مع الشروق.. من يردع العدوان الصهيوني المتكرّر على سوريا؟

مع الشروق.. من يردع العدوان الصهيوني المتكرّر على سوريا؟

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/12/29

دأب الكيان الصهيوني في الأشهر الأخيرة على استباحة الأراضي السورية وعلى تنفيذ اعتداءات متكرّرة تستهدف مواقع عسكرية ومنشآت مدنية في عمق الأراضي السورية. آخر عدوان جدّ يوم أمس واستهدف حاويات في ميناء اللاذقية حيث نشب حريق كبير نجح السوريون في السيطرة عليه بعد جهود مضنية.
هذه العربدة الصهيونية تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وباتت تشكّل انتهاكا صارخا ومتكرّرا للسيادة السورية... وهي كذلك تشي بعقلية صهيونية مريضة ومتغطرسة ترمي إلى استغلال الأوضاع الدقيقة التي تمر بها الدولة السورية إثر حرب  استنزاف أمريكية ـ صهيونية وإرهابية داعشية وعربية وإقليمية تواصلت لأكثر من عشر سنوات وعصفت بالكثير من القدرات العسكرية ومن المقدرات السورية التي لولا آثارها المدمرة لما تمكّن الصهاينة من تكرار استباحتهم للأراضي السورية.
ومع ذلك، فإنّ هناك طرفين على الأقل يبرزان كمسؤولين عن التسبب في هذه العربدة الصهيونية وعن الذي يجعل الصهاينة لا يفكرون ألف مرة قبل استهداف حرمة والأجواء والأراضي السورية. الطرف الأول يتمثل في روسيا التي تدخلت لمساعدة سوريا في وجه الحرب العالمية التي يشنّها الدواعش وحلفاؤهم من غربيين وصهاينة وأتراك وعرب... وهو التدخل الذي مكن الجيش العربي السوري من التقاط أنفاسه ومن كسر شوكة المؤامرة الكبرى التي استهدفت إسقاط الدولة السورية وتدمير مؤسساتها والتي كان الإرهابيون الدواعش بمثابة رأس الحربة فيها. لكن هذا التدخل تحوّل شيئا فشيئا إلى عبء يكبّل الإرادة السورية. فلا القوة الروسية ترد على العدوان الصهيوني ولا تردعه عن استباحة سوريا ولا هي تترك المجال للدولة السورية المضطرة على مراعاة الحسابات الدقيقة التي تحكم الأداء الروسي في محيط ملغم. ولولا هذه المعادلة والحسابات الروسية لكان الرد السوري مختلفا عما نشهده كل مرة. ونحن نذكر يوم توعد الرئيس السوري الصهاينة مؤكدا أن استهداف أي مطار سوري سوف يقابله استهداف لمطار صهيوني وأي استهداف لقاعدة عسكرية سورية سيقابل بقصف سوري لقاعدة عسكرية صهيونية.
أما الطرف الثاني المسؤول عما يجري فيتثمل في ذلك الكائن الهلامي الذي اسمه جامعة الدول العربية... نذكر أن هذه الجامعة هي التي فتحت أبواب الجحيم على الدولة السورية وهي من باركت التدخل لإسقاط الدولة السورية في سياق ربيع عبري ألبس زورا وبهتانا لبوس ثورة شعبية مزعومة والحال أنه مخطط صهيو ـ أمريكي خبيث يرمي إلى إنشاء ما سمي «الشرق الأوسط الجديد» على أساس التقسيم وإعادة التشكيل وعلى أساس إسقاط كل الدول المحورية في المنطقة وفي مقدمتها الدولة السورية بعد إسقاط عراق صدام حسين وغزوه واحتلاله... الدول العربية التي هرولت لإعطاء الغطاء السياسي للعدوان والدول التي ضلعت مباشرة في العدوان ودعمت الدواعش بجحافل الشباب وفتحت للإرهابيين خزائنها ومعسكراتها، هذه الدول هي المسؤولة عن إنهاك الدولة السورية... وعن استنزاف قدرتها على الردّ الناجز والحاسم... وهي التي تقف اليوم متفرجة على الكيان الصهيوني وهو يمارس «هواية» العربدة في أجواء سوريا وعلى أراضيها.
هذه الدول تحجم حتى عن إصدار بيان شجب أو تنديد، وتتخلف حتى عن التداعي إلى عقد تلك الاجتماعات «الطارئة» التي تصدر البيانات التي لا تساوي حتى الحبر الذي كتبت به أو تدعو مجلس الأمن للاجتماع.
إنها المهزلة التي تجعل هؤلاء العرب شركاء في العدوان على سوريا وتشجّع الصهاينة على التمادي في غيهم، فمن يعيد للشرعية الدولية مضمونها واعتبارها في ظلّ وجود عرب متخاذلين ومجتمع دولي جبان وعاجز عن ممارسة وتحمّل مسؤولياته؟
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك