مع الشروق.. الحرب الروسية الأوكرانية ومعركة «اليوم العظيم» (ارمجيدون)

مع الشروق.. الحرب الروسية الأوكرانية ومعركة «اليوم العظيم» (ارمجيدون)

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/10/06

اثارت تصريحات وزيرة المساواة بإسبانيا مؤخرا بشأن " حق الأطفال في معرفة أجسادهم وممارسة الجنس مع أي شخص " جدلا واسعا في العالم سرعان ما تلقفته مستشارة الخارجية الروسية التي وصفت الوزيرة الاسبانية بـ " وحوش القرن الحادي والعشرين " .
وتعيش اوروبا منذ اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية في فيفري الماضي على وقع حرب طاحنة بين روسيا واوكرانيا بمشاركة الغرب استعملت فيها كل الادوات والوسائل العسكرية والاقتصادية وحتى الاخلاقية والثقافية كما هو جلي في تصريحات العديد من الشخصيات الروسية على غرار المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا والفيلسوف الروسي الكسندر دوغين الذي يوصف بأنه “ العقل المدبر " للرئيس الروسي فلاديمير بوتين …
منذ اسبوعين علقت المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على تصريح وزيرة المساواة الإسبانية، إيرين مونتيرو، بشأن "حق الأطفال في معرفة أجسادهم وممارسة الجنس مع أي شخص" فكتبت على حسابها على موقع تيليغرام " هؤلاء وحوش القرن الحادي والعشرين " متهمة الوزيرة الاسبانية والغرب عموما بتقنين الميل الجنسي للاطفال او ما يعبر عنه بـ " البيدوفيليا " بمعنى ان الحظر المفروض على الاعتداء الجنسي على الأطفال هو شكل من أشكال العنف المجتمعي ضدهم، ومن حق الأطفال ممارسة الجنس مع الكبار.. 
وتتهم روسيا في حربها على اوكرانيا سعي الغرب الى نشر الشذوذ الجنسي والانحلال الاخلاقي بين المجتمع الروسي عبر الاوكرانيين وهو ما دفعها الى تأمين حدودها من هذه الآفة ووضع حد لنظام زيلنسكي الذي يرى فيه انصار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شاذا ومهرجا . ويتجلى هذا الموقف في تدوينات العديد من الناشطين الروس على مواقع التواصل الاجتماعي بتصوير الرئيس الاوكراني وعديد الشخصيات الاوكرانية في مظاهر شاذة وغريبة .
وقبل تعليق المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية على التصريحات الصادمة لوزيرة المساواة بإسبانيا فاجأ الفيلسوف الروسي ألكسندر دوغين، المعروف بــ " عقل " بوتين المدبر الرأي العام الدولي بمنشور عبر مدونته الخاصة يقول فيه ان معركة هرمجدون او حرب اليوم العظيم ونهاية العالم اقتربت داعيا المسلمين والمؤمنين عموما للتحالف مع روسيا في معركتها الحاسمة ضد أتباع “المسيح الدجال”، حسب وصفه ، مضيفاً، أن “روسيا في حالة حرب مع حضارة معادية للدين، تحارب الله وتقلب أسس القيم الروحية والأخلاقية: الله، والكنيسة، والعائلة، والجنس، والإنسان”. 
وعدّد الفيلسوف الروسي الأسباب التي سرّعت -على حد قوله- بَدء الحرب العالمية الثالثة، وهي بالأساس الانحلال الاخلاقي الذي بلغه الغرب في وقتنا الحاضر، وفقاً لتعبيره. 
وتعود الحرب الثقافية والدينية والاخلاقية الدائرة اليوم بين روسيا والغرب في الحقيقة الى قرون عدة بعد انهيار الامبراطورية الرومانية الغربية وظهور الامبراطورية البيزنطية في القرن الخامس ميلاديا وتحول عاصمتها من روما في اوروبا الغربية الى القسطنطينية في اوروبا الشرقية ، ولكن حرب اليوم اخذت منحى اخر اقتصاديا وجيوسياسيا اكثر منه ايديولوجي وثقافي ، ولكن ، كما يقال في كل الحروب ، كل الادوات والاسلحة متاحة بما فيها الفكري او الثقافي والذي بدأه في الحقيقة المعسكر الغربي وذلك منذ اندلاع الحرب الروسية الاوكرانية لما توالت العقوبات الاقتصادية الغربية على روسيا وتعالت الاصوات المناهضة للآداب والفنون وحتى الرياضات الروسية … 
ولعل ما يخشاه العالم اليوم هو تحقق افكار او نبوءات الفيلسوف الروسي الكسندر دوغين حول ما يعرف بمعركة ارمجيدون او الحرب العالمية الثالثة !
محسن عبدالرحمان 
 

تعليقات الفيسبوك