مع الشروق .. روسيا في القمّة العربية !

مع الشروق .. روسيا في القمّة العربية !

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/05/22

في لقاء يهم العرب دون سواهم ، ويبحث أوضاعهم الداخلية دون غيرهم، وفي وضع إقليمي ودولي على غاية من التعقيد ، انعقدت الدورة الـ32 للقمة العربية في ظل أزمتين عربيتين رئيسيتين : النزاع في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع ، والنزاع المتواصل في اليمن منذ أكثر من ثماني سنوات ، تنضاف إليها دوليا الحرب الروسية الأوكرانية التي ألقت بظلالها وتحالفاتها على الأمة العربية..
في هذا الظرف الإقليمي والعالمي بقواه الجديدة الصاعدة ، التأمت القمة العربية في السعودية الساعية إلى تعزيز موقعها الدبلوماسي في الشرق الأوسط وخارجه بعد أعادة علاقاتها  مع إيران ، والحريصة على فسخ صورة خاشقجي من الذاكرة العالمية ، مستضيفة بشار الأسد حليف روسيا ، وزيلنسكي عدوها لتضع كل من حليف " الدب الروسي " الأول في المنطقة، في نفس القاعة مع عدوه الأول خارج المنطقة.
السعودية ربما أرادت بهذه الاستضافة تحقيق " نوع من التوازن، فبعد الصلح مع الأسد الذي يثير السرور في موسكو وطهران، كان من الضروري بعث السرور أيضا في واشنطن والعواصم الأوروبية، ومن هنا تأتي دعوة زيلنسكي" حسب بعض المحللين ، فيما أضاف البعض الآخر قوله " ما فعله بن سلمان يضرب في صميم الموقف الحيادي للجامعة العربية من الصراع الأوكراني الروسي ومساعيها السابقة في الوساطة بين الطرفين بل وربما بغرض دفع الطرفين للتفاوض..".
حضر حليف روسيا العائد للعائلة العربية بعد أكثر من 10  سنوات ، مع عدو روسيا زيلنسكي الذي جاب العالم بحثا عن الطائرات والراجمات ، لينتهي به المطاف في قمّة عربية تلتئم في وضع معقد متهما بعض الزعماء العرب بـ”غض الطرف” عن تصرفات روسيا في بلده ، مجددا تأكيد موقف المملكة الداعم لكل ما يسهم في خفض حدة الأزمة في أوكرانيا ، حاثا الدول العربية على دعم مبادرته للسلام لإنهاء الحرب الروسية على بلاده كما قال ..
    المواقف العربية من هذه الزيارة غابت تقريبا، فباستثناء موقف الديبلوماسية الجزائرية التي وجهت رسائل غير مباشرة عبر بعض القنوات الإعلامية أشارت فيها إلى امتعاضها الشديد من هذه الخطوة التي تضع العرب في حرج، لازم الزعماء العرب الصمت  بمن في ذلك النظام السوري حليف روسيا التي تدخلت لحمايته وإنقاذه من السقوط.. لازم الزعماء العرب صمتهم لتسجل روسيا حضورها في القمّة العربية بالغياب ..
روسيا لم تبلغها دعوة للحضور ، لكنها حاضرة وبقوة من خلال  بشار الأسد أولا ، وثانيا زيلنسكي الذي لن يكسب شيئا في هذا اللقاء العربي العاجز على دعم دولة فلسطين العربية الأبية ، لن يكسب شيئا اللهم اعترافه بفشله مع كل الدول الداعمة له في هذه الحرب العالمية التي تشنها وبالوكالة أمريكا وأغلب الدول الغربية ضد روسيا على الأراضي الأوكرانية وعلى حساب الشعب الأوكراني ..
راشد شعور

تعليقات الفيسبوك