مع الشروق..«طــز فــي أمـــريـــكــا ؟!»

مع الشروق..«طــز فــي أمـــريـــكــا ؟!»

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/10/11

لست من المؤمنين بمقولة " طز في أمريكا" ولا في غيرها من الدول ديمقراطية كانت أم استبدادية ، فالعالم قرية صغيرة منفتحة على بعضها وكل دول الكرة الأرضية تربطها مصالح مشتركة ، ولها مبادلات اقتصادية وتجارية وفنية وعلمية بل وحتى وبائية ، ففيروس كوفيد 19 ، انتقل من أوهان بالصين إلى جزر تونس وسفوح جبالها ..
لست  من المؤمنين بـ "طز في أمريكا" ولا من عشاق "صناع الأعداء" ، صحيح ، لكني مؤمن كذلك إيمانا جازما لا تحركه الأعاصير أن السيادة الوطنية خط أحمر، ومصالحنا نحددها بأيدينا وعقولنا مهما اختلفنا ،فلو كانت الولايات المتحدة الأمريكية دولة عادلة كما يزعمون لما دعمت الكيان الصهيوني على حساب أصحاب الأرض الحقيقيين ولما ارتكبت مجازر في العراق ولما تركت مؤخرا "افغانستان " لطالبان الذي تتهدده اليوم "داعش " ..
شرطي العالم والحاكم بأمره في الكرة الأرضية ، لا حسابات له أمام مصالحه ، فـ " قاضي القضاة" يتحرك دائما وأبدا وإلى يوم الدين وفق مصالحه ومصالح شعبه وعلاقاته الإستراتيجية وميزان أرباحه وأطماعه وبطنه المنتفخ ملتهما الخيرات والخبرات العالمية.
ما جرني إلى هذه الديباجة المطولة نسبيا ، والتي تستوجب في الواقع كتبا ومجلدات ودراسات معمقة تستحضر تاريخ وواقع أمريكا وعلاقاتها ومصالحها وحساباتها التي تصب دائما في خانة مصالحها لا غير ، هو موقف أمريكا " القلق " من الوضع في تونس.
فقد عبرت الخارجية الأمريكية الجمعة الفارط عن قلقها وعن " خيبة الأمل " أمام التقارير الأخيرة التي وصلتها من تونس بشأن التعدي على حرية الصحافة والتعبير ومحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية ، و قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "نيد برايس" في نقطة إعلامية  " نشعر بالقلق وبخيبة الأمل وندعو الحكومة التونسية إلى الإيفاء بتعهداتها ". 
كما شدد "نيد برايس" في النقطة الإعلامية التي عقدتها الخارجية الأمريكية على ضرورة ان تلتزم تونس باحترام حقوق الإنسان قائلا " نحث الرئيس التونسي ورئيسة الحكومة المكلفة  على الاستجابة  للشعب التونسي الذي يدعو إلى خارطة طريق واضحة للعملية الديمقراطية " داعيا إلى تشريك  المجتمع المدني في هذه العملية الديمقراطية " وبالطبع الأصوات السياسية " وفق تعبيره. 
هذا الموقف ليس مفصولا في الواقع عن جلسة الاستماع للجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الأمريكي المبرمجة ليوم الخميس من بحر هذا الأسبوع  لـ "دراسة الوضع في تونس" ، وهي جلسة أولى من نوعها منذ فعَل الرئيس قيس سعيد الفصل 80 ، وما تبعه من قرارات هي موضع جدل حاد في الشارع وبين النخبة التونسية على حد السواء .
الأمريكان " سيدرسون وضعنا " و"سيحللون واقعنا" و"يشرًحون حالنا " بعين "قاضي القضاة" الذي لا يفكر إلا بعقل مصالحه ، ويخرجون ربما ببطاقة صفراء أو حمراء أو خضراء أو زرقاء يرفعونها بأي لون يختارونه يستجيب حتما إلى مصالحهم في وجوهنا الواجمة الضائعة ..
إلى المهللين بالموقف الأمريكي ، وإلى القائلين "طز في أمريكا" أقول : ألم يكن من الأجدر بنا أن نجلس على طاولة تضم الأصدقاء والفرقاء وغير الفرقاء للخروج من وضع بات يمثل "موضوع نقاش خارج حدودنا ويستوجب جلسات للنظر في ما قد يعرف لاحقا بـ" القضية التونسية "!.
راشد شعور 

تعليقات الفيسبوك