حالة التوقف التي أصابت كل العالم بسبب انتشار وباء كورونا وما اصاب اغلب دول العالم من شلل كلي، تدفع إلى ضرورة القيام بمراجعات جوهرية في كل القطاعات، اقتصاديا، اجتماعيا ،ثقافيا وسياسيا.. وهو ما يُجمع عليه اغلب الخبراء. 
تونس - الشروق  
في تونس تُطرح فرضية التغيير وضرورة المراجعة بشكل عميق ،خاصة بعد أن كشفت ازمة كورونا اهتراء المنظومة الصحية وفشل الخيارات في أغلب القطاعات. ومن اهم الملفات التي يُجمع أغلب المراقبين على حتمية مراجعة توجهاتها ،عناصرها وممارستها ، ملف الممارسة السياسية والعلاقات الحزبية. 
لا يمكن أن تكون تونس بعد ازمة كورونا، مثلما كانت قبلها، فالصراعات السياسية والتوترات والتجاذبات التي اثثت المشهد السياسي قبل كورونا، لا يمكن أن تستمر بعدها. 
الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي ،أكد ان كورونا تمثل فرصة أمام الأحزاب والحكومات لإعادة النظر في كل الملفات، مشيرا إلى وجود نقاش في كل العالم حول ما بعد كورونا، وأضاف المغزاوي ان اهم المراجعات ستكون في قطاع الصحة وأهمية العلم والعلماء. 
وشدد المغزاوي على ضرورة مراجعة من ال التنمية،مشيرا إلى أن هذه الأزمة كشفت أن قوى الهيمنة منشغلة بمشاكلها واتضح أن الاتحاد الأوروبي هو اتحاد الراسماليين. 
واعتبر المغزاوي ان السؤال المركزي في هذا السياق هو كيفية استفادة تونس من هذه الأزمة ،مشددا على ضرورة مراجعة الأحزاب للعلاقة في ما بينها، مؤكدا انه من المفترض أن العلاقة والتنافس من المفترض أن يكون على البرامج. 
وأكد المغزاوي ان أعضاء مؤسسات حركة الشعب يجتمعون عن بعد ويناقشون تجديد الرؤية ، بالرغم من أن الحركة دافعت دائما عن مقاربة الدور الاجتماعي للدولة ،مشددا على وجود رؤية جديدة لعلاقات الحركة داخليا وخارجيا. 
أما القيادي في حركة النهضة احمد المشرقي فاشار إلى أن العالم سيشهد تحولات كبرى ستخلف اثارا اجتماعية واقتصادية وقيمية ،مثل كل الأحداث الكبرى في العالم، وأضاف المشرقي أن هذه الأزمة أصابت الجميع في العمق ومست المؤسسات والأفراد والأحزاب. 
المشرقي اعتبر أن كورونا ظاهرة معولمة مثلها مثل الانترنت، دخلت كل البيوت، وأشار إلى أن هذه الظاهرة ستكون لها أثار على الأحزاب والدول، مضيفا ان من لم يعد نفسه للتغيير فستفوته هذه الموجة. على المستوى الوطني أكد المشرقي أن أهم التغيرات ستكون في سياق الاستجابة إلى ضرورة الوحدة الوطنية ، مشيرا إلى أنه على كل القوى الوطنية تحقيق الوحدة لمواجهة أثار الأزمة. وشدد المشرقي على أن البعد الاجتماعي سيكون حاضر، والأحزاب الليبرالية ستواجه تحدي الدولة الاجتماعية. كما اعتبر أن الأحزاب الكبرى والمنظمات إن لم تنصت للشعب ستترك المجال للحركات الشعبوية.
أما القيادي في التيار الديمقراطي محمد عمار فاكد أن اغلب السياسيين والقيادات بصدد العمل في الجهات لمعاضدة مجهود الدولة في مواجهة كورونا ،مشيرا إلى أن ما حدث عرى تونس داخليا وخارجيا. 
محمد عمار اعتبر أن الانشغال بكورونا أجل التجاذبات السياسية ،مشيرا إلى أن حزب التيار الديمقراطي بصدد التقدم بمبادرات تشريعية تتعلق بالوضع الاقتصادي والاجتماعي ،مشيرا إلى أن هذه الأزمة ستتسبب في فقدان عدد كبير من اليد العاملة على المستوى الوطني والدولي. 
محمد عمار أكد ان ازمة كورونا ستدفع للقيام بالعيد من المراجعات خاصة في علاقة بالعلم والشباب وشدد على أن الفترة القادمة يجب أن لا تكون فترة مهاترات سياسية، مضيفا انه على كل الأطراف السياسية تحديد مواقفها بشكل دقيق وان لاتكون في السلطة والمعارضة في نفس الوقت. 
وشدد القيادي في حزب التيار على أن الممارسة السياسية لن تتغير الا اذا امسك الشباب بزمام الأمور، مضيفا ان "شيوخ" السياسة مازالوا متهمين بالمعارك القديمة.