مع الشروق . نهاية الغرب الاستعماري

مع الشروق . نهاية الغرب الاستعماري

تاريخ النشر : 07:00 - 2024/01/14

تثبت الأحداث من يوم إلى آخر، أنّ الغرب الاستعماري  يخوض حرب وجود للحفاظ على مصالحه القديمة   ولمنع ظهور عالم جديد، يحقق للشعوب الاستقرار  و الأمن. و كلما زاد الضغط  على الحلف الاستعماري  الغربي، كلما ازداد عنفا وبطشا و ألقى بكلّ الستائر التي كان يتخفّى وراءها. 
هذا الغرب الاستعماري هرع منذ اليوم الأول لحدث السابع من أكتوبر، إلى فلسطين المحتلة،و أعلن وقفه التام واللامشروط مع سلطة الاحتلال في كل الخيارات التي ستتخذها بما في ذلك جرائم الحرب التي ترتكبها منذ أكثر من تسعين يوما في فلسطين المحتلة. وهذا الغرب الاستعماري منع مواطنيه من التظاهر و حتى من التعبير  عن آرائهم في رفض جرائم الحرب  التي ترتكبها قوات الاحتلال، بل إن بعض دوله غيّرت قوانينها في لمح البصر من أجل أن تمارس منع الحق في التعبير. 
اليوم و أمام اللجوء إلى محكمة العدل الدولية، يقف هذا الحلف الاستعماري  الغربي من دون بقية دول العالم في صف الكيان الصهيوني، و يشوّه دولة جنوب إفريقيا التي  مارسوا فيها أبشع أنواع التمييز العنصري ضدّ الشعب الأصلي، ويسعون إلى إسكات كل الأصوات الدولية التي ترتفع مساندة للشعب الفلسطيني الأعزل في مقاومته للاحتلال و في صموده من أجل رفض التهجير  و التقتيل. هذا الغرب الاستعماري هو ذاته الذي  يحشد طواقمه العسكرية لضرب يمن العزّة  والمقاومة. بعد أن خرّب دولا مثل العراق و سوريا و ليبيا. 
إن هذا الحلف الشيطاني الذي  مارس كل أنواع الجرائم ضد الإنسانية وضد كل شعوب العالم لمدة تزيد عن الستة قرون آن له، أن ينتهي. فهؤلاء ليسوا إلا أقلية من حيث العدد وحتى من حيث الإرث التاريخي، وبقية شعوب العالم لو عززت مسيرتها نحو توحيد "الجنوب" لكانت أكثر قوة و ازدهارا. لقد قال أحد شواذ هذا الغرب الاستعماري إنّ الغرب هو الحديقة و بقية شعوب العالم هم غابة من الوحوش. و الصحيح أن العالم حديقة غناء و متنوعة لولا هذا الغرب المتوحش. 
لقد أسقط العدوان على غزة كل الأوراق التي تستر عورة المحتلين و المستعمرين الغربيين، و لكنّه أثبت أنّ النصر عليهم ليس مستحيلا، حتى وإن كانوا يطيلون أنفاس هيمنتهم ببعض الخونة و العملاء الذين لم يخل التاريخ من وجودهم. 
من عقر دار الغرب وفي مقر  محكمة العدل الدولية، لا يمكن للحقيقة إلاّ أن تخرج منتصرة، فليس هناك عاقل يمكن أن ينكر جرائم الإبادة ضد الإنسانية المرتكبة في أرض فلسطين المحتلة. ومن عقر دار الهيئات التي اتخذوها ستارا لمنع إدانتهم، لا يمكن لهذا العالم إلاّ أن يستخرج شهادة وفاته، و يعلن نهاية هيمنته. من لاهاي تحديدا، ليس هناك خيار بديل إلاّ إعلان موت الغرب الاستعماري.   
كمال بالهادي    
 

تعليقات الفيسبوك