مع الشروق...حرب سفن بين طهران والصهاينة ..

مع الشروق...حرب سفن بين طهران والصهاينة ..

تاريخ النشر : 07:00 - 2021/03/16

من الحرب بالوكالة إلى الضربات المباشرة، يتّجه الصراع بين إيران والكيان الصهيوني شيئا فشيئا نحو المواجهة الشاملة التي يتجنبّها الطرفان الآن ولكنهما لا يخشيانها إن أصبحت ضرورة ملحّة.
رغم مئات الضربات الجوية التي نفّذها الصهاينة طيلة السنوات الماضية زعما بأنها ضدّ أهداف ايرانية في سوريا، فإن هذا العدوان لم ينجح لا في ردع التواجد الايراني هناك ولا في وقف تزويد المقاومة بصواريخ نوعية متطورة أصبح الكيان يخشاها كثيرا.
هذا الاجراء المكلف بالنسبة للكيان الصهيوني يبدو  أنه لم يعد يجدي نفعا بل لم يحقق اي شيء من الأهداف المرسومة له وهي منع وصول الصواريخ الدقيقة الى محور المقاومة وخاصة "حزب الله" الذي أعلن أمينه العام حسن نصرالله أن العملية تمّت بنجاح.
وفي هذا الاطار تحديدا قال الجيش السوري أمس  إن "وضعنا العسكري أفضل مما كان قبل 10 سنوات ، والولايات المتحدة وحلفاؤها فشلوا في حسم المعركة لصالحهم".
فشل هذه المعركة بالنسبة للكيان الصهيوني دفعه لفتح جبهة جديدة وهي استهداف السفن التجارية التي تعدّ شريان حياة بالنسبة لإيران وسوريا معا وهما المحاصرتان بعقوبات اقتصادية مجحفة.
حرب استهداف السفن النفطية ظلّت خفيّة بين الطرفين طيلة السنتين الماضيتين على الأقل الى أن أصبحت علنية مؤخرا حيث هناك اتهامات إيرانية للصهاينة بمهاجمة سفينة إيرانية واتهامات صهيونية لإيران بتفجير سفينة بملكية في خليج عمان.
إيران التي يمثّل النفط متنفّسها الاقتصادي الوحيد في ظل العقوبات الأمريكية الجائرة بسبب برنامجها النووي، يبدو أنها لن تصمت عن استهداف خطوطها الحمراء حتى وإن كلّف ذلك الدخول في مواجهة مباشرة.
وقد أعلن ذلك صراحة المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، في مؤتمر صحفي،  حيث شدّد على أن "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة للدفاع عن أنفسنا".
أما بالنسبة للكيان الصهيوني الذي يريد جولات محدودة مع إيران وحلفائها فإنه أولا يهدف لتضييق الخناق الاقتصادي على إيران الذي يعتبرها رأس حربة في تقوية قدرات سوريا وحزب الله العسكرية.
كما يهدف الى جرّ طهران الى ارتكاب هجوم يصوّرها في صورة الدولة المارقة والمزعزعة لاستقرار المنطقة حتى يثني الرئيس الامريكي الجديد جو بايدن عن العودة الى الاتفاق النووي.
 من جهة أخرى يخاف الكيان الصهيوني من انفلات الأمور وهو الذي يعرف أنه محاصر تقريبا من جميع الجبهات ومعرّض الى غزو صاروخي سيزعزع جبهته الداخلية ويظهره في مظهر "الجيش الذي قهر».
في المحصلة لا إيران  ولا الكيان الصهيوني يريدان المواجهة رغم أنهما لا يخشيانها الى حد ما، وحتى واشنطن التي ظلّت في موقف المتفرّج للتنفيس من غضب حليفها فإنها بالتأكيد ستتدخّل في الوقت المناسب.
بدرالدّين السّيّاري

تعليقات الفيسبوك