مع الشروق.. فلسطين على فوهة بركان

مع الشروق.. فلسطين على فوهة بركان

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/05/31

تتالت التحذيرات الجدّية في الفترة الأخيرة من انفجار الأوضاع في الأراضي المحتلة وحصول مواجهة شاملة بين المقاومة والكيان الصهيوني الذي أمعن في التنكيل بالشعب الفلسطيني والاعتداء على مقدساته.
مع الهرولة العربية نحو التطبيع مع الكيان المحتل ضمن ما يسمى بـ"اتفاقيات ابراهام"، تمادى الصهاينة وتجاوزوا كل الخطوط الحمراء خاصة في القدس المحتلة التي أصبحت ساحة حرب بشكل شبه يومي.
وآخر جولات التمادي هو "مسيرات الأعلام" التي تهدف لطمس الهوية الفلسطينية عبر موكب استعراض يقوم به عشرات آلاف الصهاينة ويقتحمون خلاله الأقصى ويقومون بأداء صلوات تلمودية مع الاعتداء بوحشية على كل فلسطيني يعترضهم.
 صحيح أن مسيرات أول أمس مرت بسلام من ناحية التصعيد والمواجهة بين المقاومة والاحتلال، لكن يبدو أن الصدام قادم لا محالة في ظلّ غطرسة الاحتلال ومواصلته الاعتداء على الأقصى.
هذا الصدام المتوقّع، تحدّث عنه الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله الذي لا يتكلّم من فراغ دائما، مؤكدا أن " المقاومة الفلسطينية مجمعة على الرد وقد تذهب الأمور إلى انفجار كبير داخل فلسطين".
وما يفهم من كلام نصرالله أن "ساعة الصفر" قادمة لا محالة وأن أيادي المقاومة على الزناد فعلا في انتظار اللحظة المناسبة مع التأكيد على أن أي مواجهة قادمة لن تكون كسابقاتها وحتى آخرها معركة "سيف القدس".
فالمقاومة اليوم من لبنان الى سوريا وغزة، راكمت خبرات كبيرة وفي جعبتها ترسانة صاروخية أكبر من ذي قبل بعشرات المرات وبالتالي ستكون أي مواجهة مقبلة هي بمثابة الحرب الشاملة على الاحتلال.
هذا السيناريو الكارثي على الاحتلال رسمه قادتهم أنفسهم إذ قال رئيس أركان جيش الاحتلال ، أفيف كوخافي إن "حزب الله قادر على نشر 45 ألف صاروخ قصير المدى و80 ألف صاروخ متوسط وطويل المدى، والعشرات منها صواريخ دقيقة وقذائف هاون".
واعتبر كوخافي أنه "بحال اندلاع حرب، سيتم إطلاق ما يصل إلى 1500 صاروخ من لبنان يوميا"، وهو سيناريو سيدخل الاحتلال في فوضى عارمة خاصة إذا ما قارنّاه بما جرى في معركة "سيف القدس" الأخيرة.
المثير أكثر أن سيناريوهات المواجهة المدمّرة المقبلة بين المقاومة والكيان الصهيوني، تأتي بالتزامن مع نبوءات فلسطينية وصهيونية سابقة تؤكد بأن موعد زوال وتفكّك الكيان المحتل قد اقترب فعلا.
فبالاضافة الى نبوءة  الشيخ الشهيد أحمد ياسين مؤسس وزعيم حركة "حماس" الذي اغتالته طائرات الاحتلال ذات 22 مارس 2004 وهو في الطريق نحو المسجد لأداء صلاة الفجر، بزوال الكيان الصهيوني بحلول عام 2027 .
أبدى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك مؤخرا مخاوفه من قرب زوال الاحتلال قبل حلول الذكرى الـ80 لتأسيسه، مستشهدا في ذلك بـ"التاريخ اليهودي الذي يفيد بأنه لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين استثنائيتين".
وأوضح باراك أن تجربة الدولة العبرية الصهيونية الحالية هي التجربة الثالثة وهي الآن في عقدها الثامن (74 عاما)، وإنه يخشى أن تنزل بها لعنة العقد الثامن كما نزلت بسابقتها.
فهل حانت حقا ساعة والمواجهة والزوال معا؟ الأشهر والأعوام القليلة القادمة ستحمل بالتأكيد الخبر اليقين في معركة إنهاء أطول وأبشع احتلال  تعرّض له شعب أعزل في العصر الحديث.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك