مع الشروق .دواء بـــلا غــطــاء! ! ...

مع الشروق .دواء بـــلا غــطــاء! ! ...

تاريخ النشر : 08:00 - 2021/07/19

لله دركم من أين أتيتم بنبوغكم السياسي وقدرتكم على تسيير الشأن العام ؟ ..لله دركم من أي طينة خلقتم ومن أية مدرسة تخرجتم ؟ ومن أي ماء ارتويتم ومن أي كتب نهلتم علوم السياسة وفنون تدبير الرعية ؟.
يعجز اللسان عن وصف مهاراتكم وقدراتكم، ويجف القلم عن نعت براعاتكم وقراراتكم ..انتم فلتة من فلتات الزمن والتاريخ ..بل أنتم قافزون عن الزمن والتاريخ، متربعون على عرش المستقبل ومتحكمون في خيوط القادم تنسجون منه ما شئتم لفائدة شعبكم ووطنكم .
هم، أي الآخرون في مشارق الأرض ومغاربها يغبطوننا، يحسدوننا، يمقتوننا بسبب إفراطكم في التفكير عنا، وفينا، وفي مصالحنا وشؤوننا وحوائجنا وجوائحنا ..، وقد شاهدت وسمعت هذا في قنوات دول شقيقة وصديقة تنبه شعبها من بلوغ ما بلغته بكم تونس !.
ما بلغناه بكم سجله التاريخ ..مساعدات لتونس العزيزة من أكثر من 16 دولة ..لقاحات أوكسيجين وأسماك، لكن دون "أغطية"، فالغطاء قد يغطي نبوغكم وأنتم تكرهون أن تغطى مهاراتكم وقدراتكم التي بها جفت السدود ونشفت العيون، إلا من دموع عيون الثكالى والأيتام .
  10 سنوات وأنتم تسوسون البلاد وتنثرون الآمال وتبيعون الأوهام ..معكم ارتفع سعر الدينار، وتضاعفت المرتبات، وتراجعت الأسعار، وانتشرت المشافي والجامعات والمدارس، وامتدت شبكات النقل البري والجوي والبحري وشبكات التواصل والاتصال ..
كلكم، وعلى بكرة أبيكم من رؤساء ونواب ووزراء صنعتم التاريخ في 10 سنوات فقط، حققتم ما لا يمكن تحقيقه في قرون ..جلبتم الوباء، وقطعتم الدواء والماء والهواء ..وقبلتم العطاء بأوكسيجينه ولقاحاته وأسماكه، لكن دون أغطية هذه المرة، ولو واصلتم الحكم ستأتينا قريبا أغطية الكوارث وخيماتها .
  ما نعيشه اليوم معكم وبكم يستجيب لكل شروط الكوارث، فقر، بطالة، جوع، جريمة، تضخم، فساد وإفساد، ومع هذا، تخرجون في القنوات ببطون منتفخة على حساب الشعب، فتتشدقون وتتحدثون، تفتون وتكذبون وتقولون ما لا تفعلون .
  اغربوا عنا وارفعوا جهلكم عنا، لا الجامعات عرفت بعضكم، ولا الكليات لاحت لها وجوه عدد منكم، بل ولا كتب الأطفال ورواياتها ملت أناملكم، ومع ذلك تفتون وتحللون وتسوسون تونس العزيزة التي تحولت إلى قبلة العطاءات والهبات والمساعدات ..
  عزيز على شعب وطن العزة أن يقبل هكذا مساعدات، لكننا قبلناها وشكرنا أصحابها وثمننا مبادراتها، ووددنا لو انها لم تأت ولم تعرف إلى وطننا طريقا، لكنها بـ " فضلكم " جاءت بعد أن جاد التاريخ بزمرة مثلكم حولت تونس أرض العلم والمعرفة والدين والأنفة والكبرياء والعطاء إلى "اليد السفلى" في زمن العاجزين السفلة.
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك