رئيس ودادية قدماء البرلمانيين عادل كعنيش لـ«الشروق»: المصالحة ضرورية لتجاوز تداعيات كورونا

رئيس ودادية قدماء البرلمانيين عادل كعنيش لـ«الشروق»: المصالحة ضرورية لتجاوز تداعيات كورونا

تاريخ النشر : 11:18 - 2020/04/20

يؤكد رئيس ودادية قدماء البرلمانيين المحامي المنتمي الى التيار الدستوري عادل كعنيش حاجة بلادنا الى تحقيق المصالحة الوطنية الشاملة وطي صفحة الضغائن الماضية لتجاوز مخلفات الظرف الحالي الصعب الذي تعيشه تونس والانفتاح على صفحة جديدة من البناء والتقدّم.
تونس – الشروق :
محاولات الاساءة والتشويه المجاني التي تطال الزعيم الحبيب بورقيبة، حاجة البلاد الى المصالحة والوحدة والتضامن، الاجراءات المستوجب القيام بها من قبل الحكومة ومنها ضرورة دعم الصحافة المكتوبة لمجابهة تداعيات انتشار فيروس ''كورونا'' هي ابرز المحاور التي يعود عليها عادل كعنيش في الحوار التالي:
بوصفك نائب سابق منتم للتيار الدستوري ماهو موقفك من المحاولات المتكررة لاحد النواب قصد الاساءة الى الزعيم الحبيب بورقيبة؟
أعتقد أن الوضع الحالي لا يسمح بمواصلة الجدال بخصوص الزعيم الحبيب بورقيبة وذلك قياسا بالاوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية الطارئة التي نعيشها اليوم جرّاء جائحة ''كورونا"، وموقفي من ذلك أن تصريحات النائب السيد سيف الدين مخلوف غير موضوعية وتنم عن احقاد، وفي هذا الاطار أحيي عدنان منصر الذي كان حاضرا معه في نفس المنبر الاعلامي  واعتبر قراءته خاطئة وتتضمن مغالطات.
في المحن التي تمر بها البلاد من الضروري أن تعلو قيم التضامن والتضحية والعمل المشترك على الحسابات الضيقة والتجاذبات  ومن الضروري الترفع عن الصراعات القديمة التي لا تعالج قضايا الحاضر.
وهل ترى من المجدي اثارة هذه الملفات في الوقت الراهن؟
التيار الدستوري متصالح مع تاريخه ولا يزعجه أو يحرجة تناول أي ملف ، وبخصوص الزعيم الحبيب بورقيبة فقد كان احد محاور القراءة النقدية لسياسات فترة الحكم التي قمنا بها صلب الودادية، فكان الحبيب بورقيبة  هو من قاد معركة التحرير وحقق العديد من المكتسبات ومن بينها  تخليص الوطن من مخلفات الاستعمار في المجالات السيادية والاقتصادية والتربوية والثقافية، ووضع الأسس الأولى لبناء الدولة التونسية الحديثة، وفي نفس الوقت له اخطاء تاريخية، غير أنه من المهم ان نذكر أن فترة حكمه لم تكن فيها الديمقراطية مزدهرة في العالم وبالتالي من غير الممكن قراءة سياسات الزعيم بمنطق سنة 2020، هذه المسائل والقضايا ناقشناها وعلى استعداد لمزيد نقاشها غير أن توقيت طرح الملفات مسألة مهمة وكما اسلفت الذكر فإن جائحة كورونا تعيد ترتيب الاولويات  والاهتمامات وتفرض علينا مزيدا من الوحدة والتضامن في الوقت الراهن بدلا من خوض جدال لا يفيد التونسيين.
هل يقلل هذا النوع من السجالات الخلافية من فُرص الوحدة أم أن الضمور المسجل في الصراع السياسي بسبب جائحة كورونا يمهّد في رأيك الى تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة؟
المصالحة هي خيار وطني بنّاء  جاء قبل جائحة كورونا وتفرضه العديد من المعطيات الموضوعية، اليوم بعد 9 سنوات من سقوط النظام  ومن المحاكمات وتصفية الحسابات ،واثر القراءات النقدية الذاتية التي اعترفنا فيها بحدوث تجاوزات في العهد السابق  لم يعد هناك مبرر للتشنج والمضي في تصفية الحسابات، ولئن خفضت جائحة كورونا من منسوب التوتر السياسي والاحتقان فانه من المهم التقاط اللحظة التاريخية لاستكمال مسار العدالة الانتقالية في جانبيه المتعلقين بحقوق الانسان والحريات وحانب الفساد المالي ومن ثمة جبر الضرر للضحايا من خلال تسويات تنهي الضغائن وتفتح البلاد على انطلاقة جديدة.
إذن كيف تقيم أهمية تحقيق المصالحة الوطنية في الوقت الراهن؟
لننطلق  أولا من مثال عالمي، لقد جسّد الزعيم نيلسون مانديلا أرقى انواع المصالحات من خلال التعامل مع جلاديه واليوم نلاحظ جميعا أنّ جنوب افريقيا تجني ثمار ماتم زرعه من مصالحة في شكل  تقدم وتطور يعود بالنفع على المجتمه هناك، في المقابل بقيت دولة زيمبابوي المجاورة لها حبيسة صراعات الماضي التي زادتها انقسامات داخلية وارهاقا.
اليوم نعيش ظرفا صعبا وهشا، وقد يبدأ الوضع العام في التعافي التدريجي بعد جائحة كورونا بداية من شتاء 2021  على الارجح وهذا يفرض بذل مجهود اضافي واستثنائي من الجميع وفي كل المواقع، وقبول التضحيات خلال هذه الفترة لتقاسم النجاحات مستقبلا، ولا اعتقد ان شيء من ذلك يمكن أن يتحقق دون تحقيق المصالحة والوقوف صفا واحدا في طريق الوحدة الوطنية الصماء ووراء الحكومة.
على ذكر الحكومة، كيف ترى المراسيم التي تم اصدارها بعد أن شابتها انتقادات حول عدم التشاور من قبل عديد الاطراف؟
من الناحية القانونية ثمة اضطراب وضبابية في تطبيق الفصلين 80 و70 من الدستور، اذ ان رئيس الجمهورية استند الى الفصل 80 المتعلق بالتدابير الاستثنائية لتطبيق حظر الجولان غير أنه لم يمارس كل مقتضيات هذا الفصل بوضوح، كما ان رئيس الحكومة حصل على التفويض التشريعي طبقا للفصل 70 وما يزال البرلمان قادرا على القيام بدوره، لكن عموما لا اعتقد ان عمق الازمة التي نعيشها يسمح بالسجال القانوني ومن المهم ان نلتف جميعا وراء الحكومة لمعاضدة دورها في مجابهة جائحة كورونا.
من الضروري حسب ما أرى ألّا نترك الحكومة تواجه الصعاب بمفردها ويجب أن تتظافر جهود المجتمع المدني والمواطنين في المعاضدة وان يتنامى لدى المواطن الوعي بمجابهة الوباء وان يكون مسؤولا.
هل أنت اذن راض على أداء الحكومة؟
في مثل هذه الظروف التي نعيشها لمعاضدة مجهودات الحكومة أهمية كبرى ولا يعني هذا الرضاء التام، اذ يزعجني كثيرا التعاطي مع الحجر الصحي الاجباري للتونسيين الذين يقع اجلائهم من الخارج، للاسف الشديد العديد من مقرات الحجر الاجباري لا تتوفر فيها ادنى المقومات الحياتية والقواعد الصحية وهي أحد أهم اسباب اعتراض المعنيين بالحجر على المكوث فيها، وبالتالي اطلب السيد وزير الصحة أن يسارع بالاذن للقيام بالتحاليل السريعة  في مقرات الحجر الصحي لتخفيف العبء على هذه المراكز والتعرف أكثر على الوضع الوبائي في بلادنا.
 

تعليقات الفيسبوك

في نفس السياق

رغم صدور الأحكام في الجزء الأول من ملف الشهيد بلعيد إلا أن الحقيقة لم تكشف بعد في انتظار ما ستسفر
17:08 - 2024/04/27
استقبل رئيس الجمهورية قيس سعيّد، صباح اليوم السبت 27 أفريل 2024 بقصر قرطاج، Gennaro Sangiuliano،
14:02 - 2024/04/27
تشارك تونس في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية التي ستلتئم بعاصمة المملكة العربي
13:29 - 2024/04/27
قال عضو لجنة النّظام الدّاخلي للمجلس الوطني للجهات والأقاليم النائب هيثم صفر، إنّ اللّجنة المكلفة
13:00 - 2024/04/27
مثّل تعزيز التعاون بين تونس والكاميرون في مجال التكوين المهني والتشغيل محور اللقاء الذي جمع نبيل
12:10 - 2024/04/27
 سلّطت صحف عربية ودولية الضوء على مجريات حرب الابادة التي يشنّها الكيان الصهيوني على قطاع غزّة، و
07:00 - 2024/04/27
ينطوي شعار «طوفان الأقصى» الذي أطلق على هجوم المقاومة الفلسطينية على الصهاينة ذات 7 أكتوبر من الس
07:00 - 2024/04/27