مع الشروق: الثـــــروة... المهــــــــــدورة...

مع الشروق: الثـــــروة... المهــــــــــدورة...

تاريخ النشر : 08:00 - 2020/05/17

....كمرور الكرام مر عيد الجلاء الزراعي في تونس والذي كان على امتداد عقود طويلة عيدا وطنيا للفلاحة.
هذه السنة كما السنوات القليلة الماضية لم يهتم احد بالمناسبة ولم يتذكر احد ان في تونس عيدا وطنيا للفلاحة والفلاحين.
في تونس تعتبر الفلاحة ثروة مهدورة وقطاعا مهملا وامكانيات كبيرة في مهب الريح... على امتداد مئات الكيلومترات تمتد الأراضي البور المهملة، لا احد مسموح له باستغلالها او زراعتها ...والى جانب ذلك في مناطق عديدة ضيعات فلاحية تحولت الى خراب وترفض الدولة منحها او تسويغها او بيعها للتونسيين لزراعتها.
واليوم وقد مر العيد الوطني للفلاحة دون ان يتذكره احد نذكر الجميع بان هناك من ساهم عن قصد في ضرب وتدمير كل منظومات الإنتاج الفلاحي في تونس مما ادى الى افلاس الفلاحين ولجوء الدولة الى التوريد.
لاتزال الدولة تمتنع عن قصد او سوء فهم عن دعم الفلاحين الذين يضطرون في كل موسم الى إلقاء إنتاجهم في الطرقات بعد ان عجزوا عن تسويقه.
الدولة اليوم مقصرة لانها ترفض إنشاء مناطق صناعية للصناعة التحويلية في كل المدن والولايات الفلاحية.
بإمكان الدولة القضاء على البطالة وخلق فرص الشغل لملايين العاطلين عن طريق خلق تنمية زراعية حقيقية.
بإمكان الدولة اليوم اعادة توزيع الأراضي الزراعية على آلاف الشبان العاطلين عن العمل وخلق جيل جديد من المستثمرين الزراعيين.
سيكون المستقبل للنشاط الزراعي وستضطر دول العالم الى ضخ استثمارات كبيرة جدا لتأمين غذائها ونحن في تونس للاسف نعتبر القطاع الفلاحي في أسفل ترتيبنا.
كل الأراضي والضيعات المهملة يجب ان توزع على الشبان التونسيين وعلى الدولة الانطلاق الآن في إنشاء مناطق للصناعات التحويلية لتصنيع الإنتاج الفلاحي.
على الدولة ان تتحرك لانقاذ منظومات الإنتاج الفلاحي التي تم تدميرها في السنوات الاخيرة وعلى الدولة ان تدرك ان القطاع الفلاحي هو الثروة الحقيقية التي يجب الاستثمار فيها.
سفيان الأسود         

تعليقات الفيسبوك