مدارج قرطاج تهتز وتحلّق مع مجموعتي "ڨناوة" و"لاباس"

مدارج قرطاج تهتز وتحلّق مع مجموعتي "ڨناوة" و"لاباس"

تاريخ النشر : 15:29 - 2022/08/06

كانت سهرة الجمعة على مسرح قرطاج الدولي سهرة  الانتصار لقضايا الانسانية، والحرية والحب والسلام، وترجمة حياة المهمشبن والمغتربين والمعطلين والرافضين للسلط القمعية ، وهي أيضا سهرة الهوية الجزائرية التي حضرت بقوة ،  و صوت الرفض الخارج من عمق صحراء الجزائر. 

رغم  رحلة اغتراب بين كندا وفرنسا. استطاع كل من  الفنان ناجم بويزول ومجموعته "لاباس"، و أمازيغ كاتب مؤسس  مجموعة "قناوة ديفيزيون"  الموسيقية ان يبرهنا خلال سهرة الجمعة على تجذز هما  في صميم الهوية العربية، وبصمتهما في موسيقى ذات طابع خاص استطاعت أن تحقق نجاحات هامة وتحصد ملايين المشاهدات على اليوتيوب. 

كانت الإطلالة الأولى  حيّة  على  الركح مع مجموعة " لاباس"     لمؤسسها  الفنان المقيم في كندا ناجم بويزول ، الذي هز  الركح بصوته القوي وروحه الفنية العالية التي أثارت الجمهور وأغلبه من الفئات العمرية الشابة. فضلا عن استعماله الات موسيقية حديثة، وانفتاح أغانيه ذات الطابع الجزائري الأصيل على الموسيقى العصرية. مما منح أغانية خصوصية جعلت اللهجة الجزائرية تتثاقف مع اللغتين الفرنسية والإسبانية و تستلهم من الثقافة الافريقية و  حياة  الغجر  لتحاكي العالمية وتُقحم "فن الشارع " في  المدونة الموسيقية الكونية  ، وقد نجح ناجم بويزول الذي  فرض  لونه الغنائي على جمهور اليوتيوب في فرضه نفس اللون بنجاح  وإقناع وروح فنية عالية على مسرح قرطاج  إلى درجة لم تهدأ فيها الحركة حتى الواحدة بعد منتصف الليل تقريبا لدى مختلف الشرائح العمرية دون استثناء. 

 بعد فقرة ممتعة من  موسيقى  الشارع المبتكرة، واكب الجمهور الجزء الثاني مع موسيقى المضطهدين و  مجموعة "قناوة  بآلاتها الموسيقية المغاربية والافريقية، وقد ضاعف  مؤسسها الفنان أمازيغ كاتب  من تماوج المدارج واهتزازها  تفاعلا مع الآلات الموسيقية الالكترونية الصاخبة ، التي تناغمت مع صوت الرفض في أغانيه المعارضة للسلط القمعية، المنادية بالحرية، والناطقة بلسان من هم على هامش الحياة. والمستلهمة من  التراث الأمازيغي، التي أداها بثلاث لغات هي العربية والفرنسية والأنقليزية.  

وبين معاناة الانسان المغترب، والأوطان المكبلة بالقيود،والحرية المنشودة ، ومعاناة المفقرين، كشف أمازيغ كاتب عن قدرة صوتية عالية وعمق في كتابة أغانيه  اخترقت ركح قرطاج إلى قلوب المهمشين والمظلومين. 

ونشير في هذا المجال إلى أن  سهرة الجمعة كانت بعنوان "قناوة ديفيزيون " ، نسبة إلى  فرقة ڨناوة الجزائرية. التي  تأسست سنة 1992 على يد مجموعة من الشباب العاطلين  عن العمل من أبناء المهاجرين الجزائريين بفرنسا بمبادرة من مغني الفرقة وكاتب كلماتها أمازيغ كاتب وهو ابن الأديب الجزائري ياسبن كاتب ملهم الفرقة . 

وقد جمع العرض بين موسيقى الريقي الافريقية، والغناوة المغربية، والراب، والبانك روك التي اجتمعت في خلطة موسيقية ساحرة نابعة من جنوب صحراء الجزائر  جعلت الجمهور المتعطش للفرح بعد كابوس كورونا والوضع العام بالبلاد يتمسك بالبقاء ويرفض المغادرة. ويتفاعل مع مغازلة سياسية مررها  الفنان أمازيغ كاتب  في آخر فقرة غنائية  من خلال  استعمال  مصطلحات    ختمبه آخر أغانيه من قبيل الشعب يريد... قرطاج تريد في ما يشبه رسالة مباركة للشعب التونسي الذي برهن للعالم أنه الحاسم في تحديد مصيره. 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

أكدت الممثلة المسرحية والإعلامية الأردنية من أصل فلسطيني دلال فيّاض، أن المقاومة في غزة ستنتصر لأ
07:00 - 2024/05/05
فازت رواية "دفاتر الجيلاني ولد حمد" لصحبي كرعاني بجائزة الكومار الذهبي للرواية باللغة العربية الص
21:59 - 2024/05/04
انطلقت السينما التونسيّة في عرض فيلم "Back to Black"، الذي يرصد السيرة الذاتية للمغنيّة البريطاني
13:43 - 2024/05/04
بمناسبة معرض الرباط الدولي للكتاب سيصدر للدكتور محمد الجويلي كتاب جديد بعنوان " الرجل الذي حبل "
12:14 - 2024/05/04
المدينة وحالاتها المتعددة تعدد النظرات والأمزجة والحالات حيث القول بالفن والرسم والتلوين كمجالات
11:43 - 2024/05/04
أجمل القصص قطعا هي قصص الحب...وأروع القصص وأعذبها رغم محطات الألم فيها هي قصص الحب والغرام والصد
11:43 - 2024/05/04