كشفها القبض على خلية لاستقطاب الفقراء.. أسرار مافيا بيع الأعضاء بين تونس وتركيا
تاريخ النشر : 13:20 - 2023/08/15
تم اصدار بطاقات ايداع بالسجن ضد عناصر متورطة في بيع أعضاء بشرية و استقطاب الفقراء لبيع أعضاء من أجسادهم مقابل الحصول على مبالغ مالية مع افتكاك جوازات سفرهم ...
تونس –الشروق :
قضية بيع تونسيين لأعضائهم كشفت عن عربدة مافيا دولية تنشط بين تونس و تركيا تقوم بشراء أعضاء بشرية مقابل مبالغ مالية و قد تم اصدار بطاقات ايداع بالسجن ضد عدد من المتورطين في هذه الجريمة البشعة التي يكون ضحيتها الفقراء و من جهتها قالت ادارة الحرس الوطني في بلاغ لها انه بناء على توفر معلومات لدى وحدات الإدارة العامة للحرس الوطني مفادها وجود شبكة تنشط في مجال تجارة الاعضاء والاتجار بالبشر بين البلاد التونسية وبلد أجنبي منذ سنة 2018. تمكنت الوحدات المركزية بمشاركة نظيرتها بولاية القصرين من التعريف بأطراف هذه العصابة التي يترأسها نفر أجنبي الجنسية متواجد خارج البلاد التونسية ويعاضده في نشاطه الاجرامي وسيطان أجنبيّان و4 وسطاء تونسيين.
و أضافت ادارة الحرس أنه وبالتنسيق مع وحدات مختصة للحرس الوطني بفوشانة، وسوسة، والمهدية، وفريانة وقرمبالية تم القاء القبض على الوسطاء التونسيين الاربعة و3 اشخاص سبق أن تحولوا خارج حدود الوطن للإتجار بأعضائهم.و بمراجعة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين أذنت باتخاذ الإجراءات القانونية في شأنهم.
و حسب مصدر أمني «للشروق» فقد تم التحقيق مع مظنون فيهم من ولايات القصرين (فريانة) ونابل (قرمبالية) والعاصمة والمهدية وسوسة، ليكشف عن وسطاء بين من ينوي بيع أعضائه في تونس مع مدبر هذه العمليات وهو شخص تركي-سوري مشيرا ان عملية التواصل بين أعضاء الشبكة تقوم أساسا عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، باستعمال حسابات وهمية يتفق فيها المنخرطون ضمن الشبكة على التفاصيل المادية واللوجستية للعملية.
الجرائم
و بعد الكشف عن وجود مافيا لبيع الاعضاء تنشط بين تونس و تركيا و ضحاياها من التونسيين تم التحقيق مع عدد منهم و رغم ذلك لم يتم الاطاحة بكبار المتورطين في هذه الشبكة التي استغلت فقرهم و احتياجهم للسطو على أعضائهم .
وعلمت «الشروق» في تحقيق سابق من مصدرها المطلع أن التحقيق سيتواصل كما اعترف الضحية بأنه قام ببيع أعضائه بعد العثور على صفحة في شبكة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك وتمكن من السفر الى تركيا بمساعدة أعضاء الصفحة الذين وفروا له كل مستلزمات السفر من تذكرة الطيران مرورا بمصاريف النزل وصولا لدفع كل تكاليف الرحلة.و أضاف محدثنا أن هناك عشرات المطالب لتونسيين لبيع أعضائهم وقد قاموا بارسال رسائل سرية الى الصفحات الفايسبوكية التي تروّج لبيع الاعضاء في تونس متطرقا ايضا الى ما يعرف بعربدة مافيا تجارة الأعضاء التي تمكنت خاصة ما بعد الثورة من استغلال فقر و بؤس تونسيين لحثهم على التنازل عن أعضائهم مقابل مبالغ مالية لا تكفيهم حتى للعلاج من آثار العمليات التي تتم داخل التراب التركي كما يتم أيضا قطع الاتصال بهم بمجرد انتهاء عملية نقل العضو للشخص الذي سيتولى دفع الاموال .
أين الشبكة ؟
و تتكون مافيا بيع و تجارة الاعضاء من تونسيين و ليبيين و أتراك و موريتانيين و تتوزع عناصرها على شبكات التواصل الاجتماعي و مهمتهم اصطياد الضحايا و اقناعهم ببيع أعضائهم مستغلين حاجاتهم المادية حيث يتولون القيام بدراسة حول كل شخص يرغب في بيع أعضائه حتى لا يتم التفطن اليهم من قبل الاجهزة الامنية ويذكر أن المعلومات الاولية التي تحصلت عليها « الشروق « في تحقيقها السابق في جزئه الاول كشفت ان مافيا تجارة الأعضاء تقوم باختيار ضحاياها من الأحياء الفقيرة و المناطق الهشة و يتم استدراجهم في تونس عبر موقع و صفحتين في شبكة التواصل الاجتماعي « الفايسبوك « و يتم اعلامهم بأنه يتم بيع أعضائهم اثر عمليات جراحية تتم في مصحة خاصة في اسطنبول و تتم عملية الاقامة في نزل بنفس المدينة و يتم عرض المبالغ التالية عليهم :
ـ الكلية : 16 الف دولار اي ما يقارب 50 الف دينار
ـ جزء من الكبد : بين 20 و 25 الف دولار اي ما يقارب 75 الف دينار
ـ نخاع العظام : أكثر من 50 الف دولار اي ما يقارب 160 الف دينار
ـ جزء من البنكرياس : يباع ب20 الف دولار اي ما يعادل 65 الف دينار
عمليات سابقة
انطلقت العملية حين تم اعلام الوحدات الامنية للحرس الوطني بزغوان عن وجود مبلغ مالي في منزل المواطن « أ.م» الذي يعاني منذ فترة من مشاكل مادية لكن أصبح مؤخرا يقوم بشراء أمتعة و مواد غذائية و تغير نمط حياته ليقوم اعوان الامن بمراقبته ثم فتح تحقيق ضده لمعرفة مصادر امواله ليتم الكشف عن احدى اكبر القضايا التي تهدد التونسيين و هي استغلال الفقراء و المحتاجين لبيع أعضائهم بمقابل مادي و حسب اعترافات المتبرع الذي قال « نعم لقد بعت كليتي ثم جزءا من جهازي التناسلي و كان من المفروض أن أسافر الاسبوع القادم لإجراء عملية ثانية لبيع باقي الجهاز كما أني مستعد لبيع كامل جسدي بمبالغ مالية فالفقر و الحاجة أنهكتني كما أني وجدت شابا تونسيا اصيل ولاية القيروان قام بدوره ببيع نخاعه الشوكي لرجل أعمال تونسي يعاني من مرض السرطان و تحصل على اكثر من 100 الف دينار « .
كما تقوم عناصر الشبكة التي تتولى التنسيق بين المتبرع الذي سيبيع جزءا من أعضائه بمقابل مالي و بين الذي سيقوم بشراء العضو بتوفير مصاريف السفر من تونس الى تركيا و أيضا مصاريف الاقامة و التنقل داخل مدينة اسطنبول التركية كما يتم مراقبة المتبرع الى حين اجراء العملية خوفا من فراره أو تراجعه عن بيع أعضائه كما اعترف الشاب التونسي اصيل ولاية زغوان انه تحصل فقط على 1500 دولار اي ما يقارب 5 آلاف دينار كتسبقة قبل اجراء عملية استئصال احدى خصيتيه .
و حسب التحقيق الذي قامت به « الشروق « فان الشاب التونسي الذي قام ببيع أعضائه سافر الى تركيا بالتنسيق مع رجل أعمال موريتاني و التقيا في اسطنبول بحضور شخصين أحدهما ليبي و الثاني يحمل الجنسية التركية و تم إبرام عقد زواج وهمي مع ابنة الموريتاني حتى يتسنّ له التبرع خاصة ان القانون التركي يمنع التبرع خارج إطار القرابة العائلية و كان من المنتظر أن يتم تمزيق عقد الزواج المزيف بعد اجراء العملية الثانية لاستئصال جزء من الجهاز التناسلي للشاب و لكن وحدات الحرس الوطني بزغوان تفطنت للعملية و تم القبض على المتبرع الذي اعترف بمراحل بيع أعضائه و رحلته من تونس نحو تركيا وصولا الى غرفة العمليات بمصحة خاصة .
و في هذا الإطار اكد مصدرنا ان مافيا الأعضاء تنشط بين اربع دول و هي كل من تونس و ليبيا و موريتانيا و تركيا و هو ما جعل السلطات التونسية تقرر مراسلة الإنتربول و الاجهزة التركية للتعاون فيما بينهم للقبض على العناصر المتورطة في استدراج التونسيين و استغلال الظروف المادية لعدد منهم لإقناعهم ببيع أعضائهم لرجال أعمال و أثرياء عرب و خليجيين و أجانب مضيفا أنه تم أيضا استدراج عدد من الشباب من باقي الولايات.

تم اصدار بطاقات ايداع بالسجن ضد عناصر متورطة في بيع أعضاء بشرية و استقطاب الفقراء لبيع أعضاء من أجسادهم مقابل الحصول على مبالغ مالية مع افتكاك جوازات سفرهم ...
تونس –الشروق :
قضية بيع تونسيين لأعضائهم كشفت عن عربدة مافيا دولية تنشط بين تونس و تركيا تقوم بشراء أعضاء بشرية مقابل مبالغ مالية و قد تم اصدار بطاقات ايداع بالسجن ضد عدد من المتورطين في هذه الجريمة البشعة التي يكون ضحيتها الفقراء و من جهتها قالت ادارة الحرس الوطني في بلاغ لها انه بناء على توفر معلومات لدى وحدات الإدارة العامة للحرس الوطني مفادها وجود شبكة تنشط في مجال تجارة الاعضاء والاتجار بالبشر بين البلاد التونسية وبلد أجنبي منذ سنة 2018. تمكنت الوحدات المركزية بمشاركة نظيرتها بولاية القصرين من التعريف بأطراف هذه العصابة التي يترأسها نفر أجنبي الجنسية متواجد خارج البلاد التونسية ويعاضده في نشاطه الاجرامي وسيطان أجنبيّان و4 وسطاء تونسيين.
و أضافت ادارة الحرس أنه وبالتنسيق مع وحدات مختصة للحرس الوطني بفوشانة، وسوسة، والمهدية، وفريانة وقرمبالية تم القاء القبض على الوسطاء التونسيين الاربعة و3 اشخاص سبق أن تحولوا خارج حدود الوطن للإتجار بأعضائهم.و بمراجعة النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالقصرين أذنت باتخاذ الإجراءات القانونية في شأنهم.
و حسب مصدر أمني «للشروق» فقد تم التحقيق مع مظنون فيهم من ولايات القصرين (فريانة) ونابل (قرمبالية) والعاصمة والمهدية وسوسة، ليكشف عن وسطاء بين من ينوي بيع أعضائه في تونس مع مدبر هذه العمليات وهو شخص تركي-سوري مشيرا ان عملية التواصل بين أعضاء الشبكة تقوم أساسا عبر شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، باستعمال حسابات وهمية يتفق فيها المنخرطون ضمن الشبكة على التفاصيل المادية واللوجستية للعملية.
الجرائم
و بعد الكشف عن وجود مافيا لبيع الاعضاء تنشط بين تونس و تركيا و ضحاياها من التونسيين تم التحقيق مع عدد منهم و رغم ذلك لم يتم الاطاحة بكبار المتورطين في هذه الشبكة التي استغلت فقرهم و احتياجهم للسطو على أعضائهم .
وعلمت «الشروق» في تحقيق سابق من مصدرها المطلع أن التحقيق سيتواصل كما اعترف الضحية بأنه قام ببيع أعضائه بعد العثور على صفحة في شبكة التواصل الاجتماعي «الفايسبوك وتمكن من السفر الى تركيا بمساعدة أعضاء الصفحة الذين وفروا له كل مستلزمات السفر من تذكرة الطيران مرورا بمصاريف النزل وصولا لدفع كل تكاليف الرحلة.و أضاف محدثنا أن هناك عشرات المطالب لتونسيين لبيع أعضائهم وقد قاموا بارسال رسائل سرية الى الصفحات الفايسبوكية التي تروّج لبيع الاعضاء في تونس متطرقا ايضا الى ما يعرف بعربدة مافيا تجارة الأعضاء التي تمكنت خاصة ما بعد الثورة من استغلال فقر و بؤس تونسيين لحثهم على التنازل عن أعضائهم مقابل مبالغ مالية لا تكفيهم حتى للعلاج من آثار العمليات التي تتم داخل التراب التركي كما يتم أيضا قطع الاتصال بهم بمجرد انتهاء عملية نقل العضو للشخص الذي سيتولى دفع الاموال .
أين الشبكة ؟
و تتكون مافيا بيع و تجارة الاعضاء من تونسيين و ليبيين و أتراك و موريتانيين و تتوزع عناصرها على شبكات التواصل الاجتماعي و مهمتهم اصطياد الضحايا و اقناعهم ببيع أعضائهم مستغلين حاجاتهم المادية حيث يتولون القيام بدراسة حول كل شخص يرغب في بيع أعضائه حتى لا يتم التفطن اليهم من قبل الاجهزة الامنية ويذكر أن المعلومات الاولية التي تحصلت عليها « الشروق « في تحقيقها السابق في جزئه الاول كشفت ان مافيا تجارة الأعضاء تقوم باختيار ضحاياها من الأحياء الفقيرة و المناطق الهشة و يتم استدراجهم في تونس عبر موقع و صفحتين في شبكة التواصل الاجتماعي « الفايسبوك « و يتم اعلامهم بأنه يتم بيع أعضائهم اثر عمليات جراحية تتم في مصحة خاصة في اسطنبول و تتم عملية الاقامة في نزل بنفس المدينة و يتم عرض المبالغ التالية عليهم :
ـ الكلية : 16 الف دولار اي ما يقارب 50 الف دينار
ـ جزء من الكبد : بين 20 و 25 الف دولار اي ما يقارب 75 الف دينار
ـ نخاع العظام : أكثر من 50 الف دولار اي ما يقارب 160 الف دينار
ـ جزء من البنكرياس : يباع ب20 الف دولار اي ما يعادل 65 الف دينار
عمليات سابقة
انطلقت العملية حين تم اعلام الوحدات الامنية للحرس الوطني بزغوان عن وجود مبلغ مالي في منزل المواطن « أ.م» الذي يعاني منذ فترة من مشاكل مادية لكن أصبح مؤخرا يقوم بشراء أمتعة و مواد غذائية و تغير نمط حياته ليقوم اعوان الامن بمراقبته ثم فتح تحقيق ضده لمعرفة مصادر امواله ليتم الكشف عن احدى اكبر القضايا التي تهدد التونسيين و هي استغلال الفقراء و المحتاجين لبيع أعضائهم بمقابل مادي و حسب اعترافات المتبرع الذي قال « نعم لقد بعت كليتي ثم جزءا من جهازي التناسلي و كان من المفروض أن أسافر الاسبوع القادم لإجراء عملية ثانية لبيع باقي الجهاز كما أني مستعد لبيع كامل جسدي بمبالغ مالية فالفقر و الحاجة أنهكتني كما أني وجدت شابا تونسيا اصيل ولاية القيروان قام بدوره ببيع نخاعه الشوكي لرجل أعمال تونسي يعاني من مرض السرطان و تحصل على اكثر من 100 الف دينار « .
كما تقوم عناصر الشبكة التي تتولى التنسيق بين المتبرع الذي سيبيع جزءا من أعضائه بمقابل مالي و بين الذي سيقوم بشراء العضو بتوفير مصاريف السفر من تونس الى تركيا و أيضا مصاريف الاقامة و التنقل داخل مدينة اسطنبول التركية كما يتم مراقبة المتبرع الى حين اجراء العملية خوفا من فراره أو تراجعه عن بيع أعضائه كما اعترف الشاب التونسي اصيل ولاية زغوان انه تحصل فقط على 1500 دولار اي ما يقارب 5 آلاف دينار كتسبقة قبل اجراء عملية استئصال احدى خصيتيه .
و حسب التحقيق الذي قامت به « الشروق « فان الشاب التونسي الذي قام ببيع أعضائه سافر الى تركيا بالتنسيق مع رجل أعمال موريتاني و التقيا في اسطنبول بحضور شخصين أحدهما ليبي و الثاني يحمل الجنسية التركية و تم إبرام عقد زواج وهمي مع ابنة الموريتاني حتى يتسنّ له التبرع خاصة ان القانون التركي يمنع التبرع خارج إطار القرابة العائلية و كان من المنتظر أن يتم تمزيق عقد الزواج المزيف بعد اجراء العملية الثانية لاستئصال جزء من الجهاز التناسلي للشاب و لكن وحدات الحرس الوطني بزغوان تفطنت للعملية و تم القبض على المتبرع الذي اعترف بمراحل بيع أعضائه و رحلته من تونس نحو تركيا وصولا الى غرفة العمليات بمصحة خاصة .
و في هذا الإطار اكد مصدرنا ان مافيا الأعضاء تنشط بين اربع دول و هي كل من تونس و ليبيا و موريتانيا و تركيا و هو ما جعل السلطات التونسية تقرر مراسلة الإنتربول و الاجهزة التركية للتعاون فيما بينهم للقبض على العناصر المتورطة في استدراج التونسيين و استغلال الظروف المادية لعدد منهم لإقناعهم ببيع أعضائهم لرجال أعمال و أثرياء عرب و خليجيين و أجانب مضيفا أنه تم أيضا استدراج عدد من الشباب من باقي الولايات.