مع الشروق.. الشعب الليبي ينتفض
تاريخ النشر : 07:00 - 2022/07/05
بعد أكثر من 10 سنوات من الفوضى و الاقتتال والمعاناة، يبدو أن الشعب الليبي نفد صبره وقرّر أن ينتفض على كل الطبقة السياسية بشرقها وغربها التي اكتفت بالتناحر على السلطة طيلة السنوات الماضية.
من هنا، لم يكن مفاجئا اندلاع مظاهرات غاضبة في طرابلس ومدن عدة في شرق ليبيا وغربها حيث بلغت ذروتها باقتحام مجلس النواب في طبرق وإضرام النار فيه مع الحديث أيضا عن اقتحام منزل رئيس البرلمان عقيلة صالح.
والجديد أنه وللمرة الأولى، يتّفق المحتجّون في الشرق والغرب على ضرورة رحيل الجسمين التشريعيين وهما مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وكذلك حكومتا عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا.
لكن الاختلاف الوحيد بين هؤلاء هو في البديل للأجسام القائمة الآن، فبينما طالب متظاهرو الشرق الليبي بتولي المجلس الرئاسي ورئيسه محمد المنفي السلطة في البلاد لحين إجراء انتخابات، كانت الدعوات للانتخابات هي السائدة في المنطقة الغربية.
رغم ذلك يبدو التصعيد هو عنوان المرحلة المقبلة للمتظاهرين الذين أعلنوا عزمهم على إزاحة جميع النخب الحاكمة عن السلطة وذلك عبر نصب الخيام في الميادين بالمدن وإعلان العصيان المدني.
في المقابل، لا تبدو النخب الحاكمة واعية الى الآن بخطورة الوضع الذي قد ينزلق الى حرب أهلية لا قدّر الله، بل وأكثر من ذلك يصرّ هؤلاء على التشبّث أكثر بالسلطة فبينما أدان مجلس النوّاب الأحداث الجارية، ناور الدبيبة كالعادة بدعوة جميع المؤسسات الى الانسحاب.
ولم تكلّف أي مؤسسة نفسها ( مجلس النواب، المجلس الأعلى للدولة، حكومة باشاغا، حكومة الدبيبة) حتى بالاعتذار للشعب الليبي واعلان الاستقالة، بل على العكس سيجنحون الايام المقبلة الى وصف المتظاهرين بالمندسين والمخرّبين.
فجميع رؤساء هذه المؤسسات دخلوا في عناد شخصي وصراع مرضي حول السلطة ولا ينوون التخلّي عن ذلك حتى لو كان الثمن إدخال البلاد في حرب وفوضى عارمة تأتي على الأخضر واليابس.
والغريب أن كل طرف من هؤلاء يتكلّم عن مصلحة ليبيا وشعبها كأولوية مطلقة له - بطبيعة الحال هذا نظريا- بينما تغرق البلاد في أزمة طاحنة خاصة فيما يتعلّق بالظروف المعيشية و أزمة الكهرباء.
الآن الكرة في ملعب كل هؤلاء "النخب" السياسية، فإما التنازل لمصلحة ليبيا وشعبها وإما الزلزال الذي سيقودهم الى مصير العقيد الراحل معمّر القذّافي وإن اختلفت الظروف والاسباب.
فلغة الحوار والمسؤولية و الوطنية انتهت مع هؤلاء بالنسبة للشعب الليبي ولم يعد هناك الا لغة "الكنس" التي لن تستثني أحدا وهي مفتوحة على جميع النتائج التي نتمنى أن تكون بردا وسلاما على ليبيا الشقيقة.
بدرالدّين السّيّاري
بعد أكثر من 10 سنوات من الفوضى و الاقتتال والمعاناة، يبدو أن الشعب الليبي نفد صبره وقرّر أن ينتفض على كل الطبقة السياسية بشرقها وغربها التي اكتفت بالتناحر على السلطة طيلة السنوات الماضية.
من هنا، لم يكن مفاجئا اندلاع مظاهرات غاضبة في طرابلس ومدن عدة في شرق ليبيا وغربها حيث بلغت ذروتها باقتحام مجلس النواب في طبرق وإضرام النار فيه مع الحديث أيضا عن اقتحام منزل رئيس البرلمان عقيلة صالح.
والجديد أنه وللمرة الأولى، يتّفق المحتجّون في الشرق والغرب على ضرورة رحيل الجسمين التشريعيين وهما مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة وكذلك حكومتا عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا.
لكن الاختلاف الوحيد بين هؤلاء هو في البديل للأجسام القائمة الآن، فبينما طالب متظاهرو الشرق الليبي بتولي المجلس الرئاسي ورئيسه محمد المنفي السلطة في البلاد لحين إجراء انتخابات، كانت الدعوات للانتخابات هي السائدة في المنطقة الغربية.
رغم ذلك يبدو التصعيد هو عنوان المرحلة المقبلة للمتظاهرين الذين أعلنوا عزمهم على إزاحة جميع النخب الحاكمة عن السلطة وذلك عبر نصب الخيام في الميادين بالمدن وإعلان العصيان المدني.
في المقابل، لا تبدو النخب الحاكمة واعية الى الآن بخطورة الوضع الذي قد ينزلق الى حرب أهلية لا قدّر الله، بل وأكثر من ذلك يصرّ هؤلاء على التشبّث أكثر بالسلطة فبينما أدان مجلس النوّاب الأحداث الجارية، ناور الدبيبة كالعادة بدعوة جميع المؤسسات الى الانسحاب.
ولم تكلّف أي مؤسسة نفسها ( مجلس النواب، المجلس الأعلى للدولة، حكومة باشاغا، حكومة الدبيبة) حتى بالاعتذار للشعب الليبي واعلان الاستقالة، بل على العكس سيجنحون الايام المقبلة الى وصف المتظاهرين بالمندسين والمخرّبين.
فجميع رؤساء هذه المؤسسات دخلوا في عناد شخصي وصراع مرضي حول السلطة ولا ينوون التخلّي عن ذلك حتى لو كان الثمن إدخال البلاد في حرب وفوضى عارمة تأتي على الأخضر واليابس.
والغريب أن كل طرف من هؤلاء يتكلّم عن مصلحة ليبيا وشعبها كأولوية مطلقة له - بطبيعة الحال هذا نظريا- بينما تغرق البلاد في أزمة طاحنة خاصة فيما يتعلّق بالظروف المعيشية و أزمة الكهرباء.
الآن الكرة في ملعب كل هؤلاء "النخب" السياسية، فإما التنازل لمصلحة ليبيا وشعبها وإما الزلزال الذي سيقودهم الى مصير العقيد الراحل معمّر القذّافي وإن اختلفت الظروف والاسباب.
فلغة الحوار والمسؤولية و الوطنية انتهت مع هؤلاء بالنسبة للشعب الليبي ولم يعد هناك الا لغة "الكنس" التي لن تستثني أحدا وهي مفتوحة على جميع النتائج التي نتمنى أن تكون بردا وسلاما على ليبيا الشقيقة.
بدرالدّين السّيّاري
