المسرحي أنور الشعافي: اللجنة التي أجازت عرض مسلسل قلب الذيب تتحمل المسؤولية

المسرحي أنور الشعافي: اللجنة التي أجازت عرض مسلسل قلب الذيب تتحمل المسؤولية

تاريخ النشر : 17:33 - 2020/05/07

لن نعود إلى هِنات المسلسل و هي عديدة قد تحدث عنها الجميع و لا معنى لقول البعض بأن المخرج في تجربته الأولى و من الواجب تشجيعه ، فليتمرّن المُبتدئون على المهنة بأموالهم الخاصة لا بأموال دافعي الضرائب و لا يدافع عن الرديئين إلا من كان مثلهم، لكن من الموضوعي القول بأن من يتحمل المسؤولية مباشرة هم أعضاء اللجنة التي أجازت إنتاج هذا المسلسل و معهم مدير عام مؤسسة التلفزة الوطنية، فكل المهن و الحِرَف تستدعي تدرّبا و تربّصا فلا تُمنح فرصة الإحتراف إلّا لمن وصل درجة الإحتراف لكن مخرج "قلب الذيب" أصبح مخرجا دون أن يدرس الإخراج و لا تمرّن عليه ميدانيا بل إنّه تطاول على إختصاصات أخرى لا يتقنها مثل القصة و السيناريو و الحوار و فوق هذا كله قام بلعب الدور الأساسي ، كل المؤشوات كانت دالة منذ البداية على فشل المسلسل لأن فاقد الإخراج لا يُعطيه و من أكبر المؤشرات هي مشاركته بالتوازي في مسلسل يمكن تصنيفه في ما وراء الرداءة.
لنتجاوز كل ذلك و سنحاول  قراءة بعض نقاط ضوء في أداء الممثلين :
فتحي الهداوي : و إن كان مساويا لنفسه في حلقات المسلسل الأولى إلا أنه قدّم بعدها واحدا من أسوإ أدواره نتيجة غياب إدارة إخراجية فلم تستطع حنكته أن تتجاوز ضعف بناء الشخصية و إختلال مسارها الدرامي و تذبذب ردود أفعالها في علاقة ببقية الشخصيات و بتطور الأحداث.
دليلة المفتاحي : عكس من هللوا لأدائها في هذا المسلسل فقد كانت بدورها ضحية ضعف السيناريو و غياب المخرج فقد قدّمت شخصية مُكرَّرة بإيماءات جاهزة ثم خانها التصوّر الفاشل للمخرج عند تغيّر المسار الدرامي للشخصية التي إنبنت على صورة نمطية لوضعية الجنون : رقص و غناء و تسكّع في أنهج القرية بينما نرى أن من الأجدر و الأعمق- و مساحات أداء المفتاحي تسمح بذلك - إختيار العكس : المجنونة الصامتة، المُنغلقة، المُنكفئة و هذا البناء يتناسب مع الشخصية التي إقترحتها في البداية : المرأة القوية، الحازمة، الجازمة ،العميقة
بسام الحمراوي: أبدى قدرات أدائية لكن بدون وعي معرفي زاده إصراره على التواجد أمام و خلف الكاميرا ضعفا و قوالب جاهزة.
رؤوف بن عمر : ضعف بناء الشخصية جعلها غير مقنعة و لم تستطع حرفيته و إستنجاده بتجاربه إنقاذ شخصية باهتة التكوين، متناقضة المسار.
فتحي المسلماني : لم يُمكّنه  غياب تفاصيل بنية الشخصية تفجير مساحات أدائه الواسعة رغم إجتهاده الواضح.
عيسى حراث : أنقذه نسبيا  إستناده إلى شخصيات مماثلة في بنائها قدّمها سابقا فكرّر نفسه و كذلك كانت لطيفة القفصي بشخصية مقنعة لكنها لم تخرج عن أدوار مشابهة قدمتها سابقا و أما سفيان الداهش فقد لعب شخصية نمطيه حصر نفسه فيها
و في المقابل قدم البعض الآخر شخصيات متفاوتة المُقترَح مثل الأداء الأنيق و المقتصد لأحمد الأندلسي و العميق الصادق لعزيز الجبالي و الحِرَفي المقنِع لجهاد الشارني و المتفوِّق المُبهِر لمراد بن نافلة و المقبول لناصر الخباشي و الجيّد لأمين الإمام و الحسن لسماح السنكري و المُقنِع لعبد الغني بن طارة و المَرضي لمنصف العجنقي و الباهت للبقية لكن  المُتصنّع لخولة السليماني.
نُسمّي الأشياء - أحيانا - بأضدادها فنُسمّي الملح رِبْحا و الفحم بياضا و مسلسلا "قلب ذئب" .
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

يسافر الروائي الأمين السعيدي في أعماق الذات البشرية، يسبر الاغوار طالبا للحقيقة، حقيقة الانسان بي
21:15 - 2025/09/13
جولة ناجحة كالعادة في المهرجانات الصيفية تلتها مؤخرا إفتتاح أكاديمية للمالوف كل ذلك رسخ قيمة ومكا
07:00 - 2025/09/13
مثل كل بداية فنية تستوجب من صاحبها المرور بمحطات حياتية تؤسس أعمدة البناء الإبداعي و تنهل من مختل
07:00 - 2025/09/13
احتضنت بشني، من معتمدية الفوار بولاية قبلي ،أيام 7 و 8 و 9 سبتمبر 2025 ، فعاليات الدورة الثانية ل
07:00 - 2025/09/13
تزامنا مع ذكرى المولد النبوي الشريف انطلقت النسخه الرابعة من مهرجان البدر في مركز الفجيرة الإبداع
12:15 - 2025/09/12
أثارت ظاهرة كراء مسرح قرطاج  لإقامة حفلات خاصة جدلاً في الأوساط الثقافية والإعلامية حيث اعتبرها ا
07:00 - 2025/09/12