مع الشروق.. «تونــــــــــس غيـــــــت»!

مع الشروق.. «تونــــــــــس غيـــــــت»!

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/04/12

ساستنا جربوا كل أشكال الإيقاع بالخصم وتسجيل النقاط الإضافية،  ولما خبروا الطرق «التقليدية»، اتجهوا الآن إلى « التسريبات « بل وربما حتى إلى «الفبركة»   ..
     صحيح أن التسريبات تعد من أقوى الأسلحة  الحديثة والمعاصرة  لمحاربة الخصوم، فالتجارب كثيرة في العالم،  ولنا في «وثائق بناما» أو «فضيحة وترغيت» أو «إيران غيت» وغيرها ما يقيم الدليل على قدرة « التسريبات « في الإطاحة بالزعماء والسياسيين البارزين وكبار الموظفين بل وغيرهم الكثير ..
«التسريبات»  أسلحة معاصرة  تقوم في ما تقوم على التسجيلات والوثائق والصور التي يتمكن أصحابها من الحصول عليها بكل الطرق المتاحة،  المشروعة وغير المشروعة لنشرها في اللحظة المناسبة وإتاحتها بشكل غير رسمي للعموم بهدف صنع « الفضيحة « للخصم أو لكشف مؤامرات ودسائس تحاك ضد الوطن ..
   في تونس،  ظهرت بعض التسريبات من داخل الاجتماعات أو اللقاءات الحزبية  خلال الفترة الماضية،  لكن هذه التسريبات سواء منها التي تهم حركة نداء تونس أو مجلس الشورى لحركة النهضة وغيرها سرعان ما دخلت طي النسيان ربما بقدرة « المتضررين « منها على تسطيحها وتوجيه الرأي العام إلى مشاغل أخرى ..
    لكن في هذه الفترة الأخيرة التي يمكن وصفها بفترة غياب الثقة بشكل كلي بين أغلب الفرقاء،  السياسيين،  ارتفع نسق «التسريبات» وبات لنا أسماء بارزة في هذا المجال لا يخفون « تسريباتهم « بل و يتبجحون بها ويعتبرونها عملا بطوليا خدمة للوطن ..
     تسريبات هذه الفترة شملت رئيس الكتلة الديمقراطية محمد عمار،  ومديرة الديوان الرئاسي نادية عكاشة والإعلامية ميا القصوري ..والقائمة قد تطول بما اننا قد دخلنا «مرحلة التسريبات» التي لن تنتهي وما دامت الثقة مفقودة بين الجميع في زمن حرب الكل ضد الكل ..
لسنا هنا لتقييم التسريبات أخلاقيا،  فبعضها مشروع بل ومحبذ إذا كان الهدف منه الحفاظ على مصلحة الوطن، وبعضها الآخر غير مشروع وغير أخلاقي وخاصة منه المتعلق بتسجيل النقاط الإضافية في شباك الخصم، واستغلال المجالس الخاصة وحرمتها وأماناتها للإيقاع بمزيد القطع من رقعة الشطرنج السياسية ..
ففي غياب البرامج السياسية الواضحة والهادفة،  وفي غياب عدم القدرة على استمالة الناخب والمواطن،  تصبح «تسريبات الفرقاء السياسيين « سلاح من لا سلاح له،  وتتحول هذه « الفضائح «- إن صحت تسميتها كذلك -الى قنابل موقوتة  لا تزيد إلا توترا داخل الساحة السياسية المتوترة أصلا. 
صحيح أن القضاء تدخل لمنع بعض هذه التسريبات،  لكن هذا غير كاف في ظل غياب «ميثاق شرف ذاتي» يحتكم إليه كل من يشتغل بالسياسة أو يدعي ذلك،  وساستنا بإمكانهم بل وعليهم نشر الفضائح التي تمس من مصلحة الوطن واستقلاليته،  وما خالف ذلك ليس إلا «بالونات نارية  « قد تحرق صاحبها قبل أن تلهي الشعب عن قضاياه الرئيسية ..
راشد شعور 
 

تعليقات الفيسبوك