مع الشروق .. سوريا والعرب والصفاقة الأمريكية

مع الشروق .. سوريا والعرب والصفاقة الأمريكية

تاريخ النشر : 07:00 - 2023/05/09

 لا ندري هل أن سوريا عادت الى الجامعة العربية أم أن الحقيقة هي أن العرب عادوا الى سوريا؟ في كلتا الحالتين ، وحده الصمود الأسطوري السوري أمام المؤامرة الكونية وجحافل الإرهابيين ما أوصلنا اليوم الى هذه اللحظة التاريخية.
قد تكون المصالح الخاصة لكل دولة على حدة ما جعل العرب يهرولون مجددا الى دمشق حتى من كان رأس الحربة بالأمس في التآمر عليها، ولكنّ الحقيقة الثابتة التي لا غنى عنها أن سوريا حجر زاوية رئيسي في كل ما يمكن أن يكون أمنا وسلاما للعرب وللشرق الأوسط.
وكما كان الهجوم على سوريا وتدميرها دون أسباب ولا حجج، كانت عودتها الى الجامعة العربية بلا شروط ، بل كانت بعزّة وكرامة من جار عليه قومه فتحمّل الأذى وترك للزمن وحده معرفة الحقيقة.
ومهما يكن ما حصل فسوريا تعاملت اليوم مع جيرانها العرب بمبدإ عفا الله عمّا سلف، لكن المثير للاشمئزاز هو الصّلف الأمريكي اللامتناهي والإمعان في الغطرسة الإمبريالية وحشر أنفها في الأمر ورفض عودة دمشق للجامعة العربية.
سوريا عادت الى الجامعة العربية والرابح هم العرب في النهاية فمن يترك النار تدبّ في بيت جاره ستطاله يوما لا محالة ولا أمان له، لكن الخاسر الأكبر هو الولايات المتحدة الامريكية والكيان الصهيوني.
في الحقيقة، الأمريكان والصهاينة بدأوا يتلقّون ضربات موجعة جدا في الشرق الاوسط، فمن المصالحة السعودية التي كانت بمثابة الأرضية الصلبة التي يمكن لكل دول المنطقة البناء عليها وصولا إلى مصالحة العرب مع دمشق وإعادتها مرفوعة الرأس الى الجامعة العربية، لم يعد هناك مجال للشكّ أن رياح التغيير هبّت على الشرق الاوسط.
وأولى نسائمه هو فشل واشنطن في الضغط على حلفائها الخليجيين وخاصة السعودية التي تقف على رأس قائمة المتمرّدين على الأوامر الامريكية -وهذا من حقّها بل ومن حكمة قيادتها الجديدة- في منع المصالحة مع ايران أولا ثم في اعادة سوريا الى البيت العربي ثانيا.
إنها هزيمة مدوّية لأمريكا في عقر "دارها"، و أصبحت تعيش على وقع مرارة انحسار نفوذها في الشرق الأوسط لصالح الصين وروسيا حيث أكبر حلفائها –الرياض وأبوظبي- باتوا أعضاء في منظمة "شنغهاي" وربما في "البريكس" قريبا.
والحقيقة الواضحة اليوم أن أغلب حلفاء أمريكا الرئيسيين في الشرق الاوسط باتوا يبنون مسارا سياسيا خاصا بهم بعيدا عن الرؤية الامريكية القائمة على التبعية والابتزاز (ما فعله ترامب مع السعودية).
والأكثر من ذلك أنهم يصرّحون بشكل واضح أن الشرق (الصين وروسيا) لم يعودوا أعداء (أيديولوجيين خاصة) كما صوّرتهم واشنطن منذ عقود، بل أصبحوا شركاء اقتصاديين استراتيجيين وربما أمنيين أيضا (قاعدة صينية في أبوظبي).
الآن نحن أمام معادلة جديدة في المنطقة وهي أولا عودة التحالف الرباعي الذي يضم القاهرة والرياض وبغداد ودمشق وثانيا المضي في مصالحة حقيقية بين المذهبين السني والشيعي وهذا يعني إنهاء الابتزاز الأمريكي.
بدرالدّين السّيّاري 

تعليقات الفيسبوك