مع الشروق ..نتأخّــر... وهم يتقدّمـــون... !

مع الشروق ..نتأخّــر... وهم يتقدّمـــون... !

تاريخ النشر : 07:00 - 2022/01/15

 …احتلت تونس الآن المرتبة 84 عالميا في مؤشر جودة التعليم وأيضا أصبحت في المرتبة السابعة عربيا …
بعد عشر سنوات تراجعت الدولة التونسية في كل شيء حتى في التعليم الذي كان أحد أهم مفاخر دولة الاستقلال ، اليوم أصبحت دولة قطر في المرتبة الأولى عربيا بعد أن تخلت تونس عن مركزها …
كل البلدان التي سبقناها في مجالات التعليم بكل مراحله اليوم سبقتنا وأصبحت في مقدمة الترتيب تتقدم علينا كل من لبنان والبحرين والكويت والسعودية والاردن في حين تأتي في المراتب الأولى عالميا سنغافورة وسويسرا وفنلندا…
كانت عشرية سوداء عاشتها تونس في كل المجالات وخاصة في مجال التربية والتعليم مما جعل آلاف العائلات التونسية تهرب بأطفالها الى التعليم الخاص وجعل الاف الطلبة التونسيين يبحثون عن فرصة للدراسة بالجامعات الأجنبية …
لماذا تقدمت كل تلك البلدان علينا ليس فقط لأنها طورت أنظمة التعليم لديها وفتحت آفاق التكوين للمدرسين بل أيضا لأن المسؤولين فيها والمشرفين عن التعليم استمعوا الى المختصين والخبراء والمدرسين فصلح تعليمهم…
تونس هي أكثر بلدان العالم كثافة في المواد والكتب المدرسية ولها نظام تأديبي مدرسي هو الأكثر تطرفا في الدنيا ،والمدارس التونسية صارت أقل مدارس العالم على مستوى التجهيز والتطور …
تونس هي البلاد الوحيدة في العالم الذي يغادر مدارسها سنويا 100 الف تلميذ منذ عشر سنوات وأيضا هي من البلدان القليلة التي ترتفع فيها نسبة الفشل المدرسي بسبب سوء التغذية لدى الاطفال اصلاح التعليم يحتاج الى ارادة حقيقية وقوية ويحتاج الى ثورة وأيضا يتطلب مشاركة كل الأطراف …
لايمكن لطرف واحد أن يتولى عملية الاصلاح ،الأمر يتطلب مشاركة من الجميع ويتطلب تشخيصا دقيقا وصريحا ومعمقا للواقع بعيدا عن المزايدات والمجاملات وحالات الاحتقان التي نعيشها في كل القطاعات …
الإصلاح ايضا يجب أن يكون عاجلًا فالأمر لم يعد يحتمل التأجيل ،إذا تواصل هذا الوضع على حاله فكل تعليمنا سينهار وسنكون في المرة القادمة في أسفل الترتيب…
ليس عيبا ان نطلع على تجارب البلدان الناجحة ونستفيد منها ،البلدان التي سبقتنا كنا أفضل منها في الستينات والسبعينات اليوم نحن نتأخر ، لايمكن أن نتحدث عن مجتمع متقدم دون تعليم متطور وعصري …
اصلاح المجتمعات ينطلق بإصلاح تعليمها ،وزارة التربية لايمكنها اصلاح التعليم بمفردها ، صحيح أنها تملك جيشا من الموظفين والمديرين العامين لكن ذلك لا يكفي وحده ،نحتاج الى أفكار الجميع ونحتاج الى ان نصارح أنفسنا ونشخص الواقع …
سفيان الأسود
 

تعليقات الفيسبوك