مع الشروق .. جنين تقاوم وتفاجئ الاحتلال

مع الشروق .. جنين تقاوم وتفاجئ الاحتلال

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/06/20

في جريمة صهيونية بشعة جديدة ومن خلال عدوان بري وجوي على جنين، استشهد 5 فلسطينيين بعد معارك ضارية استخدمت فيها المقاومة كمائن غير مسبوقة لقوات الاحتلال الاسرائيلي التي اضطرّت الى المغادرة على عجل.
من الواضح أن مدينة جنين، أصبحت رمزا للمقاومة في الضفة الغربية وهاجسا وصداع في الرأس للكيان الصهيوني، الذي أصبح يقتحمها بشكل عنيف ، كل اسبوع ان لم نقل يوميا للحد من تحوّلها الى منطقة مقاومة خارجة عن السيطرة.
التخوّف الصهيوني من مقاومة جنين، جعلها تستخدم القصف الجوي في العملية الأخيرة  لأول مرة منذ 2002، وهو ما يعني تعاظم قوة المقاومة هناك والتي اشتدت صلابتها كثيرا وأصبحت توجّه ضربات جريئة لقوات الاحتلال.
ففي الاقتحام الأخير الذي جدّ فجر أمس، نصبت المقاومة الفلسطينية في مدينة جنين كمينا محكما لقوات الاحتلال التي اقتحمت المخيم، وأوقع 7 إصابات مؤكدة بين قوات الاحتلال الاسرائيلي.
والجديد بالنسبة للمقاومة هو تطوير استخدام العبوات الناسفة، من إلقائها على الآليات إلى زرعها، حيث يمكن أن تزن تلك العبوات الناسفة عشرات الكيلوغرامات وتفجيرها ضد الآليات المدرعة.
كمين المقاومة أحدث صدى كبيرا سواء لدى الفلسطينيين او لدى الكيان الصهيوني واعلامه، والمعادلة الجديدة باتت كالتالي، "عرين الأسود" ممنوع على ضباع الاحتلال دخوله و إلا فالثمن باهظ.
الاعلام العبري سارع للتحدّث عن هذه الأحداث، و ذكرت وسائل إعلام أمس، أنّ "ما حدث في جنين استثنائي جداً من حيث نوعية العبوة الناسفة وتفجيرها عن بعد واستدعاء مروحية لتنفيذ الإخلاء"، مضيفةً أنّ ذلك "يذكّر بالأيام الأليمة في جنوب لبنان". 
أما على الجانب الفلسطيني فقد قال الناطق العسكري لسرايا القدس، أبو حمزة، إنّ "الفعل البطولي لأبطال سرايا القدس يعكس العجز الصهيوني أمام حجم الإصرار الفلسطيني على مواصلة الكفاح وطريق الجهاد حتى دحر الاحتلال عن فلسطين من بحرها إلى نهرها".
جنين ومخيّمها باتا في الفترة الأخيرة ، في صدارة الأحداث في الأراضي المحتلة، لاستهدافهم الممنهج من الاحتلال اولا، و لصمودهم في وجه الغطرسة الصهيونية ثانيا، ما يعني تحوّلهم الى رمز للمقاومة ولكسر هيبة الكيان الصهيوني.
ما يسعى إليه الكيان الصهيوني في الضفة الغربية، هو قتل أي نفس مقاوم حتى يتسنى له استكمال مخططاته المتعلقة بالاستيطان والتي تسارعت كثيرا مؤخرا ، وتغيير وضعية المسجد الأقصى، لكن هيهات المقاومة بالمرصاد.
في الحقيقة لا يمكن فصل ما يحدث في الضفة الغربية وجنين خاصة عن ما يحدث في قطاع غزة وجنوب لبنان، فأجواء الحرب باتت تخيّم  على الوضع وقد تكون هذه الأحداث مقدّمة لمواجهة شاملة مع الكيان الصهيوني.
وقبل أيام ، أوضح رئيس المجلس التنفيذي لـ"حزب الله" اللبناني هاشم صفي الدين، أن "رسالتهم لإسرائيل هي بأن أي زلة نتيجة حسابات خاطئة من قبل إسرائيل، فإن قوات الحزب ستدخل الجليل".
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك