مع الشروق.. يوم الأرض... هل تذكرون؟
تاريخ النشر : 07:00 - 2021/03/31
عندما أقدم اللورد بلفور عام 1917 على إعطاء ما لا يملك لمن لا يستحق فكأنما كان يعطي مفاتيح فلسطين للصهاينة الذين تقاطروا من كل أصقاع الدنيا، لصوص الأرض والتاريخ والحضارة وسارقو حقوق الشعب الفلسطيني وآماله وأحلامه، وتطلعاته، ولأنهم شذاذ آفاق، فقد هلّلوا لهدية المحتل البريطاني. وصوّرت لهم أنفسهم المريضة أن الأرض يمكن أن تنسى. وبأن الحقوق الوطنية يمكن أن تلغى، وبأن حق العودة يمكن أن يسقط بتقادم الزمن... نسوا فقط أن شعب فلسطين هو مثل طائر الفينيق ينهض كل مرة من رماده ليحلق عاليا ويفاجئ أعداءه. ونسوا أن مفاتيح البيوت الفلسطينية القديمة مودعة في القلب والروح يورثها الأجداد للآباء ويورثها الآباء للأولاد.
هذه الحقائق يتغافل عنها الصهاينة، ويحلمون بأن يطويها النسيان وبأن تسقطها ذاكرة الشعب الفلسطيني. وهي حقائق ويا للمفارقة باتت تتغافل عنها أنظمة عَربية عديدة... تلك الأنظمة التي صادرت حق شعوبها في نصرة الشعب الفلسطيني وهرولت تركب قطار التطبيع وكأنما تريد إعطاء الصهاينة صكّ البراءة من احتلال فلسطين ومن مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني وفي طليعتها حقه في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف... وبالمحصلة باتت ذكرى يوم الأرض عند هذه الأنظمة مجرّد ذكرى غائمة يريدون إلغاءها من ذاكرتهم المريضة.
فات هؤلاء وأولئك أن مفردات الصراع لدى أبناء فلسطين مفردات عصية على الإلغاء والتطويع. هم من البداية عرّفوا الصراع على أنه صراع وجود وليس صراع حدود لذلك سكنتهم روح النضال وتأصلت فيهم معاني الانتماء إلى الأرض والتاريخ والهوية والحضارة. وتأصل فيهم حب البقاء وحب الأرض لكأنما صهرت فيهم وصهروا فيها ليصبحوا كيانا واحدا ينبض بغريزة البقاء ويحلم بالتحرير والعودة...
ولذلك تعود ذكرى يوم الأرض (الذكرى 45 يوم أمس) كل عام ورغم كل التحديات والمخاطر أكثر زخما وأكثر عنفوانا... وترتسم خارطة فلسطين من النهر إلى البحر راسخة شامخة في العقل والوجدان الفلسطيني.
ولذلك يفاجئ شعب الجبارين جلاديه وخاذليه بأنّه أكثر حضورا وأكثر تمسكا بأرضه وبتاريخه كلّما حسب الصهاينة أن الأجيال الجديدة يمكن أن تنسى.. وكلما حسب عرب التطبيع والتخاذل بأن الأرض يمكن أن تصبح مشروعا تجاريا يمكن المضاربة به والتصرف فيه كسلعة تباع وتشترى...
ورغم بطش الصهاينة ورغم تنكيل قوات الاحتلال ورغم رجوح الكفة لحساب المحتلّ فإن أبناء فلسطين ما فتئوا يبدعون أشكالا نضالية دوّخت العدو وأذهلت المنبطحين. وما المسيرات الحاشدة والفعاليات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية يوم أمس إحياء لذكرى يوم الأرض إلا دليل على أن القضية حاضرة وبأن الحقوق الوطنية ثابتة وبأن الأرض ليست محل رهان وبأن طلب التحرير والعودة ماض حتى كنس الاحتلال وإنهاء مأساة الشتات والمنافي... وحتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ولو كره لصوص الأرض و«حلفاؤهم» من العرب المتخاذلين... فالحق في الأرض لا يسقط بالتقادم... لو يذكر هؤلاء.. وأولئك!
عبد الحميد الرياحي
عندما أقدم اللورد بلفور عام 1917 على إعطاء ما لا يملك لمن لا يستحق فكأنما كان يعطي مفاتيح فلسطين للصهاينة الذين تقاطروا من كل أصقاع الدنيا، لصوص الأرض والتاريخ والحضارة وسارقو حقوق الشعب الفلسطيني وآماله وأحلامه، وتطلعاته، ولأنهم شذاذ آفاق، فقد هلّلوا لهدية المحتل البريطاني. وصوّرت لهم أنفسهم المريضة أن الأرض يمكن أن تنسى. وبأن الحقوق الوطنية يمكن أن تلغى، وبأن حق العودة يمكن أن يسقط بتقادم الزمن... نسوا فقط أن شعب فلسطين هو مثل طائر الفينيق ينهض كل مرة من رماده ليحلق عاليا ويفاجئ أعداءه. ونسوا أن مفاتيح البيوت الفلسطينية القديمة مودعة في القلب والروح يورثها الأجداد للآباء ويورثها الآباء للأولاد.
هذه الحقائق يتغافل عنها الصهاينة، ويحلمون بأن يطويها النسيان وبأن تسقطها ذاكرة الشعب الفلسطيني. وهي حقائق ويا للمفارقة باتت تتغافل عنها أنظمة عَربية عديدة... تلك الأنظمة التي صادرت حق شعوبها في نصرة الشعب الفلسطيني وهرولت تركب قطار التطبيع وكأنما تريد إعطاء الصهاينة صكّ البراءة من احتلال فلسطين ومن مصادرة حقوق الشعب الفلسطيني وفي طليعتها حقه في دولة مستقلة عاصمتها القدس الشريف... وبالمحصلة باتت ذكرى يوم الأرض عند هذه الأنظمة مجرّد ذكرى غائمة يريدون إلغاءها من ذاكرتهم المريضة.
فات هؤلاء وأولئك أن مفردات الصراع لدى أبناء فلسطين مفردات عصية على الإلغاء والتطويع. هم من البداية عرّفوا الصراع على أنه صراع وجود وليس صراع حدود لذلك سكنتهم روح النضال وتأصلت فيهم معاني الانتماء إلى الأرض والتاريخ والهوية والحضارة. وتأصل فيهم حب البقاء وحب الأرض لكأنما صهرت فيهم وصهروا فيها ليصبحوا كيانا واحدا ينبض بغريزة البقاء ويحلم بالتحرير والعودة...
ولذلك تعود ذكرى يوم الأرض (الذكرى 45 يوم أمس) كل عام ورغم كل التحديات والمخاطر أكثر زخما وأكثر عنفوانا... وترتسم خارطة فلسطين من النهر إلى البحر راسخة شامخة في العقل والوجدان الفلسطيني.
ولذلك يفاجئ شعب الجبارين جلاديه وخاذليه بأنّه أكثر حضورا وأكثر تمسكا بأرضه وبتاريخه كلّما حسب الصهاينة أن الأجيال الجديدة يمكن أن تنسى.. وكلما حسب عرب التطبيع والتخاذل بأن الأرض يمكن أن تصبح مشروعا تجاريا يمكن المضاربة به والتصرف فيه كسلعة تباع وتشترى...
ورغم بطش الصهاينة ورغم تنكيل قوات الاحتلال ورغم رجوح الكفة لحساب المحتلّ فإن أبناء فلسطين ما فتئوا يبدعون أشكالا نضالية دوّخت العدو وأذهلت المنبطحين. وما المسيرات الحاشدة والفعاليات التي شهدتها الأراضي الفلسطينية يوم أمس إحياء لذكرى يوم الأرض إلا دليل على أن القضية حاضرة وبأن الحقوق الوطنية ثابتة وبأن الأرض ليست محل رهان وبأن طلب التحرير والعودة ماض حتى كنس الاحتلال وإنهاء مأساة الشتات والمنافي... وحتى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
ولو كره لصوص الأرض و«حلفاؤهم» من العرب المتخاذلين... فالحق في الأرض لا يسقط بالتقادم... لو يذكر هؤلاء.. وأولئك!
عبد الحميد الرياحي
