مع الشروق.. أرض فلسطين والتطبيع... على طبق من ذهب !

مع الشروق.. أرض فلسطين والتطبيع... على طبق من ذهب !

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/10/04

تزامنا مع تطبيع بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني.. وتزامنا مع الحديث المتواتر والملح عن وجود بين 5 و10 دول عربية على قائمة المرشحين للتطبيع مع الكيان الغاصب وفي طليعتهم السودان الذي اعتبر أن الكيان «دولة متقدمة يمكن الاستفادة من علاقاتنا معها».. تزامنا مع هذه الهرولة العربية التي أدرجت تحت لافتة «تشجيع قادة الكيان على المضي في طريق السلام» وقّع نتنياهو على قرار ببناء 5400 وحدة سكنية في الضفة الغربية المحتلة.. هذه الوحدات السكنية التي يفترض أن تؤوي قرابة 500 ألف يهودي يسعى الصهاينة إلى استجلابهم إلى فلسطين المحتلة تنضاف إلى مئات الآلاف المزروعة في طول الضفة الغربية وعرضها.. وهي تعدّ جوابا من قادة الكيان على الخطوات الانبطاحية لبعض القادة العرب وهرولتهم إلى حرق ورقة التطبيع وهي آخر الأوراق التي كان يملكها العرب في سياق سعيهم إلى حل سياسي يقوم على مبادلة تطبيع العلاقات بقيام دولة فلسطينية في الضفة وقطاع غزة تكون القدس الشرقية عاصمة لها... طالما أن العرب قد أسقطوا كل الخيارات من حساباتهم ومن ضمنها خيار تشجيع المقاومة المسحلة فلسطينية كانت أو عربية لتحرير الأرض وإجبار العدو على الرضوخ لاستحقاقات السلام.
ومثلما فعل الكيان مع كل الكتل الاستيطانية المزروعة  في الضفة الغربية المحتلة عندما أعلن ضمّها وبدأ يتدرّج في تنفيذ الضم لتصبح تلك الأراضي الفلسطينية أراضي تابعة للكيان الصهيوني سوف يعمد الصهاينة إلى ضمّ الكتل الاستيطانية الجديدة التي تقرر بناؤها وحبر التوقيع على التطبيع مع دول عربية لم يجف بعد،  وذلك عربون «عرفان» صهيوني ومكافأة صهيونية على السخاء العربي القائم على اعطاء الصهاينة أرض فلسطين ومقدسات فلسطين وكل المسلمين والمسيحيين ومعها تطبيع العلاقات بما يتبعه من مبادلات اقتصادية وتجارية ومن تحالفات جديدة في إطار التوازنات الاقليمية والتي يراد في خضمّها حشد الدول العربية صلب محور صهيوني لمنازلة إيران.. وبذلك يغيّر العرب بوصلة صراعهم من الكيان الصهيوني الذي يغتصب كامل فلسطين ويتمرّد على كل قرارات الشرعية الدولية ليتخذوا من إيران عدوّا بديلا لهم مع أن ما يجمعهم بإيران أكبر بكثير مما يفرقهم معها.. ومع أن كل الخلافات مع طهران مهما بدت مستعصية يمكن حلّها بالسبل السلمية...
الأكيد أن رئيس حكومة الكيان لم يتخذ خطوته الأخيرة بالموافقة على بناء آلاف الوحدات السكنية الجديدة على أراض فلسطينية محتلة إلا لعلمه بدرجة العجز والتهاون العربي.. وكذلك ليقينه بأن العرب قد أداروا بوصلتهم صوب اتجاهات أخرى.. خاصة بعد أن انفرط عقدهم ووقعوا في الاجتماع الأخير لما كان يسمى جامعة الدول العربية على نعي هذا الهيكل الذي استنزف كل مبررات وجوده.. وبات يبحث عبثا عن رئيس لدورته الجديدة بعد تخلي دولة فلسطين عن رئاسة الدورة الحالية واعتذار قطر والكويت عن تعويضها وتولّي المهمة... وذلك إثر فشل الجامعة في إدانة تطبيع دول عربية مع الكيان.
فلماذا نريد من قادة الكيان أن يقطعوا مع نهج الغطرسة والاستيطان والتوسع ولماذا نريدهم أن يسيروا في طريق السلام طالما أن العرب يقدمون لهم أرض فلسطين والتطبيع... على طبق من ذهب؟!!
عبد الحميد الرياحي

تعليقات الفيسبوك