مع الشروق..أحداث «ساقية سيدي يوسف»... والمصير الواحد
تاريخ النشر : 07:00 - 2022/02/08
بناء على قاعدة "ذاكرة واحدة ومستقبل واحد"، يحلّ الوزير الأول الجزائري أيمن عبدالرحمان "ضيفا" مبجّلا على تونس بمناسبة إحياء الذكرى 64 لأحداث ساقية سيدي يوسف التي اختلط فيها الدم التونسي بالدم الجزائري في الثامن من فيفري سنة 1958.
ففي هذا اليوم قامت حينها قوات المستعمر الفرنسي بقصف سوق أسبوعية في القرية ممّا أدى إلى استشهاد 70 شخصًا من بينهم 20 طفلًا أغلبهم من تلاميذ مدرسة ابتدائية و11 امرأةً وإصابة 130 شخصًا، كما تم تدمير 130 منزلا و85 متجرا ومدرستين.
في الحقيقة قد يكون من المجانب للصواب أن يوصف المسؤولين الجزائريين أو التونسيين بـ"الضيف" عند قيامهم بزيارات متبادلة، فالأصل والتاريخ والذاكرة والحاضر والمستقبل أن يوصفوا بـ"أهل البلد".
فبالنسبة لتونس والجزائر، لطالما كان الأمر على النحو التالي "شعبين في بلد واحد" لا يفصل بينهم سوى معطى الجغرافيا الرمزي الذي لا يغيّر من الامور الواقعية شيئا ولن يغيّر أبدا.
وهذه الزيارة هي رسالة من أعلى مستوى للتأكيد على أن الذاكرة أمر لا يمكن التغافل عنه أو نسيانه بل هو حدث متجدّد ومنشّط لذاكرة الشعوب ولإثراء زاد الأجيال الصاعدة في البلدين.
هذه الذكرى التي لن تمحى من ذاكرة الشعبين، تأتي في وقت حسّاس جدا لكلا البلدين المحاطين بالمؤامرات والدسائس بالإضافة إلى التحدّيات الداخلية الاقتصادية منها وخاصة الأمنية.
فعلى الجانب الجزائري الذي نجا بصعوبة من فخ "الربيع العربي" التحديات كبيرة وكثيرة وهي على رأس المستهدفين اليوم في المنطقة المغاربية وتحاك ضدّها المؤامرة تلو الأخرى.
أما على الجانب التونسي فالأمر لا يحتاج للوصف كثيرا حيث تمرّ البلاد بوضع استثنائي على جميع الأصعدة، واليوم هو اليوم الذي يعرف فيه الصديق الحقيقي من الصديق العابر والعادي.
لكل هذه التحدّيات، تضع تونس والجزائر اليوم اليد في اليد، إيمانا بأن المصير واحد وأن ما يمسّ أحدهما هو بالضرورة يمسّ كليهما ولذلك توجد النظرة المشتركة بين القيادتين لهذا الأمر.
وكما كانت تونس خير سندا للجزائر أيام الاستعمار حيث دعمت المقاومين الجزائريين اما بالسلاح أو بالإيواء لهم ولعائلاتهم ومنع قوات المستعمر الفرنسي من الوصول إليهم للتنكيل بهم.
تقف الجزائر اليوم كخير سند لتونس لا على المستوى الاقتصادي فحسب من لعب محوري في القطاع السياحي وفي الهبات والقروض المالية، وانما على الجانب الأمني أيضا في محاربة الإرهاب.
هذه العلاقة الوطيدة والاستراتيجية، نأمل أن تصل الى مراحل أعلى مما هي عليه الآن وأن تتقدّم كل يوم خطوات متسارعة في تحقيق آمال الشعبين من نمو وازدهار وتكامل يلبّي كل الانتظارات.
بدرالدّين السّيّاري
بناء على قاعدة "ذاكرة واحدة ومستقبل واحد"، يحلّ الوزير الأول الجزائري أيمن عبدالرحمان "ضيفا" مبجّلا على تونس بمناسبة إحياء الذكرى 64 لأحداث ساقية سيدي يوسف التي اختلط فيها الدم التونسي بالدم الجزائري في الثامن من فيفري سنة 1958.
ففي هذا اليوم قامت حينها قوات المستعمر الفرنسي بقصف سوق أسبوعية في القرية ممّا أدى إلى استشهاد 70 شخصًا من بينهم 20 طفلًا أغلبهم من تلاميذ مدرسة ابتدائية و11 امرأةً وإصابة 130 شخصًا، كما تم تدمير 130 منزلا و85 متجرا ومدرستين.
في الحقيقة قد يكون من المجانب للصواب أن يوصف المسؤولين الجزائريين أو التونسيين بـ"الضيف" عند قيامهم بزيارات متبادلة، فالأصل والتاريخ والذاكرة والحاضر والمستقبل أن يوصفوا بـ"أهل البلد".
فبالنسبة لتونس والجزائر، لطالما كان الأمر على النحو التالي "شعبين في بلد واحد" لا يفصل بينهم سوى معطى الجغرافيا الرمزي الذي لا يغيّر من الامور الواقعية شيئا ولن يغيّر أبدا.
وهذه الزيارة هي رسالة من أعلى مستوى للتأكيد على أن الذاكرة أمر لا يمكن التغافل عنه أو نسيانه بل هو حدث متجدّد ومنشّط لذاكرة الشعوب ولإثراء زاد الأجيال الصاعدة في البلدين.
هذه الذكرى التي لن تمحى من ذاكرة الشعبين، تأتي في وقت حسّاس جدا لكلا البلدين المحاطين بالمؤامرات والدسائس بالإضافة إلى التحدّيات الداخلية الاقتصادية منها وخاصة الأمنية.
فعلى الجانب الجزائري الذي نجا بصعوبة من فخ "الربيع العربي" التحديات كبيرة وكثيرة وهي على رأس المستهدفين اليوم في المنطقة المغاربية وتحاك ضدّها المؤامرة تلو الأخرى.
أما على الجانب التونسي فالأمر لا يحتاج للوصف كثيرا حيث تمرّ البلاد بوضع استثنائي على جميع الأصعدة، واليوم هو اليوم الذي يعرف فيه الصديق الحقيقي من الصديق العابر والعادي.
لكل هذه التحدّيات، تضع تونس والجزائر اليوم اليد في اليد، إيمانا بأن المصير واحد وأن ما يمسّ أحدهما هو بالضرورة يمسّ كليهما ولذلك توجد النظرة المشتركة بين القيادتين لهذا الأمر.
وكما كانت تونس خير سندا للجزائر أيام الاستعمار حيث دعمت المقاومين الجزائريين اما بالسلاح أو بالإيواء لهم ولعائلاتهم ومنع قوات المستعمر الفرنسي من الوصول إليهم للتنكيل بهم.
تقف الجزائر اليوم كخير سند لتونس لا على المستوى الاقتصادي فحسب من لعب محوري في القطاع السياحي وفي الهبات والقروض المالية، وانما على الجانب الأمني أيضا في محاربة الإرهاب.
هذه العلاقة الوطيدة والاستراتيجية، نأمل أن تصل الى مراحل أعلى مما هي عليه الآن وأن تتقدّم كل يوم خطوات متسارعة في تحقيق آمال الشعبين من نمو وازدهار وتكامل يلبّي كل الانتظارات.
بدرالدّين السّيّاري
