مع الشروق.. روح حرب أكتوبر الخالدة

مع الشروق.. روح حرب أكتوبر الخالدة

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/10/06

تحلّ اليوم الذكرى 48 لحرب أكتوبر المجيدة. يوم عبر الجيش المصري البطل قنال السويس مسقطا خط «برليف» وكاسرا شوكة الغطرسة الصهيونية ومنهيا أكذوبة «الجيش الذي لا يهزم».
إرادة الجندي المصري وتصميمه على رفع الضيم الذي لحق بمصر وبالأمة العربية إثر نكسة جوان 1967 والهبّة العربية لرفد الجهد المصري والسوري لتحرير الأرض العربية، كانت أقوى من غطرسة الصهاينة... وأسهمت في تغيير قوانين اللعبة، بل وفي رسم معادلات جديدة للسلم وللحرب في منطقة الشرق الأوسط برمتها.
قبل حرب العبور، كانت الجبهة المصرية وبتخطيط من الزعيم الخالد جمال عبد الناصر قد اشتعلت في إطار ما يسمى «حرب الاستنزاف»، تلك الحرب التي مكنت الجندي المصري من أن يرفع رأسه ويقتنع بأن النكسة ليست قدرا وبأن تحرير الأرض ممكن وكسر شوكة الصهاينة ممكن... وبالفعل فقد أسهمت تلك الحرب التي تواصلت على مدى سنوات في رفع الروح المعنوية للجيش المصري وللمواطن المصري والعربي الذي بات يتطلع إلى حلقة جديدة من الصراع مع الصهاينة... حلقة تفضي إلى منازلة جديدة مع العدو تكون جسرا لتحرير إرادة الإنسان العربي ولتحرير الأرض العربية.. وحين دقت ساعة الحسم معلنة العبور في يوم 6 أكتوبر 1973 اكتملت خطوط ملحمة عسكرية خالدة خطها الجيش العربي المصري وأدت إلى إسقاط خط برليف التي أرادها الصهاينة حصنا حصينا يحميهم من أي عبور للجيش المصري... فإذا به يتهاوى ويسقط في ظرف قياسي تحول معه العبور إلى ما يشبه المعجزة التي خطها الجيش المصري بتصميم وبجرأة وبشجاعة عزّ نظيرها على مدى التاريخ.
حرب أكتوبر، وبقطع النظر عن نتائجها السياسية وما أفضت إليه من اتفاق سلام بين مصر والكيان الصهيوني كانت ملحمة بأتم معنى الكلمة. ملحمة أدت إلى كسر غطرسة الصهاينة وإسقاط أسطورة تفوقهم وأكذوبة جيشهم الذي لا يقهر. وهذه في حد ذاتها تُعدّ اختراقا كبيرا في تاريخ الصراع العربي ـ الصهيوني الذي كرّسه الشرفاء صراع وجود وليس صراع حدود ليكون صراعا مفتوحا ومستمرا في الزمن رغم تخاذل البعض من العرب وهرولة البعض الآخر إلى التطبيع مع الصهاينة.
من نجاحات حرب أكتوبر المجيدة والتي تستعصي على الزمن وعلى التقلبات وعلى هرولة المطبعين تلك الروح المعنوية التي خلفها انتصار الجندي العربي وهزيمة الجندي الصهيوني وهي الروح التي باتت تغذي المقاومة في فلسطين المحتلة وفي لبنان الصامد... حيث ظلت المقاومة الفلسطينية تطور أساليبها النضالية إلى درجة أنها خلقت نوعا من توازن الرعب مع الصهاينة لم تعد بمفعوله المواجهات المفتوحة مع العدو مجرد نزهات للجيش الصهيوني... أما على الجبهة اللبنانية فقد ألحق حزب الله هزيمة مدوية بالكيان الصهيوني. هزيمة دفعته إلى الهروب من جنوب لبنان مهزوما مدحورا لتنجح المقاومة اللبنانية في رسم قواعد جديدة للعبة جعلت الجيش الصهيوني يتردد ألف مرة قبل ن يندفع في عربدته المعهودة داخل الأراضي والأجواء والمياه الإقليمية اللبنانية...
وستظل روح أكتوبر منارة مضيئة في سماء العرب وفي سماء المقاومة العربية حتى دحر العدو وانتصار الإرادة الفلسطينية بقيام دولة وطنية عاصمتها القدس الشريف.
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك