مع الشروق...تونس... إلى أين ....

مع الشروق...تونس... إلى أين ....

تاريخ النشر : 07:53 - 2020/12/05

...ثلاثة اسابيع اضراب القضاة، اربعة ايام اضراب الاطباء، اضراب مفتوح للقيمين، اكثر من خمس سنوات تعطيل حركة سير خطوط القطارات الناقلة للفسفاط، اضراب مفتوح لأعوان وكتبة المحاكم، إضراب لاعوان الكهرباء والغاز، اعتصام وتعطيل لانتاج الغاز المنزلي ...
تونس الى اين ...اصبح من غير الممكن ان يتواصل الوضع بهذا الشكل. لم يسبق في تاريخ العالم ان اضرب القضاة واغلقت المحاكم ابوابها طيلة ثلاثة اسابيع. لكن هذا حدث في تونس الدولة التي تعيش منذ اكثر من عشر سنوات اضطرابات اجتماعية وسياسية ووضعا اقتصاديا صعبا ...
كلنا اليوم اصبحنا في خطر. ليس فقط اقتصادنا المنهار بل الدولة اصبحت مهددة في كيانها. ونحن في كل يوم نسمع خطابات من رئيس الدولة ومن كل السياسيين حول الخطر الداهم. ولكن لا نرى حلولا على أرض الواقع ....
كلهم أثبتوا عجزهم وعدم قدرتهم على ادارة شؤون الشعب وتسيير دواليب الدولة، جميعهم كانوا بلا خبرة وبلا تجربة فانهار الاقتصاد وضعفت الدولة ...
اليوم الواقع صار اكثر تعقيدا واكثر صعوبة وصار يحتاج الى سياسيين قادرين على الفعل وعلى المبادرة وعلى الاصلاح والانقاذ، الشعب ليس في حاجة الى الخطب والى الكلام بل في حاجة الى الفعل ...
كل الخبراء يؤكدون ان تونس اذا تواصل الحال على ما هو عليه الآن فإنها ستكون في السنوات القادمة في اسفل المراتب العالمية خاصة على مستوى العلوم والتربية والتعليم وايضا على مستوى التصنيع وفي المجال الزراعي، دول كثيرة في القارة الافريقية سبقتنا اليوم بعقود ونحن لازلنا نتحدث عن احسن دستور في العالم كتبه مجلس تأسيسي انتخب في ظروف خاصة عاشتها تونس ....
تونس اليوم تحتاج الى انقاذ وتحتاج الى مصالحة حقيقية تنقذها من عبث الاحزاب السياسية التي تختص كل يوم في صنع الخلافات والصراعات ...
الاحتجاج مشروع لكنه ليس الحل، والحكومة عليها ان تجد حلولا لآلاف العاطلين في كل الجهات ولخريجي الجامعات ولكل الشباب الذي صار حلمه الهجرة والهروب من الوطن والبحث عن مستقبله في اوطان اخرى ....
اذا تواصل هذا العبث السياسي فإن الكارثة ستحل بالجميع وسنخسر الوطن لكن هذه المرة ستكون الخسارة اكبر مما يتوقع الجميع ...
سفيان الاسود

تعليقات الفيسبوك