أعلن وزير الداخلية الألماني الثلاثاء أن ألمانيا تعتزم تقليص الحركة الجوية الدولية إلى أراضيها إلى “الصفر تقريبًا” في مواجهة الانتشار المستمر لجائحة كوفيد-19.

وقال هورست زيهوفر لصحيفة بيلد اليومية: “إن الخطر الذي تمثله المتحورات الفيروسية المختلفة يتطلب منا مراجعة ومناقشة الإجراءات الحكومية الصارمة” ومن بينها “خفض الحركة الجوية إلى ألمانيا إلى الصفر تقريبًا”.

وأثار ظهور نسخ متحورة جديدة من الفيروس في بريطانيا وجنوب إفريقيا، تعتبر أشد عدوى، القلق في وقت تكافح فيه العديد من الدول للسيطرة على الوباء.
وقد أدى طرح اللقاحات بشكل أبطأ مما كان متوقعًا إلى زيادة المخاوف.

ونشرت بيلد الثلاثاء أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أعربت عن انتقادها بوضوح لإدارة أزمة جائحة كورونا، وذلك خلال مؤتمر عبر الفيديو مع رؤساء الكتل البرلمانية للتحالف المسيحي في البرلمان الاتحادي وبرلمانات الولايات.

وذكرت الصحيفة الألمانية استنادا إلى مشاركين في المؤتمر الذي انعقد الأحد أن ميركل قالت خلال المؤتمر: “الأمور تفلت من بين أيدينا. يتعين علينا أن نكون أكثر صرامة، وإلا فإننا سنعود إلى ما كنا عليه في غضون 14 يوما”.

وأفاد زيهوفر صحيفة بيلد “الناس في ألمانيا الذين يقبلون القيود الصارمة يتوقعون منا أن نحميهم قدر الإمكان من انفجار في أعداد المصابين”. سجلت ألمانيا أكثر من مليوني حالة إصابة بـ كوفيد-19 منذ بداية الوباء وأكثر من 52 ألف حالة وفاة.

وذكرت الصحيفة أن ميركل انتقدت أيضا سفر الكثير من الألمان إلى الخارج، حيث ذكرت أنه في فترة عطلات عيد الميلاد  (الكريسماس) كان يسافر يوميا 50 ألف ألماني إلى جزر الكناري وجزر المالديف. وقالت ميركل متسائلة: “لماذا لا يمكننا حظر هذه السفريات؟”، مضيفة أنه يتعين “تخفيف حركة النقل الجوي على نحو يحول دون وصول الأفراد إلى أي مكان”، مؤكدة أن ألمانيا بحاجة إلى نظام حدودي أكثر صرامة.

وفيما يتعلق بطفرات الفيروس، وصفت ميركل الأمر بأنه أشبه بالعيش “على برميل بارود”، مشيرة إلى أن إعادة فتح المتاجر والمطاعم في منتصف شباط/فبراير المقبل “غير مؤكد”، موضحة أنه في حالة إعادة الفتح فلا بد أن يكون الترتيب على النحو التالي: مراكز الرعاية النهارية والمدارس أولا، ثم المتاجر، ثم المطاعم.

يذكر أن ميركل وقادة حكومات الولايات قرروا الأسبوع الماضي، من بين أمور أخرى، تمديد الإغلاق حتى 14 فيفري المقبل، بسبب العواقب المحتملة لطفرة كورونا التي تنطوي على مخاطر سرعة تفشي العدوى.

وعلى الرغم من أن ألمانيا تعاملت بشكل جيد نسبيًا مع الموجة الأولى لفيروس كورونا في الربيع الماضي، إلا أنها تعرضت بشدة لموجة ثانية في الأشهر الأخيرة.

وجددت البلاد القيود في تشرين الثاني/نوفمبر، وأغلقت الحانات والمطاعم والمرافق الثقافية والترفيهية. وشُددت الإجراءات في ديسمبر، مع إصدار أوامر بإغلاق المدارس والمتاجر غير الضرورية.

من المقرر أن تستمر عمليات الإغلاق الحالية حتى منتصف فيفري  على الأقل.
تطلب السلطات من المسافرين الذين يصلون إلى ألمانيا من البلدان التي تم فيها اكتشاف المتغيرات الجديدة تقديم اختبار سلبي حديث عند الوصول، ما أدى إلى تراكم طوابير طويلة على الحدود الألمانية التشيكية.

ودعت ميركل إلى توزيع سريع بقدر الإمكان للقاحات كورونا المحدودة، حتى أيضا في البلدان الفقيرة في جميع أنحاء العالم. وعارضت المستشارة الألمانية الثلاثاء خلال اجتماع للمنتدى الاقتصادي العالمي، الذي يعقد عبر الإنترنت بدلا من انعقاده التقليدي في دافوس هذا العام، صراحة انتهاج القومية كوسيلة للخروج من أزمة جائحة كورونا خلال التطعيم الجماعي، وقالت: “هذا يتعلق بالتوزيع العادل (للقاحات) وليس فقط بتوزيع الأموال”.

ورحبت بإبرام المبادرة الدولية للتطعيم ضد كورونا “كوفاكس” العقود الأولى لشراء اللقاحات، وقالت: “سنفعل بالطبع كل ما في وسعنا لضمان بدء التوزيع بسرعة”.

وأكدت ميركل أنه بعد اثني عشر شهرا على بدء الجائحة، لا تزال اللقاحات غير متوفرة بالقدر الكافي، لكنها واعدة للغاية، موضحة أن هذا يعني أن هناك طريقا للخروج من الجائحة – حتى لو كان لا يزال شاقا وليس قصيرا كما كان يأمل البعض.

وأعلنت المستشارة عن زيادة الجهود في مجال التعاون الإنمائي، ودعت إلى متابعة أهداف الاستدامة للأمم المتحدة بتركيز أكبر، وقالت في إشارة إلى الدول الصناعية إن “الخطر الأكبر الآن بعد الجائحة هو أننا سنركز جميعا على أنفسنا أولا”، مؤكدة ضرورة عدم إهمال جهود التنمية. وكهدف ألماني وأوروبي وعدت ميركل قائلة: “لن نتقشف في التعاون التنموي، بل علينا أن نخطو خطوات أوسع في هذا المجال”.