار التهجير وأي حماقة تهدد بنية القرار في سوريا أو لبنان أو اليمن أو حتى في أي مكان آخر حول فلسطين المحتلة. وأما العامل الحاسم حسما قطعيا كليا هو اقدام هذا العدو على أي محاولة لتغيير واقع المقدسات تغييرا كبيرا أو حتى مجرد انتهاكها وخاصة في شهر رمضان المعظم المقبل.
وبالمناسبة قد لا نتوصل إلى قانون مكافحة الخيانة العظمى للحق الفلسطيني قبل حصول التحرير الكبير. وعلى أي حال لا أتمنى أن نفشل في ذلك ويسجل التاريخ عارنا الذي لا يمحى. فإن العدو إلى زوال في كل الحالات حتى إذا استمر لوقت أطول خارج هذا الذي أراه.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

أعلنت الإدارة العامة للحرس الوطني في بلاغ لها اليوم انه منذ بداية السنة الحالية تمت  إعادة قرابة
14:51 - 2024/05/11
ينعقد اليوم السبت منتدى دولي لدعم فلسطين والمقاومة تحضره شخصيات عربية ودولية وقيادات في الفصائل ا
07:00 - 2024/05/11
 مع بداية توسع شركة تورنيتين التي استحوذت عليها عائلة نيوهاوس الصهيونية أصبحت العديد من الشركات ا
07:00 - 2024/05/11
الوزير المنجي سليم، وبعد أن عيّنه الرئيس بورقيبة في 1963 وزيرا للخارجية..
07:00 - 2024/05/11
في الوقت الذي يتحدّى فيه رئيس وزراء الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وزمرته المتطرفة كل التحذي
07:00 - 2024/05/11
وافق المجلسان الحربي والوزاري المصغر للشؤون الأمنية في الكيان الصهيوني، على توسيع العملية العسكري
07:00 - 2024/05/11
في خطوة تشكل كابوسا أمنيا على الكيان الصهيوني ، هددت مصر بقوة لأول مرة بإلغاء اتفاقية السلام أو م
07:00 - 2024/05/11