مع الشروق..«لقحــــوا ..تصحـــوا !»

مع الشروق..«لقحــــوا ..تصحـــوا !»

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/04/05

أرقام الإصابات باتت مرعبة ، وشبح تفشي الفيروس البريطاني بات غير مستبعد ..أكثر من 150 حالة في فترة وجيزة للغاية مما يوحي بالخطر الوبائي الداهم بخطى سريعة أمام تثاقل خطوات التلقيح المتأخر أصلا ..
  تأخروا في اقتنائه منتظرين الهبات والعطاءات والمساعدات..وتناسوا أن العالم يتهافت على الجرعات مستقدما مصلحة شعبه ، وصحة مواطنيه أمام فيروس قاتل محير مدمر ، يأتي على الأخضر واليابس ..يأتي على الأرواح والمعادلات الاقتصادية والزرع والضرع ..
مراكز التلقيح قليلة ، واللقاحات تتقاطر رذاذا رذاذا كحبات مطر الصيف ، وحكامنا يتسارعون لاستقبالها تحت أضواء عدسات المصورين وميكروفونات الصحفيين وهمسات عدد منهم الخفية بين بعضهم البعض ..
كل أنواع اللقاحات المعتمدة ستصلنا ، الأكثر فاعلية وما دونها ، المهم اللقاح الممكن والمتوفر مادمنا قد تأخرنا في "طلبيات" الجرعات نتيجة ضعف مواردنا المالية وقربنا من حافة الإفلاس بسبب الخلافات والصراعات والمناكفات ..
نحن الآن في هذه الوضعية " التعيسة " ، والمسؤولية لا تتحملها وزارة الصحة وحدها ،  فهذه لأخيرة ليست إلا حلقة من ضمن سلسلة الحكومة ، فالمتدخلون كثيرون من وزارة الصحة و المالية والتجارة والصيدلية المركزية ومجلس الشعب للمصادقة ...
وزارة الصحة ربما تتحمل المسؤولية في التأخير المسجل في كل مراحل عملية معالجة الوضع ، كما تتحمل المسؤولية في عدم ضغطها على رئاسة الحكومة للتسريع في اقتناء اللقاحات منذ البداية ، ثم إن الخطة الاتصالية والإعلامية والاشهارية للتشجيع على الإقبال على اللقاح جاءت في مجملها ضعيفة مما سيساهم في مزيد تأخير التطعيم الذي لم يتجاوز 42 بالمائة  في صفوف أعوان قطاع الصحة المسجّلين و36 بالمائة في صفوف الفئة العمرية البالغة 75 سنة ..
عدد المسجلين لم يتجاوز الـ82 الفا ، والوضع الوبائي في البلاد يسجل ارتفاعا في نسبة إيجابية التحاليل إلى 19  بالمائة حسب وزير الصحة  الذي أضاف أن الفترة الأخيرة شهدت تصاعدا في عدد المقيمين بأسرة الإنعاش والأوكسجين داعيا إلى ضرورة التقيد بالبروتوكولات الصحية للحد من نسق انتشار الفيروس..
الوزير وفي آخر ندوة صحفية له أكد أن الفيروس البريطاني بات منتشرا في 16 ولاية من ضمن 24 تستقبل في هذين اليومين شهر رمضان وما يعني هذا الشهر لدى المواطن التونسي من " لمة عائلية"  وازدحام في الأسواق والفضاءات التجارية والدكاكين والمخابز..
شهر رمضان ، قد يساهم في مزيد العزوف عن اللقاح رغم الفتوى التي أطلقها مفتي الجمهورية بتونس ليؤكد أن التطعيم لا يفطر والتلقيح واجب شرعا ، داعيا التونسيين إلى الإقبال على اللقاح بكثافة لسلامتهم وسلامة غيرهم.
  دول شارفت على نهاية التطعيم الأول، ونحن مازلنا في بداية الطريق ..وطريق القضاء على الكوفيد يبدو وعرا و منعرجاته تعني المزيد من الوفيات ، فهل ستنتهي بين سياسيينا كل هذه الخلافات ؟ ..
راشد شعور 

تعليقات الفيسبوك