مع الشروق..خبـــز... وطاقـــة تقليديــــة !

مع الشروق..خبـــز... وطاقـــة تقليديــــة !

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/03/28

دخلت الحرب الروسية الأوكرانية شهرها الثاني مخلفة دمارا وضحايا أبرياء في مناطق النزاع ، مع ارتفاع غير مسبوق في أسعار النفط والغاز، وأزمة عالمية تنذر بالمجاعة بسبب القمح الذي توفر روسيا وأوكرانيا 25 بالمائة منه من حاجيات العالم .
ربع سلة الكون من القمح توجد بروسيا وأوكرانيا ، وأسعارها سجلت في هذه الفترة أعلى مستوياتها على الإطلاق ، وهو ذات الارتفاع الذي سجلته أسعار المحروقات التي لم تعد تجد ما يوقفها في ظل هذا التوتر العالمي الذي سكبت عليه صواريخ "الحوثيين" الزيت بعد تفجيرها لمصفاة أرامكو بالمملكة العربية السعودية .
العالم الغربي الذي يقود حربا بالوكالة ، متضرر هو الآخر وبشكل كبير من الحرب الروسية الأوكرانية ، ورغم هذا الضرر الاقتصادي والمالي والاجتماعي باستقبال ملايين اللاجئين في وقت قياسي ، لازالت أوروبا تحرص على الدفع بصناع القرار في أوكرانيا إلى مواصلة الحرب وإطالة أمدها لاستنزاف "العدو " روسيا عسكريا وكسر شوكته اقتصاديا وتركيعه سياسيا .
لكن مع سكب أمريكا وحلفائها من الدول الغربية الزيت على نار الحرب بمزيد العقوبات على روسيا وبدعم الجيش الأوكراني بالمال والعتاد العسكري ، يضع صناع القرار عندهم موضوع النفط والأمن الغذائي بجدية على طاولات النقاش للتفكير بعمق في البدائل على المستوى القريب والمتوسط والبعيد للخروج بحلول تقلل من التأثيرات العميقة لحرب يبدو أن أمدها سيطول وتأثيراتها السلبية لن تقتصر على رقعة جغرافية واحدة بل ستمتد إلى تفاصيل حياة المواطنين في جل دول العالم لتزيد وضع الفقير منه سوءا .
شهر مر على بداية الحرب دون منتصر حقيقي ومنهزم واضح ، والمنهزم البارز إلى حد الآن هي الدول التي لن تجد المحروقات ولا الغذاء لشعوبها لاحقا ، ولم تفكر في البدائل للتقليل من انعكاسات هذا "الدمار الكوني" الذي فاجأ العالم وهو يسترد أنفاسه بعد أزمة "الكوفيد " التي أتت على الأخضر واليابس.
وباء كورونا لقن العالم درسا لم تستوعبه بعد الدول العربية ودول العالم الثالث عموما مفاده أنه عند الأزمات  كل الدول تنطوي على نفسها ولا توفر إنتاجاتها من الأدوية لغير شعوبها ، وهو ما سيحدث لاحقا مع الحرب "الروسية الغربية" ، فكل المؤشرات تؤكد أن الدول الكبرى لن توفر الغذاء لفقراء العالم ، فأبناء شعوبها أولى ..
الخبراء الاقتصاديون في العالم العربي يلوكون في هذه الفترة بمرارة الانعكاسات السلبية والمستقبل المظلم الذي ينتظر شعوبها الجائعة أصلا ، والحلول بالنسبة إليهم غائبة ضبابية تنتظر بارقة أمل في حل قد يأتي وقد لا يأتي من عالم غربي مهيمن انطلق بسرعة تفوق سرعة صواريخ هذه الحرب في البحث عن البدائل لأمنه الغذائي والطاقي. 
تونس تكتنز مدخرات طبيعية لو يتم استغلالها بشكل محكم ستصنع حتما "ثورة "تحررنا من التبعية المقيتة في أمننا الغذائي والطاقي .. فخصوبة أراضي "مطمورة روما" ومدخرات تونس الطبيعية بإمكانها أن تغنينا عن استيراد جزء كبير من "الخبز" والطاقة "التقليدية"  .. 
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك